الغيثُ أنت الغيثُ ينتجعُ |
وفي لِقائِك كلُّ الخيرِ يَجتمعُ |
أقبل على "بلدٍ" يمشي إليك كَما |
تمشي "المواسمُ" و "الأعيادُ" و "الجُّمعُ" |
واسطعْ على أمّةٍ أوسعتَها شَغفاً |
فكُلُّها لك بالأبصارِ تَطَّلعُ |
أزرى بها البَيْنُ عاماً فهي عَانِيَةٌ |
كأنَّما هي الأشجانُ تصطرعُ |
تشكو فِراقَكَ لولا أنَّه قَدرٌ |
وفيك للعدلِ والإحسانِ مُرتَبَعُ |
وما بَعُدْتَ ومنكَ الشَّعبُ مُقتربٌ |
وأنت كالشمسِ في آفاقِها شُرعُ |
أيَّانَ تشُرقُ لم تَبرحْ أشعَّتُها |
على التَهائمِ والأنجادِ تنطبعُ |
* * * |
مولاي أنت بحبلِ اللهِ مُعتصمٌ |
وأنت بالعبءِ باسمِ اللهِ مُضطَّلعُ |
واللهُ يعلمُ ما أعلنتَ من مِنَنٍ |
وما تُسِرُّ وما تأتي وما تَدعُ |
جعلتَ همَّك تقوى اللهِ فانخضعتْ |
لك الرَّقابُ وأقعى دونَكَ الهَلَعُ |
وطأطأتْ لك دنيا الناس رَاغمةً |
غَداةَ ضاقَ بها مَن راحَ يتَّضعُ |
منارُكَ الشرعُ والتوحيدُ مظهرُهُ |
وحكمُك العدلُ لا خوفٌ ولا فَزَعُ |
فما لشأنِكَ في الآمادِ من مَثَلٍ |
وما لشأوِكِ في الأمجادِ مُفترعُ |
* * * |
يا حَبذا اليُمنُ في يومٍ نَراك بهِ |
وحَبذا فيك هذا الدَّينُ والوَرَعُ |
وحبذا هي آياتٌ مرتَّلَةٌ |
كأنَّما هي من أكبادِنا قِطعُ |
* * * |
إذا نظرتُ رأيتُ البحرَ مصطفقاً |
والناسَ حولك ما قالوا - وما سَمِعوا |
تعدو بهم نحوَكَ الأشواقُ جَامِحةً |
والحمدُ والشكرُ والإخلاصُ والطُّمَعُ |
تكادُ من فَرْطِ ما تُوحي ضَمائرُهمْ |
تُضيء بالحُبِّ أنواراً وتلتمِعُ |
لك البُشارةُ فاسمعْهَا مُدوَّيةً |
بين التُّخومِ وفي يُمناك تفتَرعُ |
كأنما هي نَشوى في مَخائِلِهَا |
بين أحاظيكَ في عِرنِينها ضَرَعُ |
وما أراها سِوى الآمالِ مُقبلةً |
إلى ذُراكَ وفي أحشائِها وَلَعُ |
* * * |
حسبُ العُروبةِ فخراً أنْ يكونَ لَها |
على جَبينِكَ هذا التَّاجُ يَرتفِعُ |
(ما عَدَّ قومٌ بإحسانٍ صنيعَهُمُ |
إلا صنيعُكُمُ فوقَ الذي صَنَعوا) |
(فكلُّ أمرٍ على رُشدٍ أمرتَ بِهِ |
فيها مُطاعٌ ومهما اخترتَ نتَّبِعُ) |
(إنَّ الجزيرةَ تَرضى ما رضيتَ بهِ |
إن سرَت ساروا وإنْ قلتْ ارتعوا رَتَعوا) |
فاشربْ شفاءً وطُفْ (بالبيتِ) مُغتبطاً |
واهنأْ بأنَّك (بالفُرقانِ) مُشتَرِعُ |
واسلمْ وعِشْ وبنوكَ الصِّيدُ في نِعَمٍ |
تَتْرى ويُخْزى بكَ الإلحادُ والبِدعُ |