شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تحية الملك (الفاروق) (1)
ما للشموسِ تًهادى في الضُّحى الهَادي
كانَّها الغِيدُ في أيامِ أعيادِ
ما بالُ هذا السَّنَا يَنهلُّ وَابِلُهُ
وعهدُنا فيها أن يَغشى (بميعادِ)
مشى بإشعاعِهِ في كُلًّ خَافِقَةٍ
من (الحِجازِ) إلى (نَجدٍ) و (بَغدادِ)
لا أسألُ الأُفُقَ العُلويَ منغمراً
بالضوءِ يسبحُ في غُورٍ وأنجادِ
ولا أُداجي البدورَ التُمَّ مُلتمساً
منها الإجابةَ عن شِعري وإنشادي
لقد نظرتُ فأبصرتُ التُّقى مَلِكاً
في بُردِ فَاروق يَرعى كلَّ سَجَّادِ
(أُنظرْ إليه ترى في شأنهِ عَجباً
زيَّ الملوكِ على أخلاقِ زُهَّادِ)
(الصَّالحُ) المَلِكُ الميمونُ طالِعُهُ
والمستَهِلُ بتوفيقٍ وإرشادِ
يا بحرُ هلْ أنتَ تدري أيَّ مأثرةٍ
خَلَّدتُها لكَ في (تَاريخِنا) الغَادي
أقبلتَ تَرفَلُ في بِشرٍ وفي جَذَلٍ
بكُلِّ ما في الوَرى من مفخرِ (الضَّادِ)
(بعاهلٍ) تتمنى الأرضُ لو سَبقتْ
إليه تهتفُ من شكرٍ وإحمَادِ
بأمةٍ كرؤى الأحلامِ تَحسَبُهَا
في تاجِ مِفرَقِهِ أفلاكَ أمجادِ
كأنها وضِفافُ "النيلِ" مُنجبسٌ
من حَولِها موكبٌ في (شخصِهِ) البادي
ربَّ الكنانةِ إني غيرُ مُرتَجِلٍ
تحيتي فيك من وَعيٍ وإجهادِ
ولا تقحَّمتُ أجوازَ الخيالِ بها
ولا تملّقتُ في (مَدحيك) إشهادِي
دعوتُها فاستجابتْ غيرَ وانيةٍ
كأنَّها لؤلؤٌ يَزهو بأجيَادِ
من كُلَِّ معنىً على عِرنيِنهِ شَممٌ
كأنَّهُ عَلمٌ في رأسِ سِنْدَادِ
ترى الجزيرةُ طُراً في جوانِحِها
هَواكَ يَزخَرُ في مَوجٍ وإزبادِ
وكيف لا و "مليكي" في صَداقتِهِ
لك العُروبةُ من حَضرٍ ومن بَادِ
"عبدُ العزيزِ" أخوكَ المَحضُ شَرَّفَنَا
بأنْ نُحيّيكَ في يُمنٍ وإسعادِ
* * *
نحن الفداءُ له سِرّاً علانيةً
وإنما هو أنتَ الآنَ في "النَّادي"
شغفتَه بك (حُبّأ) طالما اغتبطتْ
به (المواقفُ) من جَمعٍ وآحادِ
قدْ كان (رَضوى) به يشدو ورنٌ به
صَدىً تردَّدَ في (الأهرامِ) والوَادي
* * *
وما السياسةُ فيه السِّرُّ عابثةً
وإنَّما هو روحٌ بين أجسادِ
* * *
أبحتَه منك قلباً مخلصاً فهفَا
إليك في صَدرٍ منه وإيرادِ
لو أنَّ في (البِيدِ) ما يُطوى لعاطفةٍ
إذنْ لفاداكَ في أفلاذِ أكبادِ
من الأُلى كَصفاءِ الطَّلَّ رونقُهُمْ
من كلِّ مُستبسلٍ بالسيفِ ميَّادِ
* * *
يا حبذا هو في "المنصورِ" مؤتلِقاً
وحَبذا السُّؤددُ العَالي بإسنادِ
وحبذا الشَّمْلُ بالإيمانِ مُجتمعاً
بينَ (البلادينِ) في نُصحٍ وانجادِ
* * *
فلتهنأِ (الوحدةُ الكُبرى) بما بلَغتْ
في (ظِلَّ عَرشيْكُما) من خَطْوِها الهَادي
ولتقضْ (عدنانُ) حقَّ الشُّكرِ قاطبةً
للهِ ثم لهذا المَظهرِ الشّادي
* * *
طوبى لمصرَ وما في مصرَ من نعمٍ
شتى تُرقرقُ في (فَاروقِها) الحَادي
آمنتُ أنَّ بها الدُّنيا وزينتُها
والدينُ فيك لها في كُلَّ مِرصادِ
ولستُ أزعُمُ أني مدركٌ أمداً
بما شَدوتُ بِهِ من غيرِ إعدادِ
وإنما هو تَرحيبٌ عجِلتُ به
سَبكتُهُ من فؤادي المرتوي الصَّادي
* * *
إنَّ (العُروبةَ) في سِيماكَ نَاظرةٌ
(هدي الكتابِ) وصِنوَ المُفَتدى الفادي
المُشرئبُّ إلى لُقياكَ مِن كَثَبٍ
رغمَ المَفاوِزَ لا تُحصى بأبعادِ
لا زلتُما الدهرَ للإسلامِ ألويةً
مَرهُوبةَ البَأسِ في نَصرٍ وإمدادِ
وعشتُما والأُباةُ الصَّيدُ من (مُضرٍ)
(فياصِلاً) تتحدى كلَّ إلحادِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :413  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 204 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور زاهي حواس

وزير الآثار المصري الأسبق الذي ألف 741 مقالة علمية باللغات المختلفة عن الآثار المصرية بالإضافة إلى تأليف ثلاثين كتاباً عن آثار مصر واكتشافاته الأثرية بالعديد من اللغات.