شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
لكنما هي تجري بينكم ذهبا (1)
(رؤيا) بها (العينُ) تَصحو بعد إغفاءَ
أم أنًّها (العينُ) رأيَ العينِ للرائي
أم أنَّها (النهرُ) يجري من مَنابِعِهِ
سبائكا من (لُجينٍ) ذابَ في الماءِ
أم (جُدَّةٌ) هذه أم (دجلةٌ) نُشرتْ
بها (الحياةُ) ودبَّتْ بعد إِقواءِ
(مدينةٌ) شابَ فيها الدَّهرُ واكتلهتْ
بها (القُرونُ) وعانتْ أيَّ ضراءِ
يشكو الصَّدى في ثَراها (اليمَ) مضطرباً
وحولَها (كَوثراً) أخيافَ (حدَّاءِ)
ويسقطُ (الطيرُ) عن أجوائِها عَنَتاً
بما يُلاقيهِ من قَيظٍ وإصلاءِ
وفي قوادِمِه الأشجانُ مترعةٌ
وفي خوافِيهِ نَجوى ذاتُ ضَوضاءِ
يلقى بها (الحُبَّ) لا يعيا بمرتَعِهِ
وكبدُهُ يتلظى دونَ إرواءِ
فكيف والنَّاسُ فيها يَصطلحونَ بها
حرَّ الهَجيرِ وهجرَ الخُنَّس اللاَّئي
يستعذبونَ (الرَّبابَ الجُونَ) من كثبٍ
َإذا السَّماءُ هَمَتْ تلقاءَ (تِيماءِ)
ويعتُبونَ على (التَّاريخِ) في حَنَقٍ
مُرٍّ وفي زفرةٍ حَرَّى وإزراءِ
* * *
أعندَها (الفُلكُ) فوقَ البحرِ ماخرةً
بكُلِّ (فاكهةٍ) تُزجى وسراءِ
وفي مَرافِئهَا من كُلَّ نافلةٍ
ما تشتهي النفسُ من شئٍ وأشياءِ
وفي شواطِئها (العمرانُ) منبسطٌ
كأنَّه (لؤلؤٌ) في جِيدِ حَسناءِ
يمتدُ في زينةٍ تبدو لناظِرِها
أبهى من (العِقدِ) أو ديباجِ (صَنعاءِ)
فإنْ هي استشرفتْ للماءِ تنشدُهُ
جفَّتْ كُراهاً وجفَّتْ كلُّ خضراءِ
كأنها (مَجهلٌ) في مهمه قُذُفٍ
ضلَّتْ بهِ (الريحُ) في أحشاءِ صَحراءِ
* * *
يا حبذا أنت من (لِمياءَ) باسمةًٍ
في (الثغرِ) لا شفةٌ في ثغرِ لعساءِ
ِمَرحى الأُلى من وفودِ اللَّهِ ما بذلوا
في (الفرضِ) واحتملوا من فرطِ وَعثاءِ
بشراكُمُ اليومَ أفياءٌ قد اتصلتْ
بها (المناهِلُ) في يُسرٍ وإمراءِ
مشى إليكمْ بها (عصرُ السعودِ) مَدى
عَبرَ (الجُمُومِ) ولا (ماء كصدّاءِ)
عذبٌ فراتٌ كأنَّ الطلَّ رقرقَهُ
أبَانَ واكفه بالوبْل وطفاءِ
جرتْ (عزيزيةً) في الحوضِ وانشرحتْ
بها الصُّدورُ وعبَّتْ كُلُّ عجماء ِ
في ظرفِ (كأنَّ الطلَّ رقرقَهُ)
أبّانَ واكفه بالوبْل وطفاءِ
كأنَّها(البُرءُ) في جسمِ العليلِ مشى
أو أنَّها (غادةٌ) زُفَّتْ بأضواءِ
أمضى (الوزيرُ) بها أمرَ (المليكِ) ضُحَى
كشأنِهِ (دأباً) في كُلِّ إنشاء ِ
وحققَ (الأملَ المنشودَ) مُحتسباً
في هِمةٍ كوميضِ البرقِ شماءِ
* * *
فلتملؤوه مَريئاً في مَزاوِدِكمْ
ولتشربوه هَنيئاً دونَ إحماءِ
ولتشكروا اللَّهَ من أعماقِكمْ سَحراً
بما أعدَّ لكمْ من كُلِّ نَعماءِ
ولتذكروا ما مضى من قبلُ من حَرَجٍ
ومن (أُجاجٍ) وإعماءٍ وآسقاءِ
ولتهتفوا أبداً بالفضلِ قلَّدةُ
(عبدُ العزيزِ) (المُفدى) بالأعزاءِ
(المستعينُ) بنصرِ اللِّهِ لا برَحتْ
أكنافُهُ الخُضرُ في خِصبٍ وأحياءِ
