شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
لا نطيقُ البقاءَ إلا كريماً (1)
في سبيلِ (السلامِ) يابنَ (المُفدَّى)
خُضتَ بَحرَ الكِفاحِ صابا وشَهدا
واقتحمتَ السماء تُؤمِنُ (حَقاً)
أنَّ (وحيَ الإلهِ) أصدقُ وَعدا
واستوى عندَكَ السُّهادُ مع النَّوْ
مِ وصَممتَ أن تَثُورَ لِنَهدا
ومشى (الشَّعبُ) في رِكابِكَ يَحدو
أملاً مُشرِقاً وعَزماً ومَجدا
يتلاقى في بُرتدَيك هَواهُ
وهُداهُ بأصغريْكَ تَصدَّى
ينضحُ (الحَقُّ) من مُحيَّاكَ نوراً
وشُعاعاً بِضوئِهِ الفجرُ يُهدى
من وراءِ البِحارِ يزجيكَ (قلبٌ)
يَتنزَّى و (مَنطقٌ) يَتَحدى
فيه من قُوةِ اليَقينِ دُروعٌ
وعليه (الجَلالُ) يَخفِقُ بَندا
حَشدَ (الشرقُ) فيك (عَدنانَ) طُرا
ورأى (الغَربُ) في حِجَاكَ (مَعدّا)
وعلى جَانبيكَ قامتْ صُفوفٌ
تتبارى النِضالَ جَزراً ومَدا
* * *
ليس من دونِنَا وإيَّاكَ (مَوجٌ)
أو (سَديمٌ) تُشِعُّهُ العينُ سَدا
أبداً إنَّنا بيُمنَاكَ سَيفٌ
أينما شمتَهُ، هَززتَ فِرنْدا
لا نُطيقُ البَقاءَ إلا كريماً
أو هو الموتُ يَحصِدُ الذُّلَ حَصدا
(المواثيقُ) و (العُهودُ) خِداعٌ
نَصَبتْهُ (الشِراكُ) صَداً وردا
و (عتادُ) السِّلاحِ أضمنُ نَفعاً
و (نِزاعُ البَقاءِ) أبطشُ حَدا
ليسَ من يُؤثرُ (المَعاشَ مُريباً)
مثلَ من هَامَ بالمعادِ مَردا
نحن لا نبتغي العُتوَّ ولكنْ
ليذُقْ بأسَ (ربِّنا) مَن تَعدَّى
لجنةٌ إثرَ لجنةٍ تتحرى
(والصباحُ المُنيرُ) يَسطعُ حدا
(طلسمٌ) ثُمُ أُمُّ (أحاجٍ) تعامتْ
وهو(المكرُ) باتَ يحفِرُ (لحدا)
قدْ صَبرنا وطَالَ مِنَّا اصطبارٌ
وانتظرنا وكانَ ما كانَ حَردا
لنرى الحُكمَ كيف يَصدُرُ عدلا
أم هو (الجُورُ) والحَاضراتُ تُردى
قد عَلِمنا وما جَهِلنا عُصورا
إنَّ حقَ الحياةِ يُؤخذُ عَمدا
لا اجتداءً من المُكابرِ فيه
حينَ يَعنيه أن نُمزَّق حِقدا
* * *
أيها الفيصل العظيمِ ألمَّا
يَئنُ للغي أنْ يُحاولَ رُشدا
إنَّ في الشرقِ وثَبةً ووميضاءَ
ودخاناً تُشعيُه السُّحُب رَبدا
فعلى الغربِ أنْ يرى كيفَ أورتْ
بالطغاةِ (الأقدارَ) هَدما وهَدا
أمسُ ما أمسُ بالبعيدِ عظاتٌ
تَتَوارى وفي (غدٍ) يَتَبدى
ما الغشاواتُ ما الدَّعاياتُ إلا
باطلٌ زَاهقٌ وكَيدٌ مُسدى
ربما يهزَأُ القَويُّ من الضعيـ
ـف ِولكنَّهُ المُعفَّرُ خَدا
ويحَ من ظنَّ أنَّما هو كُفؤٌ
ضيقُنا باليهودِ قُرباً وبُعدا
سننُ الكونِ لا مُحاباةَ فيها
أوسعتْ مَنْ يَشُذُّ حَلاً وعَقدا
إنَّ للهِ ما يَشاءُ ويَقضي
ووفاءُ (العُهودِ) لا شَكَّ أجدى
والذي في الجَّمادِ يَخلقُ (حَياً)
لا يُمارى أن يخسِفَ (الحيَّ) جمدا
وإذا لم يَكُنْ هناك انتصافٌ
فعلى الأرضِ أنْ تَميدَ رُويدا
إنَّنا أُمةٌ مشى (الوَعيُ) فيها
أغطشتْ ليلها سُوداً وجُندا
* * *
ما مضى فاتَ والجِدالُ هُراءٌ
وعلى (العُربِ) واجبٌ سيؤدَى
فليكنْ في العَدوَّ (ناراً تَلظى)
وعلى غيرِهِ (سَلاماً وبَردا)
غيرَ أنَّ الوجودَ أصبحَ (كَدحاً)
وفُنوناً وياتَ يهمِسُ وَجدا
فليُغنِنَا البعثُ كي نعيشَ ونَحيا
ونُجاري الشعوبَ سَعياً وكَدّا
حَسبُنَا الآنَ أن تَزِفَّ الغَواني
لك في دَلِّها ثَناءً وحَمدا
لك أعناقُنا ولاءً وحُباً
لك آفاقُنا مِراحاً ومَغدى
 
طباعة

تعليق

 القراءات :394  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 219 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

ديوان الشامي

[الأعمال الكاملة: 1992]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج