أعذرتَ فاكتسحِ الباغي بنا فِرَقاً |
واملأهُ بالسيفِ لا تَرفِق بهِ فرقا |
وارفعْ لواءَك من أكبادِنا فِلذاً |
فليس يَنجوا (الحِمى) إلا إذا خَفقا |
واصدعْ لنا الأرضَ تعدو وهي واسعةً |
و (البحرُ) بعدَك في أعماقِهِ شَهَقا |
فما عَسِينا نُرجِّي في غدٍ وغدٌ |
يشيحُ عنَّا ويلوي وجهَهُ حَنَقاً |
لا كان يومٌ من الأيامِ يُدرِكُنا |
ما لم يكنْ مثلَ ماضينا الذي سَبقا |
وما الحياةُ على ضيمٍ نُسامُ بِهِ |
إلا الجحيمُ ولن نَرضى بها رَهَقا |
لقد شهِدناكَ تلقى كلَّ ما أفكوا |
وما أعادوا وأبدوا فيه مختَلقا |
وأكبرُ العربِ (العَرباء) (فيصلُهم) |
يذُبُّ عنهم سَوادَ الليلِ مُنبثقا |
قذفتَهم غيرَ هيّابٍ (قنبلةٍ |
شقتْ بأسماعِهمْ) من هَولِها (فلقا) |
واللًّهُ يعلمُ والأبصارُ شاخصةٌ |
أنَّا وراءَك كِدنا نزجرُ السبقا |
من كلِّ ملتئمٍ باللَّهِ مُعتصمٍ |
للَّهِ منتقمٍ يستمرئُ (الرَّمقا) |
هيهاتَ نخشى ونرجو غيرَ خالِقِنا |
ونبتغي غيرَ دينِ اللَّهِ مُعتنَقا |
مولاي شعبُك آلى كي تَقَرَّ بهِ |
أن يجعلَ (البيدَ) فوقَ المُتدي طَبقا |
قد آثرَ (الموتَ) لا يشقى بهِ أبداً |
وأن يذودَ عن الأوطانِ مُنطلِقا |
وأقصرُ القولَ واستوحى أسِنَّتَهُ |
واستمطرَ(الدَّمَ) سَحاً صيَّباً غَدِقا |
* * * |
نطقتَ بالحقِ لم يَعبأْ بهِ مَلأٌ |
فيرضخُ اليومَ من مَارى بهِ (ذَلَقَا) |
يا غارَةَ اللَّهِ في (حاييمَ) صارخةً |
تغلغلي واسلُكيهمْ في اللَّظى نَسَقا |
ويا أشاوسَ (عدنانٍ) مَخيلتُكم |
في (الزحفِ) تَصبغُ مُعفّرَّ الثَرى عَنَقا |
لا يكحلُ النومُ أجفاناٍ مُقرَّحةً |
إلا عشيةَ يومٍ يَعقُبُ (الأرقا) |
حيثُ (الأسودُ) تنزّى في توثُبَها |
و (البيضُ) تهتكُ أسدافَ الدُّجى ألقا |
تاللَّهِ ما انفرجتْ عن بسمةٍ شَفَةٌ |
وقد غَصصنا بما نَادوا بهِ شَرقا |
أولئك الرهطُ لا يدرونَ ما اقترحوا |
من (الزنادِ) ولكن صَوَّتوا (ملقا) |
تعجلوا فتنةً عمياءَ (نائمةً) |
واستحمقوا كُلَّ ما في (المَحقِ) والحَمقا |
هذا (وعيدُك) إِعصارٌ يميدُ بهِ |
صَرحُ (السلامِ) وقد يودي به عَنقا |
أنذرتَهم فمضوْا في الغَي وارتجلوا |
(قرارَهم) واستباحوا ظُلمَنا (خَرقاً) |
فليشهدوا مصرعَ الباغي تدورُ بهِ |
دوائرُ السوءِ مهما لجَّ أو نفَقَا |
وليستمعْ (منطِقاً) برهانُه عجبٌ |
في (الهاءِ) يُصغي له وليتخذْ نفقا |
إن الخناصِرَ يا مولاي قد عُقدتْ |
على (الكفاحِ) وآلتْ تخلعُ الرَّبقا |
نادى به كلَّ من كانت سَجيَّتُه |
خوضَ المعاركِ صفاً والوَغى دَهَقا |
ذودا عن المسجدِ (الأقصى) تُدنِّسُه |
(زعانفٌ) تبتغي في الغابِ، مُرتزقَا |
أهونْ بهم شَذزا أهونْ بهم قَذَراً |
لو أنَّ كلَّ امرئٍ من فوقِهِمْ بَزَقا |
ما ظنُّهمْ لو كفيناهُمْ صوارِمَنَا |
(مقتاً) وسُمناهُمُ صفعَ القَفَا فَلقَا |
هي والرَّعاديدُ والهَيجاءُ راهِجةٌ |
إذا الرؤوسُ اجتنَاها السيفُ مُمتَشَقَا |
قد استنفزوا شعوراً باتَ مُشتعلاً |
وكان من قبلُ بالتعليلِ مُختنِقَا |
* * * |
بُشرى سَيصلوْنَها ناراً مؤججةً |
يَغدونَ فيها ولا يَعدونَها خَرَقا |
تجتثُّهُمْ ثم تُلقِِيهم إِلى سَقَرٍ |
بأنَّهم نَاصبونَا حَربَهُم (نَزَقا) |
