"لقاؤكما" باليُمْن تُزجي بَشائِرُهُ |
"وحُبُّكما" في اللهِ تُرْجى أواصِرُهْ |
تَلَفَّتَتِ الدُّنيا إليكمْ بأسرهَا |
وشَايَعَهَا الخيرُ الذي لا تُغادِرُه |
تصافحتُمَا وَجهاً لوجهٍ كأنَّما |
تَشاطرتُمَا "التاريخَ" جَمّاً مآثرُه |
وأقبلتُما كالبحرِ هذا "محيطٌ" |
جلالاً وهذا "عُمقُهُ" وجَواهِرُهُ |
ونوَّرتُما كالشمسِ في غيهبِ الدُّجى |
فما لبثتْ حتى تَوارتْ دياجِرُهْ |
وقرّتْ بكم عينُ "النبيَّ محمدٍ" |
وكادتْ لكمْ تَخطو سُروراً "مَهَاجِرُهْ" |
* * * |
كأنِّيَ بالإسلامِ فيكمْ وقدْ غَدَا |
جميعاً وكانت للشَّتاتِ عَناصِرُهْ |
وبالعَربِ العَرباءِ يَحدو طموحَهَا |
إلى المَثَلِ الأعلى نهوضٌ تُباشرُهْ |
وبالوحدةِ الكُبرى تفيءُ لِظِلَّكُم |
وتقتبسُ الفُرقَانَ فيما تُؤامِرُهْ |
وبالعُروةِ الوثقى تُسدَّى بلحمِهِ |
من الدِّينِ تَستَهوي القلوبَ شعَائِرهْ |
وبالفَلك الدَّوَّارِ ينظرُ من عَلٍ |
ويُصغي إلى ما كان دَهراً يُخامِرُه |
وبالشرقِ مُختالاً وبالغَربِ مُعجباً |
تَهادى نوادِيهِ وتَشدو منَابرُه |
* * * |
فمرحىً ومرحىً ثم مرحىً ومرحباً |
بحظَّ أبي "الأشبالِ" تَعلو مَنائرُهْ |
تسربلتَ بالإيمانِ حتى لو أنَّهُ |
تَمَثَّلَ شخصاً لم تَفُتْكَ نَواظِرُهْ |
وأيدتَ دِينَ اللهِ في كُلِّ مَوقفٍ |
ومن ينصرِ الرَّحمنَ لا شك نَاصِرُهْ |
فأنتَ بحولِ اللهِ سيَّدُ يَعْرُبٍ |
"وحَامي حِمى التَّوحيدِ" نارتْ بَصائِرُه |
تُفدِّيكَ أكبادُ الجَزيرةِ أنَّها |
بك التأمتْ والأمرُ ما أنتَ آمِرُه |
وأهلاً وسَهلاً بالبُطولةِ والحِجى |
وبالمَلِكِ "الفَارُوقِ" أشرقَ سافِرُهْ |
"أخوكَ" وكلٌ مِنْكُما في عَرينِهِ |
تُحاكي شُعاعَ الفَرَقَديْنِ بَواتِرُه |
رآك بعينٍ أنت تَرنو بمِثلِهَا |
إليه ومَحضُ الودَّ أفضتْ سَرائرُهْ |
وَحَيَّاهُ من أقطابِ "بيتِكَ" عُصبةٌ |
كواكبُ أفقٍ لا تُبارى عَباقِرُهْ |
وتلك لعَمرُ اللهِ آلاءُ نِعمةٍ |
تغشَّى بها المنَّانُ مَن هو شَاكِرُهْ |
* * * |
وما مِنكُمَا إلا العَظيمُ وإنَّما |
"بتقواكُما" الإسلامُ تَقوى مَخافِرُهْ |
تبوّأتُما "عرشيكما" في غلائلٍ |
من المَجدِ تَرقى للسماءِ مَفاخِرُهْ |
* * * |
إذا ما افتدتْ "عبدَ العزيزِ" أوده |
ولاءً ففي الفاروقِ صِنوُّ يُظاهِرُهْ |
وإن سَبَقَ "الفاروقَ" يوماً لِغايةٍ |
تصدى له عبدُ العزيزِ يناصرُه |
كذلك آليتُم وفي اللهِ سعيُكُمْ |
سيُجزى وربُّ الناسِ تَمضي مَقادِرُهْ |
* * * |
وما هي إلا "وحدةٌ عَرَبيةٌ" |
يُشَدُّ بها ركنُ الهُدى ومَصائرُهْ |
تناجتْ صَنعاءُ" حيناً ورجَّعَتْ |
بها "دمشقُ" صَدَاها (والعراقُ) وسامِرُهْ |
وباهي بها "لبنانُ" مُنذُ تَهَيَّبت |
بأقدامِكم أحداثُهُ وَمَخاطِرُهْ |
* * * |
وهل بطشتْ دون الأكُفَّ سَواعدٌ |
وهل سَاعدٌ إلا بكفٍ يؤازِرُهْ |
بلادٌ بها "أمُّ الحضارةِ" أنجبتْ |
"ولائدَها" واستلهَمَ "الفنَّ" شاعِرُهْ |
تهادى بها إخواننا ولِداتُنا |
كما ابتسمَ الوَسمِيُّ هَلَّتْ مَواطِرُهْ |
وحَلَّتْ بها "بِعثاتُنَا" في خَمائلٍ |
من العِلمِ تَجلى غَرسَه وتُثابِرُه |
فإن نحنُ أوجزنَا الثَّناءَ فرُبَّمَا |
أباحتْ بسرِ المِهرجانِ مَظاهِرُهْ |
فلا زلتَ يا مولاي في الشرقِ مَوئِلاً |
تدومُ به أفراحُه وبَشائرُهْ |
ولا برحتْ أعلامُك الخُضرُ في الوَرى |
مُظفَّرةً ما طافَ بالجوَّ طَائرُهْ |
رفعتَ لِواء العُربِ فهو كما تَرى |
إلى هَامةِ الجَّوزاءِ نِيطتْ غَدائرُهْ |
فمهما رأيتَ الشعبَ يحبوكَ حُبَّهُ |
فما ذاك إلاّ أنَّ فَضلَكَ آسِرُهْ |
* * * |