هي العُقبانُ لن تشجى وأنت (سفيرُها) |
وفيك هُداها أين كنتَ (ونورُها) |
ترى شعبَكَ المُعتزَّ حولكَ صَامداً |
كما اتصلتْ بالفَارغاتِ جذُورُهَا |
على (الجوِ) أو في (البحرِ) أو في (مجامعٍ) |
هي (الأرضُ) طُرا مثَّلتْهَا صُدورُها |
ترامتْ بهم آفاقُ كلَّ مُسْطَّحٍ |
وكلّ (محيطٍ) قد حكاهُ شُعورُها |
* * * |
فيا "فيصلَ" المجدِ أنت مَجدُهُ |
وحسبُ الأماني في "ضُحاك" بَشيرُها |
لأنت بحولِ اللهِ مَندوبُ أمّةٍ |
بإيمانِها "الدنيا" يُناطُ مَصيرُها |
تجاوب في "التاريخِ" أصداءَ فَخرِهَا |
وفي مسبحِ الأفلاكِ تَعدو نسورُها |
لها في عُرى الميثاقِ أسمى مكانةٍ |
إذا ائتلقتْ بين الوفودِ (بُدورُها) |
* * * |
سيعلمُ أقطابُ المَمالكِ أنَّما |
هو العَدلُ تُهدى في حِماهُ أُمُورُها |
وأنَّ دماءَ المُهرِ قيها "جداولٌ" |
بها اختضبتْ أنهارُها "وبُحورُها" |
وما بُذلتْ كيما تُراقُ وإنما |
لِيهْلَكَ فيها بغيُها وشُرورُهَا |
"جحيمٌ" وفي كُلَّ الميادينِ (مَنطِقٌ) |
شظاياهُ من هَضمِ الحُقوقِ سَعِيرُها |
* * * |
فإنْ آثروا حُبَّ (السَّلامِ) فحبذا |
وهل هو إلا (دعوةٌ) ونَذِيرُها |
وإن لمْ يكنْ إلا (غُصُونُ حَمامةٍ) |
ومن خلفِها الأطماعُ تَخفي (جُحُورها) |
فما أظلمَ الإنسانَ يَنقُضُ غَزْلَهُ |
وما أضيعَ الآمالِ تَغلو مُهُورُها |
ظنونٌ وأحلامٌ وللَِّهِ ما قَضى |
وما هو يقضي أين مِنهُ غُروُها |
* * * |
ألا إنَّما "الأمنُ" الصحيحُ عقائدٌ |
وراءَ المَعاني لا تُباحُ سُطورُها |
إذا اعتُنِقتْ في كُلِّ شَعبٍ وأُمةٍ |
سواسيةً في العالمينَ بُذُورُها |
فثمةَ لا "الطُّغيانُ" يبلغُ أربَهُ |
ولا أُمهاتُ الغَدِ تشقى حُجُورُها |
وما السلمُ إلا الحربُ إن هي لم تقمْ |
على شِرعةِ الإنصافِ صَافٍ نَميرُها |
وفي (العِظةِ الكُبرى) نشيدٌ مرتَّلٌ |
يُردَّدُهُ عَنْ كلَّ نجوى (أثيرُها) |
ترانيمُه من كُلَّ عينٍ دموعُها |
وآهاتُه من كُلِّ نفسٍ ضميرُها |
فهل بعدَ أنْ أصغى إليهِ ذوو الحِجى |
ينافسُ فتكَ (القاذِفاتِ) زئيرُها |
* * * |
أمولاي ما لي والسياسةُ إنَّها |
تَجاهك (حَيرى) لا يَضِلُّ بَصيرُها |
فسِرْ في أمانِ اللهِ "جذلانَ" مُسفراً |
وحقَّقْ لنا الأهدافَ زاكٍ عَبِيرُها |
وثقْ أنَّنَا أيَّانَ ما أنت قائمٌ |
وراءَك صَفٌّ أو صفوفٌ تثيرُها |
وددنا لو أنَّ (الريحَ) مُدَّ بِساطُها |
فتمضي بلادٌ حيثُ يمضي (أميرُها) |
* * * |