لا الدمعُ يُغني ولا الآهاتُ تُجدينا |
تنكَّرَ الدهَّرُ واشتطتْ مآسينا |
ما زالَ يُوسِعُنا التَّجريبُ تّبصِرَةً |
والزجرُ موعظةً والصَّدعُ تَلقِينا |
* * * |
ما الداءُ وهو عَياءٌ في تَغلغُلِهِ |
إلا التدابرُ يُضريهِ تَجافينا |
أعياء العُصورَ فولَّتْ وهي شَانئةٌ |
غَضبى ونحنُ نَشاوي في مَلاهينا |
* * * |
شَتانَ ما أمسنا بالأَمسِ مُشتبهٌ |
وليس حاضرُنا المُضني كمَاضينا |
كانت مواريثُنا الدنيا وزينتَها |
عَبرَ البحارِ وكُنَّا (جُندَها دينا) |
فأسلمتْنا (الليالي السودُ) حالكةً |
إلى مَصائرَ نَشكوها وتَشكونا |
ربداءُ قاصمةٌ شزراءُ صارمةٌ |
عَجماءُ لو نطقتْ أصمتْ قَوافينا |
من كُلِّ هدَّارةٍ كالسَّيلِ غادرةٍ |
وكُلَّ حاصدةٍ باتتْ تُحاذينا |
* * * |
يا أيُّها الإخوةُ الأمجادُ مَعذِرةٌ |
فقد نَزفَنا وأذكْتنا غَواشينا |
إِنَّا نَحُسُّ من الأشجانِ تَغمرُنا |
أرواحُنا تَتهاوى في تَراقينا |
بالموتِ نحيا وبالسعي الحثيثِ غداً |
نَمدَُ أطنابَنَا عِزاً وتَمكينا |
* * * |
حُبُ الحياةِ تَقاصَدنا مُخالَسةً |
(ذماءنا) فاضطربنا في تَردينا |
هيهاتَ تَروي لنا الأجيالُ مأثرةً |
ما دَام رائحُنا في إِثرِ غَادينا |
يَقولُ ما ليسَ ينويهِ ويَعملُهُ |
(مَجانةً) ويُحاكي الطيرَ تَلحينا |
* * * |
في اللَّهِ مِن كُلِّ ما نَخشاهُ واقيةٌ |
مهما اتخذَنا هُدى (فُرقانِهِ) دينا |
إذا اعتصمنا بِهِ حَقاً تهيَّبَنا |
من بثَّ أَشراكَه العَمياءَ تَطوينا |
شُعوبُنا كالحصى والرملِ واجفة |
يا للغرابةِ أَن نَشقى مَلايينا |
* * * |
مهلاً فما وطَّدَ الإسلامُ حُرمتَهُ |
إلا بأشياعِهِ الغُرِ الميَامينا |
ولا اعتلى صَهوةَ الأفلاكِ في مَلأٍ |
لولا الأُلى اقتحموا الشِعري مَيادينا |
* * * |
طُوبى لنا الرجعةُ الأُخرى نُبادِرُها |
وحَبَّذا (جنةُ المأوى) تُنادينا |
هي النَّصيحةُ في الإيمان نبذُلُهَا |
فهل إِليها سبيلٌ في تآخينا |
* * * |
بالجهلِ صَالتْ ذئابٌ في مَسابِعِنا |
وبالتواكُل أنشأنا مَراثينا |
تبَّت يَدٌ ما لها في العِلمِ حافزةٌ |
ولا سقى اللَّهُ من بالعجزِ يُغرينا |
* * * |
أمامَنَا (مَثُلاثٌ) لا خَفاءَ بِها |
فما عَسانا اعتزمْنا في تَواصِنا |
أينَ السِّلاحَ الذي قد كانَ من قَصبٍ |
أمسى وأصبحَ كِسفاً أو عَراجينا |
قد أبدعَ (الفنُ) فيه كُلَّ معجزةٍ |
وأودعَ اللَّهُ فيه البأسَ تأمينا |
هذا الكتابُ كتابُ اللَّهِ نَقرؤُهُ |
فأين نحن منَ الآياتِ تَبيينا |
دعا إِلى القوةِ المَرهوبِ جانبُها |
فما لنا نَحسبُ الترنيمَ يَكفينا |
كفى بِنا غِرَّةٌ يا قومُ وانتبهوا |
واستلهموا اللَّهَ تعويذاً وتَحصينا |
ما دَعوةُ الحقِّ إِلا الصدق ننثلُهُ |
من كُلِّ قلبٍ وإلاّ النصرُ يشفينا |
* * * |
إني لأنظرُ في سِيمائِكم قَبَساً |
يفيضُ بالنُّورِ إخلاصاً وتَأذِينا |
وكُلُّنا في (سبيلِ اللَّهِ) مُستبقٌ |
مَهما اختلفنا تقاليداً وتَمدينا |
عَقيدةٌ هي بالتوحيدِ (جَامعةٌ) |
و (حِليةٌ) في سَواءِ القَصد تُجرينا |
حتى نفوزَ بإِحدى الحُسنيينِ مَعاً |
في (رَفرفِ الخُلدِ) جلَّ اللَّهُ مُحيينا |