شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ما العيشُ إلا اليومَ عقلٌ راجحٌ (1)
شوقٌ يفيضُ وأمةٌ تَتَرقبُ
وهَوىً يلجُّ به الفؤادُ ويشعبُ
ومباهجٌ تَتْرى كأنَّ شُعَاعَها
من ضَوءِ وجهِكَ في الجَّوانحِ يُسكبُ
وخواطرُ شتى كأنَّ طيوفَهَا
وشيُ الربيعِ مَشى عليه الرَّبربُ
وكأنَّما الأبصارُ فيك وقد رنتْ
نِيطِتْ بها كلُّ القلوبِ تُرحَّبُ
أو أنّها شُدَّتْ إلى أهدابِها
لتراكَ وهي إلى ضُحاكَ تُصوَّبُ
* * *
عبءٌ ثقيلٌ أنْ يطولَ بها المَدى
حَملتْه منذُ نأيتَ وهيَ تُقطبُ
نهضَتْ بهِ وكأنها في وَجْدِهَا
وحَنينِهَا المَسْجورِ قفرٌ مُجدِبُ
أو أنَّها مُنِيَتْ بما لم تَحتَسِبْ
حيناً وكادتْ إثرَ ذلكَ تلغُبُ
* * *
تسمو العيونُ إليك في حَلَكِ الدُّجى
وتَجُوسُ آفاقَ السماءِ وتدأبُ
وتَشُقُّ أجوازَ الفَضَاءِ كأنَّهَا
بين السَّديمِ عناصرٌ تَتعَقَّبُ
هذا وما في القوم دونك هَاتفا
إلا تَطلَّعَ حَيثُمَا تتغيَّبُ
وكأنَّها فوقَ "المُحيطِ" وحَولَه
تلقاءَ "شخصِكَ" هالةٌ أو مَوكِبُ
مأخوذةٌ بنُهاكَ تَعلَمُ أنَّهُ
ألقُ الشُّموسِ إذا تغشَّى الغَيْهَبُ
ما رأيُها فيك الجَلالُ ولا الهُدى
لكِنَّما هي بالعَواطِفِ تغلبُ
* * *
هيهاتَ ما الدُّنيا لغيرِ مُغامرٍ
أبداً ولا هي (بالتَّقيةِ) تُطلبُ
هانتْ على منْ عزَّ فهي ذُبابةٌ
وعتتْ على مَنْ ذَلَّ فهو مُذبذبُ
لا شيءَ إلا وهو فَيها (آيةٌ)
للهِ ثُم هي الدَّقائقُ تُحسَبُ
* * *
ما مَن يُنشَّأُ في الكِفاحِ كمثلِ مَنْ
هو في حُلاهُ السَّادِرُ المُتعجبُ
يا بؤسَ للجهلِ المقنَّعِ بعدما
(نطقَ الجَمادُ) وحَلَّقَ المُتهيّبُ
* * *
أواهُ أدري أأبلغُ ساعةً
أحيا بِها في العُمرِ أم أنا أذهبُ
هي تلك حينَ أرى البلادَ تمحضتْ
عن (نهضةٍ) تَمحو الخُمولَ وتَخلُبُ
* * *
إنّي لأنظرُها الغَداةَ كأنَّها
صُحُفٌ تقلَّبُ في يديَّ وتُكتَبُ
يا ابنَ "المُفدَّي فيصلٍ" وحفيدَ من
هُو في (الجَزيرةِ) ليثُها المُتوثَّبُ
إني لأوقنُ أنَّ ما أبصرتَهُ
(عبرَ البِحارِ) مَشاهِدٌ لا تَعزُبُ
وكأنَّها (الرؤيا) إذا ما فُسَّرتْ
وهي الحقائقُ ليس عنها مَهرَبُ
فادعُ (الشبابَ) إلى الحياةِ وإنما
يُهدي إليها (الكادحُ) المُتصبِبُ
وعداهُ يُشفقُ أن يخوضَ غِمارَهَا
إلا إذا هي في (صِباهُ) تَشبَّبُ
* * *
ما العيشُ إلاَّ اليومَ (عقلٌ راجحٌ)
أو (سَاعدٌ) يفري الحُقولَ ويَنصَبُ
عَرَقٌ يسيلُ على الجبينِ كأنَّهُ
رَمزُ البقاءِ إذا تكلَّم يُعْرِبُ
أما التَّواكلُ والتكاسُلُ والضَّنا
فالبؤسُ والحِرمانُ فيمن يَهرُبُ
* * *
إنَّ الحضارةَ سوف تُعلِمنا غداً
وتقَرُّ عَيناً (بالأساةِ) وتَطربُ
سترى بإذنِ اللهِ أيةَ أمةٍ
في الأرض تحفلُ بالبنينَ وتُنجِبُ
وتعودُ بالإسلامِ في ظِل الهُدى
(فجراً) يُضيءُ بِه (السَّلامُ) ويَرقبُ
مَرحى (حُماةَ الضَّادِ) أنتم ذُخرُنا
وبِكمْ نُشرَّقُ تارةً ونُغَرَّبُ
فخذوا بِنا النَّهجَ السَّويَ فإنما
نقفو بِكمْ أثرَ (الخُلودِ) ونُرهَبُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :412  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 206 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

التوازن معيار جمالي

[تنظير وتطبيق على الآداب الإجتماعية في البيان النبوي: 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج