أشرقْ على (الشعبِ) واسطعْ أيُّها (المَلِكُ) |
فأنت للدِينِ شَمسُ والهُدى (فلكُ) |
واشهد (بقصرِكَ) آفاقاً مُمثَّلةً |
جَمِيعُها لك في الإخلاصِ تَشترِكُ |
والمسْ بيُمناكَ أعشاراً حَللتَ بِها |
تلقَ التي لم فيها الحُبُّ يَعتركُ |
ترنو إليك عيونٌ القَومِ شاخِصةً |
كأن أهدابَها من فَوقِها حُبُكُ |
تَعُبُّ من مُشرعٍ مُتبجسٍ |
من نُورِ وجهِكَ لا يلوي به الحَلَكُ |
مشتْ إليك بهمْ "أمُّ القُرى" جَذَلا |
وملؤها الشوقُ والإيمانُ والنُّسُكُ |
من كلَّ مضَّطلعٍ بالشُّكرِ مُنتجعٍ |
كأنَّما قلبُهُ في الوَجدِ مُنسلِكُ |
تعروه رَعدةُ أوَّابٍ سَرائرُهُ |
في اللهِ ترجُفُ لا صَيدٌ ولا شَرَكٌ |
يَعدو إلى اللهِ والدنيا كأنَّ بِها |
من "نَفخةِ الصُّورِ" ما يُجشى بهِ الحَنَكُ |
مفتونةٌ بالقوى شتى مَظاهِرُها |
كأنَّما سِتْرها المَسدولُ يَنْتَهِكُ |
تُذري مَدامِعَهَا الأقطارَ من رَهَقٍ |
ويستبدُّ بها الإقتارُ والضَّنَكُ |
ويسبِقُ (الأمسَ) يومٌ في براثِنِهِ |
فرائسٌ بالدَّمِ المُهْرَاقِ تَنسَفِكُ |
* * * |
وفي السَّماءِ قَضاءُ اللهِ مُحتَجِبٌ |
عَنَّا وفي الأرضِ من أوزارِها حَسَكُ |
ترنَّحتْ تحت هَولِ الحربِ وانفرجتْ |
مَسافةُ الخُلفِ حتى مالَها دَرَكُ |
واستعرضَ البَشَرُ الأعباءَ مُضنيةً |
كأنَّما هم حَيارى أيَّةً سَلكوا |
لا يعملونَ ولا يَدرونَ ما اختبأتْ |
بِهِ (المقاديرُ) أو يَمضي بِه المَلَكُ |
طرائقٌ كلُّ شعبٍ في نَوازِلِهِ |
كأنَّما هو بالقُطبينِ يَشْتَبِكُ |
وعَالمُ الإنسِ في أهدافِهِ شِيَعٌ |
كالبحرِ يسبحُ في أمواجِهِ السَّمَكُ |
وطاقةُ الذّرَّ جَلَّ اللهُ جَائحةٌ |
كأنَّها (نيزَكٌ) في الخَلقِ ينفَرِكُ |
واللهُ أرحمُ والغُفرانُ مُلْتَمَسٌ |
وما لَنا دونهُ حَولٌ ولا حَرَكُ |
* * * |
قُلْ للذينَ مَشوْا فوقَ الثّرى مَرَحا |
وصعّرُوها خُدوداً أينما فَتَكوا |
كم عِبرةٍ في غُضُونِ الدهرِ ناطقةٍ |
في الغابرينَ وما شادوا وما تَركوا |
وكم مَواعظَ فيها كلَّ زاجرةٍ |
كأنَّها نُذُرٌ تضرى وتبتركُ |
يتلى بها في هُدى (فُرقاننا) قَصَصٌ |
حاشا به (صاحبُ التوحيدِ) يَرتبكُ |
* * * |
وعدٌ منَ اللَّهِ أعيا أن يُجادِلَنَا |
فيه سوى مُلحدٍ يُودِي بِهِ الهَلَكُ |
مَن يَتِقْ اللهَ يجعلْ في مَآزِقهِ |
له (المخارجَ) مهما ضاقتِ السَّكَكُ |
هذا (خِطابُكَ) في الآفاقِ تنفُثُهُ |
نَجوى (فَلْسطينَ) في أطوائِهَا (فَدَكُ) |
قرَّتْ بهِ كُلُّ عينٍ أنت قُرَّتُها |
وكلُّ قلبٍ على كَفَّيكَ ينسَبِكُ |
* * * |
نثلًت فيه ولم تُشْطِطُ كَنَاتَها |
إلى بُغاثِ يني صُهيونٍ إذا أفكوا |
ألقمتَهم فيهِ أحجاراً مُسوَّمَةً |
فخيطُهُم واهنٌ والحبلُ مُنبتِكُ |
وفي الكتابِ وعيدٌ للأُلى انطلقوا |
في المُوبِقاتِ وراءَ الغيَّ وانهمكوا |
ووعدُهُ الصِّدقُ فيمن ظَلَّ يَحفظُهُ |
في السرِّ والجهرِ لا من راحَ يعتَلِكُ |
وأنت لا شكَّ يا مولاي نًاصِرُهُ |
فكلُّ شأوٍ بَحولِ اللًّهِ تَمتلِكُ |
لا زلتَ تَرفلُ في النَّعماءِ وارفةً |
ظِلاَلُها- وبكَ الآمالُ تُدَّرَكُ |
ما رددتْ في غصونِ الأيك ساجعةُ |
أشرقْ على الشعبِ واسطعْ أيُّها (المَلِكُ) |