(ذكرى) يُمجِّدُها الإسلامُ والعربُ |
والشرقُ قاطبةً والعِلمُ والأدبُ |
كأنَ (مِصرَ) بها افترَّتْ كواكِبُها |
واستقبلتْ غَدَها الأجيالُ والحِقبُ |
* * * |
لا أحسبُ الشعرَ إلاَّ دونَ ما بهَرتْ |
أضواؤها الغُرُّ دنيا كُلَّها عَجبُ |
فما استهلتْ بها الأَعلامُ خافقةً |
حتى توثبتِ الآمالُ تَقتربُ |
* * * |
يا (نيلُ) خِصبُكَ ظنَّ الناسُ من (تُرع) |
أما اليقينُ فمن (فاروق) يَنسكبُ |
جريتَ ماءً وأحيا شعبَه (ملكٌ) |
يفيضُ نوراً بهِ يُهدى ويُرتَهبُ |
* * * |
لشأوُ (مِصرَ) وقد زانتْ مفارِقَها |
(بتاجِهِ) الشأوُ تُغضي دونَهُ الشُّهبُ |
بنى القواعدَ (الأهرامُ) شامخةً |
إلى السَّماكِ (تُباريها) ولا السُّحبُ |
إذا اقتبسنا (المَغانيَ) فيه مشرقةً |
تنافسَ (الدُّر) و (الياقوتُ) و (الذَّهبُ) |
(كنانةُ اللهِ) مصرٌ وهي (عاصمةٌ) |
للشرقِ لا نزلتْ ساحاتَها النَّوَبُ |
أم الحضاراتُ شاخَ الدهرُ وانصرمتْ |
عنها القرون وظلتْ وهي تَعتَقِبُ |
(ساسانُ) تعلمُ و (اليونانُ) من قِدَمٍ |
و (الرومُ) ما أمسُها ما الفتحُ ما الغَلَبُ |
أكرمْ بمصرَ وبالسودانِ من (بلدٍ) |
موشجِ العِرقِ وضاحٍ به النَّسبُ |
عبدُ العزيزِ و (فاروقٌ) فديتُهما |
روحانِ ضَمَّهُمَا الإخلاصُ لا النَّشبُ |
تألَّيا (يوم رضوى) وحدةً مُزجتْ |
بها القلوبُ ولم تَعلقْ بها الرِّيَبُ |
قد عالجا كُلَّ خَطبٍ في مؤازرةٍ |
ريقتْ عليها الدماءُ الحُمرُ لا الخُطَبُ |
لم يروِ تاريخُ عصرٍ ما هُما احتجزا |
من الولاءِ ولا الحبَ الذي اكتسبوا |
يا إخوةً من أشقاءٍ لنا اقتحموا |
ضَنكَ الحُتوف وما هابوا ولا رِهبوا |
ما البيناتُ على (عهدٍ الهَوى) انعقدتْ |
ما بيننا بالقوافي أو هي الكُتبُ |
برهانُنا في الدمِ المُهراقِ قد خُضِبتْ |
به (فِلسطينُ) و (الفالوجُ) و (النَّقبُ) |
إنَّا نُشاطِرُكُمْ (ذكرى) تكرمها |
بِشراً ونهتفُ تغريداً ونأتدِبُ |
لنحن أنتم وأنتم نحنُ موكبُنا |
من حيثُ تُلتمسُ الدُّنيا وتُغتصبُ |
إنَّ البقاءَ جزاءُ العَاملينَ له |
والخُلدُ ما الخُلدُ إلا للألُى احتسبوا |
أمامَنا عِبَرُ التاريخ ماثلةً |
والوحيُ من قَبلِهِ والسعيُ والسَببُ |
هيهات تبلغ ما تَرجو مصادفةً |
ويلْ أمِّهِ أعزلُ بالوهمِ يَحتقبُ |
متى نُعِدُّ (القُوى) من كلِّ نافِشةٍ |
فَثَمَّ لا الجدُّ يُعييها ولا اللَّعِبُ |
فاستنجزوا الوعدَ وعدَ اللهَ واعتصموا |
بحبلهِ وأطيعوا اللهَ واجتنبوا |
سيانَ يا جيرةَ (الفَسطاطِ) غِبطَتُنا |
(بالعاهِلَينَ) إذا قُمنا بما يَجِبُ |
(الفرقَدانِ) هما مَجداً ومنزلةً |
وفيهما (الأملُ المنشودُ) و (الأَربُ) |
فليحي (فاروقُ) وليحي الحبيبُ لهُ |
(عبدَ العزيزِ) وعاشتْ مصرُ والعربُ |