شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
لنَا اليومُ
خَلَّ الحديثَ عن المَاضي وما ذَهَبَا
وقُصَّه (عَسجداً) أو نُصَّهُ ذهبا
وأهرق بيانَك في شعبٍ جوانِحُهُ
تكادُ ترقُصُ في استبشارِها طَرَبا
واهتفْ بها (لُغةً) خَرساءَ ناطقةً
ليستْ هُراءً ولا لَغواً، ولا كَذِبا!
لا يملكُ الشعرُ فيها غيرَ أخِيلَةٍ
ولا (المُفوَّهُ) إلا السَّجعَ والخُطبا!
أفضى بها (التِّبرُ) في الدِّينارِ قافيةً
صفراءَ، كالشَّمسِ شعتْ واستوتْ لَهبَا!
هي الحياةُ! وما جدوى الحياةِ إذا
أكدتْ؟! وما بلغتْ من مَطمَحٍ سَببا!
ويحَ الأمانيّ تغلو في كواذِبَها
إذا تَمادتْ، وكانت كلُّها (أدبا)
لا بُدَّ من غَمراتِ الكَدحِ تَصهَرُنَا
و (إنَّما الرَّاحةُ الكُبرى لمن تَعِبا)
آمنتُ أنَّ (سُعوداً) في مَواقِفِهِ
(شَعبٌ) تحفَّزَ في تَاريخِهِ دَأَبا
في كُلِّ يومٍ لنا من سَعيِهِ مَثَلٌ
تُطأطِىءُ الهامُ إكباراً إذا ضُربَا
قد حَارَبَ (الجهلَ) حتى اندكَّ مُبتئِساً
وانبثَّ مُنتكِساً، وارتدَّ مُكتئِبا
وحَاربَ (المرَضَ) المُودي بأمَّتِهِ
فما نَرى منه لا رأساً ولا ذَنَبَا؟!
وها هو اليومَ يمحو (الفقرَ) من يدِهِ
بنعمةِ اللهِ والإترابَ والسَّغَبا؟!
مولاي! ما المُّجد إلا ما تُدَعَّمُهُ
(وشَائِجُ العلَّمِ) تَستَهوي النُّهى عَجَبَا
وما فَتِئتَ بهذا الشَّعبِ تبعثُهُ
(بعثاً) وتدفعُهُ في شرطه صَببا
حتى تَغلغلَ في الإعصارِ يَكبحُه
وانقضَّ يركضُ في إثرِ العُلى خَبباً
فما رأيتُ امرءاً يمضي لطيبةٍ
إلا احتذى بك؛ واستوحَاك مُنتصبا
وما عَسى نحنُ نُزجي من بِضاعَتِنا
إلا الثَّناءَ الذي نَجزيكَ مُقتَضَبَا؟!
لكنَّما هو حبٌ لا رياءَ بهِ
نُكِنُّهُ لك في الأكبادِ محتَقَبا
فلا تَسلْني بُرهاناً أُقدِّمُهُ
واسألْ أيادِيَكَ البيضاءَ مُحتسبا
وسلْ (مآثِرَكَ الغرَّاءَ) تشد به
في الخافقين وتُملي كُلَّ من كَتبا!
هيهاتَ، هيهاتَ تُحصَى وهي شائِعةٌ
كالضوءِ مُنبسطاً والغيثِ مُنسكِبا
رَفعْتَ كلَّ (لِواءٍ) للنُّهوضِ بِنا
في ظِلِّ من نصرَ (التوحيدَ) و (العَرَبا)
(عبدَ العزيزِ) ومالي حين أذكرُهُ
أكادُ أسبحُ في إشراقِهِ سَربا؟؟!
أحيَا بهِ اللهُ عصرَ الرَّاشِدينَ هُدىً
عَبرَ القُرونِ ؛ وشعباً كان مُغتَصَبا
وأقبلَ (الحَظُّ) يمشي في مُواكِبِهِ
جَذلانَ فيه قريرَ العينِ مُعتقبا
في السَّلمِ وهو سليلُ الفاتحينَ مَضَوْا
تدفَّقُوا سُحباً واسْتبسَلوا شُهُبَا؟؟!
جلَّتْ به نعمةُ الرَّحمن فانطلقتْ
بالشُّكرِ ألسِنَةٌ تدعو له رَغَبَا
نِعم البقاءُ وبُشرى الطامحينَ له
وحَبَّذا (جنةُ الفردوسِ) مُنقَلَبَا
ومرحباً بالغِنى يحدو بِنَا صَعَداً
إلى السَّماءِ ويُغزينا بما وَجَبَا
وما الثراءُ ثراءُ المَالِ نَكنِزُهُ
وإنَّما هو (شعبٌ) يَصنعُ (الذَّهبَا)!!
ولا يسودُ بِهِ من شَحَّ من هَلعٍ
لا يُهنَّى به من غَلَّ وانتهبَا
فإن يكنُ سَالَ بطنُ الأرضِ من ذهبٍ
فقد نَمى ظهرُهَا يُسراً ومعُتَشَبَا
وما يزالُ بها (المِحراثُ) ينفضُها
نَفضاً، ويُبدِلُها من قَفرِهَا عببا
حتى تكونَ لنا (الدنيا) مُسخَّرةً
وأنت تسخو بها في (الدينِ) مُكتسبا
يا مُلهمي كُلَّ ما يَزهو (الأثيرُ) بِهِ
ويملأ الشَّعبَ فَخراً والعِدى رَهَبَا
ما أنت إلاّ لهذا الشعبِ مَظهرُهُ
وفيك آمالُهُ تَعلو به طَنَبَا
من حيثُ أبصرتَهُ تلقاهُ منك (يداً)
و (صارماً) و (يراعاً) مُصْلَتاً، وشبا
يفديكَ بالحُبِ ما آثرتَه أبداً
ويَشرئبُ إلى (سِيمَاكَ) مُنجَذِبا
ويستعينُ بِحولِ اللهِ مُؤتَسياً
بِما بِه أنتَ تخشى اللهَ مُرتَقِبَا
فاصدعْ بِهِ (الفَلَكَ الدوارَ) مُقتحماً
بالدارعينَ وثقِّفْ (نشأَهُ) طَلبا
وقفْ بهِ في (حُدودِ اللهِ) تنصَحُهُ
فإنَّهُ ما اتقى يستقبلُ الأربَا
وللرَّغامِ أنوفٌ كُلُّهَا ارتعدتْ
تعفَّرتْ حسرةً، واسترعَفتْ شغبا
لا عاشَ من جَحِدَ النُّعمى وكابرَهَا
وعشتْ نكشِفُ عن أبصارِنا الحُجُبا
وزادك اللهُ من آلائِهِ مِنناً
تَترى، وآتاكَ ما ترجُوه مُرتَغِبا
وعاشَ خيرُ ملوكِ الأرضِ قاطبةً
(عبدُ العزيزِ) وعاشَ الشعبُ مُرتأبا
 
طباعة

تعليق

 القراءات :370  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 195 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثالث - ما نشر عن إصداراتها في الصحافة المحلية والعربية (1): 2007]

المجموعة الكاملة لآثار الأديب السعودي الراحل

[محمد سعيد عبد المقصود خوجه (1324هـ - 1360هـ): 2001]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج