ما للشموسِ تًهادى في الضُّحى الهَادي |
كانَّها الغِيدُ في أيامِ أعيادِ |
ما بالُ هذا السَّنَا يَنهلُّ وَابِلُهُ |
وعهدُنا فيها أن يَغشى (بميعادِ) |
مشى بإشعاعِهِ في كُلًّ خَافِقَةٍ |
من (الحِجازِ) إلى (نَجدٍ) و (بَغدادِ) |
لا أسألُ الأُفُقَ العُلويَ منغمراً |
بالضوءِ يسبحُ في غُورٍ وأنجادِ |
ولا أُداجي البدورَ التُمَّ مُلتمساً |
منها الإجابةَ عن شِعري وإنشادي |
لقد نظرتُ فأبصرتُ التُّقى مَلِكاً |
في بُردِ فَاروق يَرعى كلَّ سَجَّادِ |
(أُنظرْ إليه ترى في شأنهِ عَجباً |
زيَّ الملوكِ على أخلاقِ زُهَّادِ) |
(الصَّالحُ) المَلِكُ الميمونُ طالِعُهُ |
والمستَهِلُ بتوفيقٍ وإرشادِ |
يا بحرُ هلْ أنتَ تدري أيَّ مأثرةٍ |
خَلَّدتُها لكَ في (تَاريخِنا) الغَادي |
أقبلتَ تَرفَلُ في بِشرٍ وفي جَذَلٍ |
بكُلِّ ما في الوَرى من مفخرِ (الضَّادِ) |
(بعاهلٍ) تتمنى الأرضُ لو سَبقتْ |
إليه تهتفُ من شكرٍ وإحمَادِ |
بأمةٍ كرؤى الأحلامِ تَحسَبُهَا |
في تاجِ مِفرَقِهِ أفلاكَ أمجادِ |
كأنها وضِفافُ "النيلِ" مُنجبسٌ |
من حَولِها موكبٌ في (شخصِهِ) البادي |
ربَّ الكنانةِ إني غيرُ مُرتَجِلٍ |
تحيتي فيك من وَعيٍ وإجهادِ |
ولا تقحَّمتُ أجوازَ الخيالِ بها |
ولا تملّقتُ في (مَدحيك) إشهادِي |
دعوتُها فاستجابتْ غيرَ وانيةٍ |
كأنَّها لؤلؤٌ يَزهو بأجيَادِ |
من كُلَِّ معنىً على عِرنيِنهِ شَممٌ |
كأنَّهُ عَلمٌ في رأسِ سِنْدَادِ |
ترى الجزيرةُ طُراً في جوانِحِها |
هَواكَ يَزخَرُ في مَوجٍ وإزبادِ |
وكيف لا و "مليكي" في صَداقتِهِ |
لك العُروبةُ من حَضرٍ ومن بَادِ |
"عبدُ العزيزِ" أخوكَ المَحضُ شَرَّفَنَا |
بأنْ نُحيّيكَ في يُمنٍ وإسعادِ |
* * * |
نحن الفداءُ له سِرّاً علانيةً |
وإنما هو أنتَ الآنَ في "النَّادي" |
شغفتَه بك (حُبّأ) طالما اغتبطتْ |
به (المواقفُ) من جَمعٍ وآحادِ |
قدْ كان (رَضوى) به يشدو ورنٌ به |
صَدىً تردَّدَ في (الأهرامِ) والوَادي |
* * * |
وما السياسةُ فيه السِّرُّ عابثةً |
وإنَّما هو روحٌ بين أجسادِ |
* * * |
أبحتَه منك قلباً مخلصاً فهفَا |
إليك في صَدرٍ منه وإيرادِ |
لو أنَّ في (البِيدِ) ما يُطوى لعاطفةٍ |
إذنْ لفاداكَ في أفلاذِ أكبادِ |
من الأُلى كَصفاءِ الطَّلَّ رونقُهُمْ |
من كلِّ مُستبسلٍ بالسيفِ ميَّادِ |
* * * |
يا حبذا هو في "المنصورِ" مؤتلِقاً |
وحَبذا السُّؤددُ العَالي بإسنادِ |
وحبذا الشَّمْلُ بالإيمانِ مُجتمعاً |
بينَ (البلادينِ) في نُصحٍ وانجادِ |
* * * |
فلتهنأِ (الوحدةُ الكُبرى) بما بلَغتْ |
في (ظِلَّ عَرشيْكُما) من خَطْوِها الهَادي |
ولتقضْ (عدنانُ) حقَّ الشُّكرِ قاطبةً |
للهِ ثم لهذا المَظهرِ الشّادي |
* * * |
طوبى لمصرَ وما في مصرَ من نعمٍ |
شتى تُرقرقُ في (فَاروقِها) الحَادي |
آمنتُ أنَّ بها الدُّنيا وزينتُها |
والدينُ فيك لها في كُلَّ مِرصادِ |
ولستُ أزعُمُ أني مدركٌ أمداً |
بما شَدوتُ بِهِ من غيرِ إعدادِ |
وإنما هو تَرحيبٌ عجِلتُ به |
سَبكتُهُ من فؤادي المرتوي الصَّادي |
* * * |
إنَّ (العُروبةَ) في سِيماكَ نَاظرةٌ |
(هدي الكتابِ) وصِنوَ المُفَتدى الفادي |
المُشرئبُّ إلى لُقياكَ مِن كَثَبٍ |
رغمَ المَفاوِزَ لا تُحصى بأبعادِ |
لا زلتُما الدهرَ للإسلامِ ألويةً |
مَرهُوبةَ البَأسِ في نَصرٍ وإمدادِ |
وعشتُما والأُباةُ الصَّيدُ من (مُضرٍ) |
(فياصِلاً) تتحدى كلَّ إلحادِ |