يا مطلعَ اليُمنِ تستهدي الشموسُ به
ومن بهِ نتوخى كُلَّ عَلياءِ
ومن إليه عيونُ الشعبِ شاخصة
إلى (السَماكين) من مَجدٍ وإثراءِ
هيهاتَ أطمعُ في الذكرى غَداةَ غدٍ
ما لم تكنْ في حياةِ الشعبِ أصدائي
* * *
إني لأسمعُ (همسَ العينِ) قَافيةً
يمتدُّ في (سِرِّها) المكنونِ إِنشائي
فيها الدَّلالُ وفيها السَّحرُ منبجسٌ
ورجعُها فتنةٌ يبتزُّ إصغائي
هيفاءُ راقصةٌ بيضاءُ ناصعةٌ
شَفَّاءُ تخطِرُ في جُلبابِ عَذراءِ
تقولُ وهي تَهادي في غَلائِلها
ما ليس يُحسنُه شعري وإِطرائي
يتلو عليك الثنا مُرفضُّها (سُوراً)
مُرتلاتٍ (حباباً) فوقَ (صهباءِ)
وتستهلُّ (الندى) راحاتُها غَدَقاً
من غُرةٍ كجبينِ الصُّبح غَراءِ
في كلَّ حنجرةٍ منها لها وتَرٌ
بالشُّكرِ يعزفُ في تيهٍ وإغراءِ
فارووا بها واسكبوا منها مُكارمةً
على الجِباهِ وحيوا أختَ (ميساءِ)
* * *
ولستُ أزعُمُ (لغواً) أنَّها سُبِكتْ
من (عَسجدٍ) أو (لُجينٍ) مَحضَ إملاءِ
لكنما هي تَجري بَينكُمْ (ذهباً)
من (الدنانيرِ) كِيلتْ كيْلَ إِهراءِ
تدفقتْ من يديْ (عبدِ العزيزِ) جُدي
أعيا بهِ الشعبُ من دانٍ ومن ناءِ
حاشا (زبيدةَ) و (البطحاءَ) شاهدةً
بأنها (أمةٌ) في نسلِ (حواءِ)
ما زال (نعمانُ) مَفتوناً وساكنه
(بعينِها) تتحدى كلَّ نجلاءِ
فاسألْ بها (الصّخرَ) ينطِقْ وهو مُنفجِرٌ
واعجبْ (لنضَّاخةٍ) من جوفِ (رَمضاءِ)
جرتْ فضولُ ذيولِ الريطِ وافترطتْ
في اللَّهِ ذخُراً وأجدى أيَّ إجداءِ
ويحَ (الأباطيلِ) تمحوهُا مُزورةً
بكلِّ قاصمةٍ في ظهرِ مَشَّاءِ
ترتدٌ خاسرةً شلأَ حاسرةً
تجثو وتلهثُ من بهرٍ وإعياءِ
* * *
هذا (نداكُم) وهذا ما تَأثَّلَهُ
يبقى ويفنى سخاءُ (الحاتمِ الطائي)
بذلتمُ الروحَ قبلَ المالِ في بلدٍ
بكم تجيشُ غواديِهِ بأَنواءِ
واللَّهُ قدْ خصَّكمْ بالخيرِ عازفةً
عنه (الملوكُ) عُصوراً رهنَ أَطواءِ
برهانُ صدقٍ على الإِحسانِ قد غشيتْ
أنوارُهُ كلَّ رَمداءٍ وعَمشاءِ
ومن بنى أمةً كانت محطَّمةً
فكيف لا يسعفُ الظمآنَ من ماءِ
وكم صروحٍ لكم في (المجدِ) شامخةٍ
وكم لكم مِن (أيادٍ) جدُّ بيضاءِ
وكم بكم عظُمتْ ما بيننا نِعمٌ
تترى مواليةً في غيرِ إبطاءِ
عاشَ المليكُ (طويلُ العمرِ) ما سطعتْ
شمسُ النَّهارِ وغنتْ كلُّ ورقاءِ
ولا برحتَ (سعوداً) في مطالِعنا
و (آلُك الشمُّ) في عِزٍ وإعلاءِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :383  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 220 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد عبد الصمد فدا

[سابق عصره: 2007]

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثالث - ما نشر عن إصداراتها في الصحافة المحلية والعربية (1): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج