قلوبٌ وفيها من هَواكَ قِبابُ |
ومرعى وفيه من نداكَ سحابُ |
وألويةٌ خضرٌ يرِفُّ بها الهُدَى |
كما ازدحمتْ (بالمأزمينِ) شِعَابُ |
وشعبٌ لك الإخلاصُ فيه (عقيدةٌ) |
تَحُضُ عليه "سُتَّةٌ" وكِتابُ |
وأرضٌ بها "البيتُ العتيقُ" مَثَابةٌ |
إذ الناسُ حَيرى والبقاعُ يَبابُ |
مشى ومشتْ والليلُ محُلولكُ الدُّجى |
ومن دونِه أضواءُ الشموسِ حجَابُ |
تُمَزِّقُ من وجدِ البِعادِ أكنَّةً |
غُدَافيَّةً منها طُبىً وحِرَابُ |
وتحمِلُها الأشواقُ فوقَ عَصائِبٍ |
من الطيرِ إلاّ أنَّهُنَّ عِرَابُ |
كأني بها بَين الرَّياحِ كَتَائِبٌ |
تَمورُ انبعاثاً والفضاءُ سَرَابُ |
سرائرُ غادَها الحبورُ فأقبلتْ |
إليك وفيها غِبطةٌ وعِتَابِ |
تخوَّضَتْ الدَّأمَاءَ واجتازتِ الرُّبى |
كما انهلَّ واستهلَّ رَبابُ |
وعاودَها فيك "النعيمُ" وإنَّها |
لأجدرُ من يُجزى بِهِ ويُثَابُ |
قضتْ كلَّ يومٍ تَحسَبُ الدَّهرَ بعضَهُ |
وعانتْ بك الآناءُ وهي غِبَابُ |
وكادتْ بها الأشجانُ تُوقِدُ جَمَرَهَا |
مع القيظِ لولا نجدةٌ وإيابُ |
فما كان أطغى الحُبَّ فيك وظُلمهُ |
وأنت الذي للعدلِ فيك شهابُ |
تبوّأتَ أعشار القُلوبِ مُسلَّطاً |
عليها (بفضلٍ) ليس فيه حِسابُ |
وأمعنَت فيها فهي حولَكَ ما تَرى |
(موكبٌ) يُزِجّيهَا إليك (عُباب) |
هي البحرُ بل من دُونِها البحرُ روعةً |
وموجٌ ولكن كالجبالِ يُهابُ |
* * * |
فأيُّ ضُحىً مِن الأفقِ لاحَ مُحَلَّقاً |
وأيُّ خُفُوقٍ في القُلوبِ يُلابُ |
شهدتُ لَعمرُ اللهِ دنيا بأسرِهَا |
تُفيض مع الإشراقِ وهو يُهابُ |
تشُقُّ مَطاوي البيدِ محتَثَّةَ السُّرَى |
ومن حَولِها الشعبُ الخفيُّ رِكابُ |
ركابٌ ولكن كلُّهُ الحبُّ ما له |
حدودٌ ولا فيه الغَدَاةَ إهابُ |
* * * |
إذا شئتُ أن أُلقي عليكَ (تَحيةً) |
وحسبتُ القَوافي من سَنَاكَ تُذابُ |
أقولُ فما أدري أأهرقتُ مُهجتي |
ورَقْرقتُ قلبي أم مَراه لُعَابُ |
أجلْ إنَّه (الإلهام) لا شيء غيرَه |
وقد كنتُ لولا الصدقُ فيك أُعابُ |
* * * |
هُنالِكَ في طُولِ البلادِ وعرضِهَا |
"كهولٌ" تساموا للعُلى (وَشَبَابُ) |
بك التأمتْ أشتاتُهُمْ وتَفَجَّرَتْ |
ينابيعُهُم والكلُّ فيك (عُقَابُ) |
تغلغلتَ في أكبادِهِم فكأنَّما |
بقاؤك فيهم (جَنَّةٌ) وَثَوابُ |
وقفتُ ِلأشدو في "بِساطِكَ" عنهمُ |
بآيةِ أَنّى ما هَتفتُ أجابوا |
مُنى كلَّ شادٍ أن تَظلَّ مُظفَّراً |
لتغدو بك الآمالُ وهي نِصَابُ |
"بجامعةٍ" للعُربِ ساميةِ الذُّرى |
يعودُ بها "السلامُ" وهو لُبَابُ |
ويأتلقُ (التوحيدُ) في جَنَابتِهَا |
وتخضَعُ رغمَ المُبلسينَ رِغابُ |
سواءٌ لك الحِسَّ من هو عَاكفٌ |
(وبادٍ) (وطِفلٌ) باغمٌ وكِعابُ |
وأنت لك (التوفيقُ) باللهِ وحدَه |
كما اعتدتَه والرأيُ وهو صَوابُ |
* * * |
وَثقتَ (بنصرِ اللهِ) أنَّك نَاصرٌ |
(شريعَتَهُ) والشائنونَ غِضابُ |
فعشْ (وبنوك) المُتَّقونَ لأمةٍ |
لها كلّ يومٍ في حِماك رِحاب |
تخُبُّ بها الطاعاتُ نحو (أرائِكٍ) |
ويُمعنُها خِزيُ العُصاةِ عَذابُ |
بكِ اللهُ وقَّاهَا الشُّرورَ وعَاذَها |
من الوَيلِ والدنيا لظىً وخَرابُ |
لقد لَجَّ بالأسحارِ فيك (دعاؤنا) |
إليه وها إنَّ الدُّعَاءَ يُجابُ |
فلا زلتَ ممتدَّ الرَّواقَ على هُدى |
وحظُّكَ سيفٌ والحُظوظُ قِرابُ |