شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
وأقبلتْ بالشعابِ الأرضُ نافرةً (1)
أعذرتَ فاكتسحِ الباغي بنا فِرَقاً
واملأهُ بالسيفِ لا تَرفِق بهِ فرقا
وارفعْ لواءَك من أكبادِنا فِلذاً
فليس يَنجوا (الحِمى) إلا إذا خَفقا
واصدعْ لنا الأرضَ تعدو وهي واسعةً
و (البحرُ) بعدَك في أعماقِهِ شَهَقا
فما عَسِينا نُرجِّي في غدٍ وغدٌ
يشيحُ عنَّا ويلوي وجهَهُ حَنَقاً
لا كان يومٌ من الأيامِ يُدرِكُنا
ما لم يكنْ مثلَ ماضينا الذي سَبقا
وما الحياةُ على ضيمٍ نُسامُ بِهِ
إلا الجحيمُ ولن نَرضى بها رَهَقا
لقد شهِدناكَ تلقى كلَّ ما أفكوا
وما أعادوا وأبدوا فيه مختَلقا
وأكبرُ العربِ (العَرباء) (فيصلُهم)
يذُبُّ عنهم سَوادَ الليلِ مُنبثقا
قذفتَهم غيرَ هيّابٍ (قنبلةٍ
شقتْ بأسماعِهمْ) من هَولِها (فلقا)
واللًّهُ يعلمُ والأبصارُ شاخصةٌ
أنَّا وراءَك كِدنا نزجرُ السبقا
من كلِّ ملتئمٍ باللَّهِ مُعتصمٍ
للَّهِ منتقمٍ يستمرئُ (الرَّمقا)
هيهاتَ نخشى ونرجو غيرَ خالِقِنا
ونبتغي غيرَ دينِ اللَّهِ مُعتنَقا
مولاي شعبُك آلى كي تَقَرَّ بهِ
أن يجعلَ (البيدَ) فوقَ المُتدي طَبقا
قد آثرَ (الموتَ) لا يشقى بهِ أبداً
وأن يذودَ عن الأوطانِ مُنطلِقا
وأقصرُ القولَ واستوحى أسِنَّتَهُ
واستمطرَ(الدَّمَ) سَحاً صيَّباً غَدِقا
* * *
نطقتَ بالحقِ لم يَعبأْ بهِ مَلأٌ
فيرضخُ اليومَ من مَارى بهِ (ذَلَقَا)
يا غارَةَ اللَّهِ في (حاييمَ) صارخةً
تغلغلي واسلُكيهمْ في اللَّظى نَسَقا
ويا أشاوسَ (عدنانٍ) مَخيلتُكم
في (الزحفِ) تَصبغُ مُعفّرَّ الثَرى عَنَقا
لا يكحلُ النومُ أجفاناٍ مُقرَّحةً
إلا عشيةَ يومٍ يَعقُبُ (الأرقا)
حيثُ (الأسودُ) تنزّى في توثُبَها
و (البيضُ) تهتكُ أسدافَ الدُّجى ألقا
تاللَّهِ ما انفرجتْ عن بسمةٍ شَفَةٌ
وقد غَصصنا بما نَادوا بهِ شَرقا
أولئك الرهطُ لا يدرونَ ما اقترحوا
من (الزنادِ) ولكن صَوَّتوا (ملقا)
تعجلوا فتنةً عمياءَ (نائمةً)
واستحمقوا كُلَّ ما في (المَحقِ) والحَمقا
هذا (وعيدُك) إِعصارٌ يميدُ بهِ
صَرحُ (السلامِ) وقد يودي به عَنقا
أنذرتَهم فمضوْا في الغَي وارتجلوا
(قرارَهم) واستباحوا ظُلمَنا (خَرقاً)
فليشهدوا مصرعَ الباغي تدورُ بهِ
دوائرُ السوءِ مهما لجَّ أو نفَقَا
وليستمعْ (منطِقاً) برهانُه عجبٌ
في (الهاءِ) يُصغي له وليتخذْ نفقا
إن الخناصِرَ يا مولاي قد عُقدتْ
على (الكفاحِ) وآلتْ تخلعُ الرَّبقا
نادى به كلَّ من كانت سَجيَّتُه
خوضَ المعاركِ صفاً والوَغى دَهَقا
ذودا عن المسجدِ (الأقصى) تُدنِّسُه
(زعانفٌ) تبتغي في الغابِ، مُرتزقَا
أهونْ بهم شَذزا أهونْ بهم قَذَراً
لو أنَّ كلَّ امرئٍ من فوقِهِمْ بَزَقا
ما ظنُّهمْ لو كفيناهُمْ صوارِمَنَا
(مقتاً) وسُمناهُمُ صفعَ القَفَا فَلقَا
هي والرَّعاديدُ والهَيجاءُ راهِجةٌ
إذا الرؤوسُ اجتنَاها السيفُ مُمتَشَقَا
قد استنفزوا شعوراً باتَ مُشتعلاً
وكان من قبلُ بالتعليلِ مُختنِقَا
* * *
بُشرى سَيصلوْنَها ناراً مؤججةً
يَغدونَ فيها ولا يَعدونَها خَرَقا
تجتثُّهُمْ ثم تُلقِِيهم إِلى سَقَرٍ
بأنَّهم نَاصبونَا حَربَهُم (نَزَقا)
