ما خَلَّفَ (الناسُ) مثل الصالحِ الباقي |
فاظفر (بدينكَ) واشفق كل إشفاق |
واستحفظِ الله - ما خُوَّلت من نِعمٍ |
بالشكر؛ وازحم بها في كلَّ إنفاق |
فالمالُ (كسبٌ) ولكن السخاء بهِ |
في (البرَّ) أربحُ من دُرِّ وأعلاقِ |
لا أكثر القول - والأمثالُ رائعةٌ |
(هُدى الشريعة)، فيكم خيرُ مصداق |
وسيرةُ "المصطفى" في البذلِ أحسبها |
سنا (البدور) تغشَّى كلَّ غساق |
فاستقبلوا المجدَ بالإحسانِ وادَّخروا |
من "الثراء" كنوزاً فوق أطباق |
ذا (مليكي) وفي كَفيه ما وسعت |
(منابت العشبِ)، من سطحٍ وأعماق!! |
انظر إليه تجد دُنياهُ مقبلةً |
عليه؛ كالشمس في عليا آفاق |
وكل ما هو يجبى في "خزائنه" |
مُقسَّم بين أكبادٍ؛ وأرماق |
لا يحسِبُ الهبةَ البيضاء عارفةَ |
ما لم تكن (زُلفَةً) أو محوَ إملاق |
كأنهُ الغيثُ وبلا كلما ارتجزَتْ |
بجوده الريحُ في أديْالِ رفراق |
تنهلُّ يمناهُ؛ أنَّى جال ناظرهُ |
بواكفٍ غامرٍ في الشعب دفاق!! |
ضاءت به مهجُ (الأسحار) وائتلفت |
به (الدياجي)، وباهى كلُّ مِيثاق |
وخَوَّلْتَهُ يد (الرحمن) ما تّفقتْ |
فيه (القلوبُ) على نُصْحٍ وإشراق |
وسار في (ضَوئه) أشبالهُ رغباً |
من كلَّ منطلقٍ في الخيرِ سباق!! |
فاستلهموا (الرشدَ) في آثارهم، وقفوا |
عند (الحدود)؛ وجافوا كل إغراق |
وسايروا نهضةَ الإصلاحِ، واستبقوا |
إلى الهدى - واستعينوا الواهب الواقي |
هذانِ (شهمانِ) قاما بينَ أظهركمْ |
بواجب - كمحياً الصبحِ - ألاَّق |
هُما يريدانِ وجه الله - لا حللاً |
من (الثناء) ولا تهذيرَ ملاق |
تجاوبَ (العطفُ) في قلبيهما ودعا |
وَعْيُ (الضمير)، إلى المستذخر الباقي |
فالشعبُ في (جانبٍ) يسخو ؛ وبذلهُما |
كمَثلهِ خالدٌ في غير إرْهاق!! |
قد برهنّا اليوم - أن (الشح) قد انقطعت |
(يداه) واحتجبت - ما بين أطواق!! |
وأشرعا (قدوةً) للمؤتسين، بها |
تحيا (البلادُ) وتعيا رُقيةُ الراقي |
فالحمدُ للهِ حمداً نستمدُ بهِ |
منه (المزيدَ) على تقوى وإغداق!! |
وَ (لْيَحْفَظِ) الله من في (ظله) عظمت |
نُعْمَاهُ فينا وعَمَّتْ كلَّ خفاَّقِ!! |