لقاءٌ كما كُّنا العشيَّ نُناظرُه |
بمرآك أم هذا الفِراق نباكِرُهْ |
أأنت وقد تَدري مكانَك مُزْمِعٌ |
على سفرٍ يا ويحَ قلبٍ يُظاهِرُهْ |
فأيُّ أمرىءٍ مِنَّا يظنُّ بَيانُه |
لديك انطلاقاً بالذي أنت سَاحِرُهْ |
* * * |
عهدنَاكَ لا تَرضى بَديلاً بغيرِنا |
فما بالُ هذا (البينُ) تَجفو بَوادِرُهْ |
قَضَينا شُهوراً عِدةً بين آمِل |
وآخرَ ألقتْهُ إليكَ مَشاعِرُهْ |
إلى أن تَجلَّى مَطلعُ الشمسِ في الضُّحى |
عليك وزانتْ كلَّ روضٍ أزاهِرُهْ |
ورُحنا نباري الطيرَ تلقاءَ "فيصلٍ" |
نَشاوى وتَسعى "بالحِجازِ" مَحاجِرُهْ |
* * * |
هوىً واعترافاً (بالأميرِ) وفضلِهِ |
على الشَّعبِ قرتْ أن تَراك نَواظرُهْ |
فإن شئتَ أنظِرنا رُويداً لعلَّنا |
نُبدَّدُ من أشجانِنَا ما نُخامرُهْ |
وإلاّ فوهمُّ أنْ تغيبَ وكلُّنا |
حَيَالكَ صفُّ لا تغِبُّ بصائرُهْ |
* * * |
لك الخيرُ فيما اختارَهُ اللهُ إنَّهُ |
حفيٌّ بِمنْ فيه أضاءتْ سَرائرُهْ |
ولولا الذي نُعنَى بِهِ ويهمُنَا |
شفاؤك إذ تُهدى إلينا بَشائِرُهْ |
صَحيحاً كما نَرجو مُعافىً مُرفَّهاً |
بأيةِ حَالٍ من نَواكَ نُصابرُهْ |
إذن لأقَمنا بالحجاج دليلَنا |
عليك ولكن أنت بالحُبَّ قاهِرُهْ |
* * * |
وحسبُك في أسرى ولائِك (نعمةً) |
تَمُنُّ بها البِشرُ الذي أنت غامِرُهْ |
فزِدنا به شُكراً بكلَّ "إذاعةٍ" |
بها (البرقُ) يُفضي والأثيرُ يؤازِرُهْ |
وثِقْ أنَّنا حتى تَعودَ نوازعٌ |
إليك ومنا من تُهيمُ ضمائرُهْ |
* * * |
فخُذْهَا قُلوباً خَفقُها بك آيةٌ |
على أنَّك الرُّوحُ الذي لا نغادِرُهْ |
* * * |
ألا ليتَنَا كُنَّا لك البُرءَ مَاثلاً |
ولم يشّجَ بالبُعدِ المُفاجىءِ سَاهِرُهْ |
أجلْ ليتنا كُنا فِداءً وليتَنَا |
نُبادِلُك الشَّطرَ الذي أنت حَاذِرُهْ |
* * * |
أمولاي لا أخشى منَ النَّاسِ قولَهم |
تبلبلَ (حَسانٌ) وأجبَلَ خَاطِرُهْ |
ولا سِيما في موقفُ هو موقفُ |
أوائِلُه طيفٌ وطيفٌ أواخِرُهْ |
فما أنا في التوديعِ إلا ثُمالة |
تُراق ولا أقوى عليه أُجاهِرُهْ |
* * * |
يُروَّعوني (الشَّجوُ) الذي لا أطيقُهُ |
ويُسلمني (الشعرُ) الذي لا أُكابِرُهْ |
تَقَسَّمني فيك اللقاءُ مع النَّوى |
وأنت من قَسّمتَ لا شكَ عاذِرُهْ |
* * * |
أفاضَ عليك اللهُ سِربالَ حِفظِهِ |
وصَاحَبَكَ التَّوفيقُ فيما تُباشِرُهْ |
وقَرَّبَ مِنَّا سَعةً في ارتقابِها |
نرى اليومَ شِبراً ما تعاقبَ سافِرُهْ |