رنتِ القلوبُ إليك والأبصارُ |
ولك النجودُ تسيلُ والأغوارُ |
رفَّت (نوادي النيل) حولَك وارتوتْ |
بشُعَاعِكَ الآمالُ والأطارُ |
وتهافتَ الشعبُ الذي لك عَهدُهُ |
من جانبيكَ كأنَّهُ الأطيارُ |
يلقاكَ والبُشرى شفاؤك والضُّحى |
هذا المُحيا الطلقُ وهو وَقارُ |
* * * |
خمسٌ من الأيامِ في أثنائِها |
خضت العَشي وأطرق الأبكارُ |
وكأننا الأحبارُ في (صَلواتِهم) |
وبِنا الشجونُ تعيثُ والأوتارُ |
تتجاوبُ الدَّعواتُ في غَلسِ الدُّجى |
بالسائلينَ وتَسبحُ الأسرارُ |
نرجو لك اللهَ (الشفاءَ) شواخِصاً |
ونودُّ لو وُهِبتْ لك الأعمارُ |
* * * |
وَشدا (الأثيرُ) بما استعادَ رَشَادنا |
من مِصرَ وائتلقتْ بِهِ الأسحارُ |
فالحمد للهِ الذي حَفِظَ (الهُدى) |
في (أصغريكَ) ولا برِحتَ تُجارُ |
* * * |
مولاي ما أقوى بيانِك حُجةً |
دَوَّتْ بها الآفاقُ والأَمصارُ |
أعلنتَ من (هَرِم الكِنانةِ) في الورى |
عَزماً تُزولُ بصفوِهِ الأكدارُ |
ما فيه من عِوَجٍ وليسَ مَجَانَةً |
لكنَّهُ (الإِيمانُ) والإِصرارُ |
ورفعتَ من شأنِ (العروبةِ) بَعدمَا |
لَجَّ الدعاةُ وأُبهِتَ الأَغرارُ |
وأَشدتَ بالنهضاتِ بين ربوعِنا |
حيثُ التقدُّم والعلومُ شِعَارُ |
وأزحَتَ كابوسَ الرَّؤي عن أمةٍ |
باللهِ تَطمحُ في غدٍ وتُدارُ |
أفضى بها (الملكُ العظيمُ) إلى العُلى |
وبها اشرأبَّ إلى السماءِ بَدارُ |
كانت من الأنقاضِ رَدماً دامراً |
واليومَ عنها بالبَنانِ يُشارُ |
تلك (المَفاخِرُ) وهي منك أدلةٌ |
أن (الجزيرةَ) شعبُها المُختارُ |
هيهات بعدَ اليومِ تُقرعُ بالعَصا |
والشِيبُ منها والشبابُ شِفارُ |
هي في ظِلالِ العَرشِ (حُكْمٌ صالحٌ) |
أبداً و (جيشٌ) ظافرٌ جَرَّارُ |
تمشي وراءَك و (السعودُ) أمامَها |
(فألٌ) وطالعُهَا بك استبشارُ |
فانضحْ به (البطحاءِ) بِشرَكَ نقتبسْ |
ولِشخصِك الأَعجابُ والإِكبارُ |
وانعم علينا بالبقاءِ تعطُّفاً |
أنت الربيعُ وطِيبُكَ الأزهارُ |
ولتحي يأملَ البلادِ ورمزَهَا |
ذُخراً وحبُّكَ في القلوبِ مَنارُ |
ولك الثناءُ لآلىءٌ مكنونةٌ |
والمجدُ بُرْدٌ واليقينُ دُثارُ |
وليحي (ربُّ التاجِ) في إقبالِهِ |
ما لاحَ فجرٌ واستهلَّ نَهَارُ |