لَجَّ الهوى بمعاقد الأطنابِ |
وافتر (بالبطحاء)، كلَّ جنابِ |
ومَشى إليكَ بهِ (الحِجازُ) كأنَّهُ |
فيما يبثك - من ذرى الألبابِ!! |
فاسمع شكاةَ الشوقِ من أشجانِه |
في غير ما سَرفِ، ولا إسهابِ!! |
إني احتملتُ شعورُه - وكأنَّها |
فيما بلوْتُ، سرائرُ الأحقابِ!! |
ناءت بها (أُمُّ اللغات) وأعربت |
عنها (العيونُ) وراء كلَّ حجابِ! |
كالبحر (مداً)، والسماء (طرائفاً) |
و (الأرض) حين تمور بالأعشاب!! |
فاستفْتها إن شئت تلقَ مودَّةَ |
جيَّاشَة بالشُّكر والإعجابِ!! |
مُزجتْ بفَلْذَات (الكبود) وزاحمتْ |
شَغَفَ (القلوب) ومَعقلَ الأعصابِ!! |
ومن العجائبِ إنَّ (حبكَ) جامعٌ |
ما كان مختلفاً من الأبوابِ!! |
كلُّ يمتُّ إليك بين (قبيلهِ) |
ويَنصُّ فيكَ روَائعَ الآدابِ!! |
موْلاي شعبكَ في (ظِلالكَ) آمنٌ |
والأرضُ في قلقٍ، وفي إتْراب!! |
تتجاوبُ الأكوان أصداء (الطَّوى) |
و (البؤسِ) و (الحرمانِ) والإضراب |
والجوع يَفْتِكُ بالشعوبِ، ترَاهمو |
(تبر)، يوسعُهم بكلَّ تبابِ!! |
والحمدُ للرَّحمنِ - ما زلنا بكم |
في (نعمةٍ) موصولةِ الأسبابِ!! |
وإذا البلادُ - القاصياتُ - أمضها |
فتك الحروب - وفتنةُ الأحزابِ!! |
فلقدْ وقانا الله فيكَ (زلازلا) |
شتَّى وكفَّ كواشرَ الأنيابِ!! |
فضلٌ - من الله العظيمِ، ومنَّهٌ |
أياتها تتلى بكلَّ كتابِ!! |
يا ناصرَ (الدين الحنيفِ) تَحيةَ |
من كلِّ جارحة وكلَّ إهابِ!! |
تُزجى إليكَ - مع الولاء - خمائلا |
رفافة بالزهر - والترحابِ!! |
فاملأ - (بمقدمك السعيد) ربوعَنَا |
بشراً، وزحزحَ وحشةَ الإغْبَابِ!! |
وأفضْ علينا من سناكَ أشعةَ |
نزْدَدْ بها نوراً - وحسنَ صوابِ!! |
ما هذه الدنيا - ولا غمراتها |
إلا مُخادعةٌ - ولمعُ سرابِ!؟ |
والفوزُ كل الفوز فيها للألي |
عرفوا جَلالَ القاهرِ الوهابِ!! |
تخذوا الحياةَ - معابراً لِمعادِهِمْ |
وتزوَّدوا (خيراً) رجاءَ ثوابِ!! |
لم يُثْنهم وعث الطريق - وكافَحُوا |
جِنَفَ الغويَّ؛ وضلَّة المرتابِ!! |
عقدوا الخناصِر في (اليقين) ونافسوا |
في (البرِّ) و (المعروفِ) دون حسابِ!! |
طوبى لهم - ولأنتَ - ملجأُ من دعى |
لله؛ - في أمن وفي استِتْبابِ!! |
وإذا الملوكُ - تفاخروا - (بعرُوشهمْ) |
كان اتجاهكَ - (قلبةَ المحرابِ)!! |
وإذا هَمُو نشروا صحائِفَ مجدهم؛ |
ظفرَ (الفرند) بمجدِكَ الغَلاَّب!! |
ترْنو لكَ الأبصَارُ في (تاج التُّقَى)؛ |
مُتَلألئاً (بالطَّوْلِ) لا الإرْهابِ!! |
هي (نِيَّةٌ) أخلصتْهَا - فتطامَنت؛ |
لكَ بالخضوع - مواكِبُ الألقَابِ!! |
أللهُ عوَّدكَ (الجَميلَ) ولمْ تَزَلْ؛ |
تعتادهُ في خوضِ كل عُبَابِ!! |
فَاسْلَمْ وعِشْ (للمسلمينَ) مؤيداً؛ |
في كل أمنية - وكل طِلاَبِ!! |
ولْيَحْفَظ اللهُ (العزيزُ بعبدِهِ) |
(دين الهدَى) - وكرائم الأحسابِ!! |
وليأتَلقْ بذُرَاكَ، بدْرُ (سُعُودِنَا) |
في (هَالَة) من رهطِكَ (الأقْطابِ)!! |
وَلْيهْنَ كل (مُوَحِّدِ) بحظُوظِهِ؛ |
في (عصرِكَ) المتضَوٌعِ؛ الجَذَّابِ!! |