حسبُ (اليهودِ) حُطاماً يكدحونَ له
(أمَّ الخبائثِ) أو ما كدَّسوا وَرِقا
أما (الصِراعُ) وأما النقعُ مُرتجزٌ
فليس من شأنِهِم وليختَشوا صَعَقا
مولاي أرهِب بها في الشرقِ عَاصِفةً
يُذري ويُخسفُ فِيها كلُّ من مَرقَا
* * *
تغولتْه (الليالي) السودُ فانحدرتْ
به السُّفوحُ وألقتْهُ الذُّرى مَزّقَا
كانت موارِدُهُ صَفواً فما عَتمتْ
بها النوائبُ حتى أصبحتْ رَنَقا
لسنا الأُولى في حِمى عبدِ العزيزِ
شَدَتْ صَفاحُنا ومشتْ في ظِلَِهِ فِرقا
لسنا لآبائِنا إنْ كان ما حَفِظوا
من التُّراثِ بنا ينهارُ منسحِقَا
* * *
غنى (الأثيرُ) بما أوجزتَ فانطلقتْ
بهِ (الحَناجرُ) جَمراً والرُّبى فَلقا
وأقبلتْ بالشِّعاب الأرضُ نافرةً
إلى (الخُلودِ) ولم نَملِكْ لها (شنقا)
وشمَّرتْ قاصراتُ الطرْفِ فانتزعتْ
(حُلِيَّهَا) ورمتْ من شنِفها (الحُلُقا)
وموجةٌ من حماسٍ لو بِهِ اصطبغتْ
جوانحُ الليلِ عادتْ في الدَُجى شَفَقا
بارينَ بالجودِ قصفَ الريحِ واكدةً
من جامدٍ لم يزلْ بالشُّح ملتصِقا
وبين حَيزوِمِه أو في خَزائِنِه
ما سوفَ يُكْوى به جَنباً ومُرتَفَقَا
وفي الهِباتِ التي سُجِّلتْ مُثلٌ
على (الفِداءِ) وفيها تزدهي عَبَقا
وأيُّ شأنٍ لنا بالمالِ نَكنِزُهُ
ما لم يكنْ زرداً في الخَطبِ أو دَرَقا
* * *
وربَّ أشعثَ بالي الثوبِ مُقتحم
يَشقى وينضحُ في (أسمالِهِ) عَرقا
هزَّ الحفاظُ به قَلباً فطارَ بهِ
رَحبَ الذراعِ بَعيدَ الخَطوِ مُتَّسقا
كأنَّه السيلُ مَداً والفراتُ مدًى
يَحكي المُزونَ جُداهُ كيفما اتفقا
(وناشئٌ) لم تَزلْ تحبو طُفولتُه
قد زاحمَ الشِيبَ والشّبانَ والتَحقا
تسلَّقَ (الجمعَ) مُعتزاً وأعلنَهُ
(تبرُّعاً) بهرَ الأبصارَ والحُدُقا
كأنَّما هو رَمزُ في حَمِيَّتِهِ
يدنو بهِ الهدفُ المَنشودُ مُستبِقَا
لا يستوي (مُمِلق) يسخو بلُقمتِهِ
و (باذلٌ) يطرِقُ الأثراءَ إن نَطقا
أجبْ بها صَرخةً تعلو مُدِّويهً
يبددُ العُربُ فيها بالضُّحى الغَسقا
تسللتْ من مراءِ الغيبِ وانفرجتْ
بها الفِجاجُ وماجتْ باللَّظى طَرقا
كأنَّها (الرعُدُ) أصواتاً وزلزلةً
و (الأُسدُ) زَمجرةً والمرجُ مصطفقا
(نشيدٌها) في سَماواتَ العُلى صَعَدا
(اللَّهُ أكبرُ) تُخزي كلَّ من أبقا
وأنت يا بنَ المُفدَّى لمْ تقُلْ عَلناّ
إلا (الحقيقةَ) قُلنا إثرَها صَدَقا
فالمالُ بين يديكَ اليوم مُبتَذَلٌ
و (الشعبُ) يمنحُكَ الأرواحَ والرَّمَقا
يشدو بشُكرِكَ عن عبءِ نهضتَ بِهِ
وكان أثقلَ ما جشَّمْتَهُ زهَقا
* * *
هذا الزِّمام وأيدينا وما ملكتْ
بأسرَها خلفَكم فارموا بها(الأُفُقا)
هناك تعلمُ (صهيونٌ) مصائِرَهَا
تحتَ العَجاج ولا نألوا بها حَرقا
تباً لهم ملأوا الدنيا مؤامرةً
واليومَ تكشفُ عن سَواءتِهم مَزقا
صبراً (يهودُ) تفانيهم بدرهَمِكُمْ
فالقوهُ في اليمِ واطفوا فوقَه غرَقا
* * *
لقد وُعِدنَا بهم بَدءاً وَمُنقليا
(غَنائماً) فليروا ما كذَّبوا زَعقا
ليحذروا غَضبَ الجَّبَّارِ وليَجِدوا
وكرَ الغواةِ صعيداً صَفصفاً زَلقا
 
طباعة

تعليق

 القراءات :362  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 221 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.