مُحَيَّاكَ بِشرٌ بينَنَا وسرورُ |
ومَحياكَ بعثٌ للهُدى ونُشورُ |
ومرآك حظٌ للعيونِ وإنَّهُ |
لَحَظٌ ويَهنى الناظرونَ كَبيرُ |
ووجهُكَ كالبدرِ التَّمامِ سِناؤه |
وفضلُكَ غَرسٌ مُثمِرٌ وجُذورُ |
وتقواكَ - جَلَّ اللهُ - أكرمُ حِليةٍ |
بها (التاجُ) زاهٍ والجبينُ مُنيرُ |
وحكمُكَ عَدلٌ في يمينِكَ سيفُهُ |
به الأمنُ صِدقٌ والمَخافةُ زُورُ |
* * * |
أما والذي لا يعلمُ الغيبَ غيرُهُ |
ومَن لك منه كالىءٌ ونصيرُ |
لأنتَ لهذا الشَّعبِ مَصدر نِعمةٍ |
وأنت له بعدَ الإلهِ ظَهيرُ |
يَحِنُّ إلى لُقياكَ والشوقُ لاعِجٌ |
ويرنو إلى مَغدَاكَ وهو قَريرُ |
ويملكُهُ الإحسانُ حتى كأنَّهُ |
من الحُبِّ عانٍ في يديكَ أسيرُ |
إذا الليلُ أضواهُ تَضرَّعَ رَبَّه |
بِحفظِكَ واستولى عليه حُضورُ |
حضورٌ هو الإخلاصُ للهِ وحدَه |
وأنصحُ ما تُطوى عليه صُدورُ |
* * * |
حلفتُ بربِ النَافرينَ إلى (مُنى) |
عَشِيَّةَ (جمعٍ) والبِطاحُ تمورُ |
لأنتَ رعاكَ اللهُ سيدُ أمةٍ |
لك الحُبُّ منها والجزاءُ شُكورُ |
ولو أنَّ قلباً كشَّفَ الوجدُ سِترَهُ |
لأفضتْ قلوبٌ بالهَوى وسُتُورُ |
تَروحُ إذا أنجدتَ وهي هَواتفٌ |
وتَغدو إذا أتْهمتَ وهي طُيورُ |
وحسبُكَ مني أبُثَّكَ شَجوَها |
وما الشعرُ إلا حيثُ فاضَ شُعورُ |
* * * |
أمولاي أنَّ الكيدَ في نَحر أهلِهِ |
وكلُّ غَويِّ بالنكالِ عَثُورُ |
ومَن يكنِ الشيطانُ مَهبِطَ وحيِهِ |
فما هو إلا جَاحِدٌ وكَفورٌ |
ومن يخذِل الرَّحمنُ لا شكَّ فاشلٌ |
وغايتُهُ في الغَابرينَ (سَعيرُ) |
ومن يُضلِل اللهُ الذي هو ربُّه |
فهيهاتِ يَهديه سِواهُ مُجيرُ |
ومن تكن الأهواءُ حَشوَ إهابِهِ |
فدائرةُ السَوآى عَليه تَدُورُ |
ومن ظنَّ أنَّ اليومَ كالأمس شأنُهُ |
فما هو إلاَّ خَاسيءٌ وحَسيرُ |
ومن لم تَعِظْهُ الحادثاتُ فما له |
من اللهِ إلا شَفرةً وشَفيرُ |
له منك حُكمُ اللهُِ ماشاءَ سُمتهُ |
قِصاصاً وويلٌ بعدَه وثُبُورُ |
نعوذُ بِربِّ الناسِ من كُلِّ فَاتِنٍ |
ومن كُلِّ مَفتُونٍ وفيه غُرورُ |
وهل يستوي (عرشٌ) بنى اللهُ صَرحَهُ |
ووهمٌ بأجواءِ الخيالِ يَطيرُ |
وهل يستوي العصرانِ عصرٌ مُشعوذٌ |
وعصرٌ على ضَوءِ الكِتاب يسيرُ |
* * * |
ألا إنَّه البُهتانُ والسُّخفُ والهَوى |
وكلُّ امْرىءٍ مِنَّا عليه نَكيرُ |
* * * |
أرى الخَلقَ كلَّ الخَلقِ شَرقاً ومَغرباً |
يُعيدونَ ما أُبدى وأنت خَبيرُ |
ولو شئتَ لم أبرحْ مَدى الدهرِّ موقفي |
أُرتِّل فيك الشُكر وهو وَفيرُ |
وأنظِمُ ما يَعيَ البيانُ بوصفِهِ |
عُقوداً ولو أنَّ السماءَ بُحُورُ |
على أنني أدعو لك اللهَ مُخلصاً |
وأنت بما أدعُوه فيك جَديرُ |
فلا بَرَحتْ فيك الأماني عظيمةً |
تهاوى (سُعوداً) ما أنافَ ثَبيرُ |
ولا زلتَ للدُّنيا وللدينِ مَوئِلاً |
ونهجُك مأمونٌ وعصرُك نُورُ |