يا جنةَ الأرضِ بُشرانا ببُشراكِ |
ظَفِرتِ بالمجدِ وافترَّتْ ثناياكِ |
صَدَاكِ رجَّعَهُ الإسلامُ قاطبةً |
عَبرَ البِحارِ وهَنانا وهَنَّاكِ |
لأنتِ في تاجِ هذا الشرقِ لؤلؤةٌ |
وضاءةٌ وهو يزهو في مُحيَّاكِ |
عجبتُ عينك في حَورٍ فكيف نرى |
فلذاتهنَّ سوداً دونَ مَغناكِ |
غُراً ميامينَ إن لاقو وإن قَنتوا |
وجَدْتُهُمْ بينَ عُبَّادٍ ونُسَّاكِ |
مرحى لأبطالكِ الأفذاذِ ما بذلوا |
وحبذا كلُّ من ضَحى وفَدَّاكِ |
إن الحياةُ كفاحٌ والمُنى عَبَثٌ |
وبين ذلك يُطوى الضاحكُ الباكي |
طيفٌ حسَبنَاهُ اضغاثاً فحقَّقَهُ |
لك الأُباةُ فحياهُم وأحيَّاكِ |
ليتَ الضُّحى والمروجَ الخضرَ مُصغيةٌ |
عنا بمن نحنُ نَستوحيهِ غَنَّاكِ |
مشى شعورُ بلادي فيك تُوفِضُهُ |
يُمنى المُفدَّى بوفدٍ شَدَّ يُمناكِ |
ألقى إليكَ بما جَنَّتْ ضمائِرُنا |
من المَودةِ والقُربى وأصفاكِ |
لسنا على البُعدِ إلا وحدةً زُوِيَتْ |
لها المُحيطاتُ في أيمانِها الزَّاكي |
لا يستطيلُ عليها الدهرُ معتسفٌ |
ولا تزاحمُ في وعيٍ وإِدراكِ |
سبيلُها في الهُدى الفَرقانُ بينةٌ |
آياتُه وحِمَاها سَبحُ أملاكِ |
تحيا به ضوءُ دينِ اللهِ ساجدةً |
نشوى وتَمرحُ في فُلكٍ وأفلاكِ |
ما أنتِ مِنَّا وإن شَطتْ شَواطِئُنا |
إلا العيونَ التي قرَّتْ بمرقاكِ |
لا بُدَّ للشرقِ من عِلمٍ يسودُ بِه |
فما عسيتِ وهل وطدتِ مَبناكِ |
إن الشعوبَ التي تحيا بلا عملٍ |
فَريسةٌ وحَصادٌ بينَ أشواكِ |
وليسَ تدليلُها إلا مُداعبةً |
حتى تَبيدَ وتَفنى - لا عَدِمناكِ |
فاستقبلي يا عَروسَ الشَّرقِ عَاتيةً |
أعباءَكِ الشُّغرَ واستبقي ضَحاياكِ |
وليشهدِ الغربُ والدُّنيا بأجمعِها |
بأنَّ يومَكِ مَوصولٌ بِمغداكِ |
يا نابضَ البرقِ رقرقْها مُغلغلةً |
(للأندنوسِ) وقُلْ هذي تَحاياكِ |
يشدو بها شاعرٌ يسمو الخيالُ بِهِ |
إلى رُباكِ ويستهويهِ مَرآكِ |
وشائجُ الحُبَّ فيما بيننا امتزَجتْ |
دماً ولحماً وما المَحكيَّ كالحَاكي |