حسبُ (اليهودِ) حُطاماً يكدحونَ له |
(أمَّ الخبائثِ) أو ما كدَّسوا وَرِقا |
أما (الصِراعُ) وأما النقعُ مُرتجزٌ |
فليس من شأنِهِم وليختَشوا صَعَقا |
مولاي أرهِب بها في الشرقِ عَاصِفةً |
يُذري ويُخسفُ فِيها كلُّ من مَرقَا |
* * * |
تغولتْه (الليالي) السودُ فانحدرتْ |
به السُّفوحُ وألقتْهُ الذُّرى مَزّقَا |
كانت موارِدُهُ صَفواً فما عَتمتْ |
بها النوائبُ حتى أصبحتْ رَنَقا |
لسنا الأُولى في حِمى عبدِ العزيزِ |
شَدَتْ صَفاحُنا ومشتْ في ظِلَِهِ فِرقا |
لسنا لآبائِنا إنْ كان ما حَفِظوا |
من التُّراثِ بنا ينهارُ منسحِقَا |
* * * |
غنى (الأثيرُ) بما أوجزتَ فانطلقتْ |
بهِ (الحَناجرُ) جَمراً والرُّبى فَلقا |
وأقبلتْ بالشِّعاب الأرضُ نافرةً |
إلى (الخُلودِ) ولم نَملِكْ لها (شنقا) |
وشمَّرتْ قاصراتُ الطرْفِ فانتزعتْ |
(حُلِيَّهَا) ورمتْ من شنِفها (الحُلُقا) |
وموجةٌ من حماسٍ لو بِهِ اصطبغتْ |
جوانحُ الليلِ عادتْ في الدَُجى شَفَقا |
بارينَ بالجودِ قصفَ الريحِ واكدةً |
من جامدٍ لم يزلْ بالشُّح ملتصِقا |
وبين حَيزوِمِه أو في خَزائِنِه |
ما سوفَ يُكْوى به جَنباً ومُرتَفَقَا |
وفي الهِباتِ التي سُجِّلتْ مُثلٌ |
على (الفِداءِ) وفيها تزدهي عَبَقا |
وأيُّ شأنٍ لنا بالمالِ نَكنِزُهُ |
ما لم يكنْ زرداً في الخَطبِ أو دَرَقا |
* * * |
وربَّ أشعثَ بالي الثوبِ مُقتحم |
يَشقى وينضحُ في (أسمالِهِ) عَرقا |
هزَّ الحفاظُ به قَلباً فطارَ بهِ |
رَحبَ الذراعِ بَعيدَ الخَطوِ مُتَّسقا |
كأنَّه السيلُ مَداً والفراتُ مدًى |
يَحكي المُزونَ جُداهُ كيفما اتفقا |
(وناشئٌ) لم تَزلْ تحبو طُفولتُه |
قد زاحمَ الشِيبَ والشّبانَ والتَحقا |
تسلَّقَ (الجمعَ) مُعتزاً وأعلنَهُ |
(تبرُّعاً) بهرَ الأبصارَ والحُدُقا |
كأنَّما هو رَمزُ في حَمِيَّتِهِ |
يدنو بهِ الهدفُ المَنشودُ مُستبِقَا |
لا يستوي (مُمِلق) يسخو بلُقمتِهِ |
و (باذلٌ) يطرِقُ الأثراءَ إن نَطقا |
أجبْ بها صَرخةً تعلو مُدِّويهً |
يبددُ العُربُ فيها بالضُّحى الغَسقا |
تسللتْ من مراءِ الغيبِ وانفرجتْ |
بها الفِجاجُ وماجتْ باللَّظى طَرقا |
كأنَّها (الرعُدُ) أصواتاً وزلزلةً |
و (الأُسدُ) زَمجرةً والمرجُ مصطفقا |
(نشيدٌها) في سَماواتَ العُلى صَعَدا |
(اللَّهُ أكبرُ) تُخزي كلَّ من أبقا |
وأنت يا بنَ المُفدَّى لمْ تقُلْ عَلناّ |
إلا (الحقيقةَ) قُلنا إثرَها صَدَقا |
فالمالُ بين يديكَ اليوم مُبتَذَلٌ |
و (الشعبُ) يمنحُكَ الأرواحَ والرَّمَقا |
يشدو بشُكرِكَ عن عبءِ نهضتَ بِهِ |
وكان أثقلَ ما جشَّمْتَهُ زهَقا |
* * * |
هذا الزِّمام وأيدينا وما ملكتْ |
بأسرَها خلفَكم فارموا بها(الأُفُقا) |
هناك تعلمُ (صهيونٌ) مصائِرَهَا |
تحتَ العَجاج ولا نألوا بها حَرقا |
تباً لهم ملأوا الدنيا مؤامرةً |
واليومَ تكشفُ عن سَواءتِهم مَزقا |
صبراً (يهودُ) تفانيهم بدرهَمِكُمْ |
فالقوهُ في اليمِ واطفوا فوقَه غرَقا |
* * * |
لقد وُعِدنَا بهم بَدءاً وَمُنقليا |
(غَنائماً) فليروا ما كذَّبوا زَعقا |
ليحذروا غَضبَ الجَّبَّارِ وليَجِدوا |
وكرَ الغواةِ صعيداً صَفصفاً زَلقا |