هنيئاً بالقُدوم وبالزفافِ |
وأهلاً بالبُطولةِ والعَفافِ |
عَجِلتُ إليكَ (عبدَ اللهِ) أشدو |
بقلبٍ خافقٍ بالحُبَّ طافِ |
ملأتَ فراغَهُ وحللتَ فيه |
كماءِ المُزن في الجَدبِ الجَّفافِ |
فمهما لاحَ بدرُكَ شعَّ فيه |
وأنَّى كنتَ فهو إليك هَافِ |
إذا استدعيتَه لبّى اشتياقاً |
ورفرفَ فوقَ أجنحةِ الشِّغافِ |
وحيَّا فيكَ آمالاً كِباراً |
أراها اليومَ دانيةَ القِطافِ |
تَهُبُّ بِها النَّسائمُ فهي رَوضٌ |
تأرَّجَ زهرُهُ حولَ الضِفافِ |
لها ألَقٌ من التَّاريخِ ضَاحٍ |
ونبعٌ من هُدى الإسلامِ صَافِ |
* * * |
تَمثَّلَ فيك مَجدُ أبيكَ حتى |
تهلَّلَ في المَدائنِ والفَيافي |
تُحلِقُ فيه أخيلةُ المعاني |
وتبتدرُ القوادِمُ والخَوافي |
وتستبقُ العصورُ إليه فَخراً |
وترمِقُهُ العُيونُ على اشتِغافِ |
وتمشي خَلفَهُ الأجيالُ صَفاً |
كما اكتظَّ الحَجيجُ على المَطافِ |
* * * |
فأنتَ الذي نِيطتْ إليهِ |
قلوبُ الشَّعبِ في نَشوى السُّلافِ |
إذا ذُكرَ اسمُهُ ابتهجتْ ورنَّتْ |
به الأصداءُ تُمعنُ في الهتافِ |
تُضيءُ به الشُّموسُ على اتِّساقٍ |
وتهواه النفوسُ على ائتلافِ |
سليلُ العزَّ من عَليا مَعَدَّ |
أُساةِ الكَلْمِ ألويةِ الثقافِ |
وأنت حفيدُ من نَفنى ليبقى |
طويلِ العُمر ملجأ كُلَّ عَافِ |
(أبو الأشبالِ) مِعقلُنا المُفَدَّى |
وكعبةُ كلِّ عَدلٍ وانتصافِ |
مُجيرُ العُربِ من كَيدِ اللَّيالي |
ومكرِ السُّوءِ مِن بَادٍ وخَافِ |
رعاهُ اللهُ مِن مَلِكٍ عَظيمٍ |
ووطدَّ عَرشَهُ العالي المنَافِ |
وقادَ بِهِ من الأملِ المُرَجَّى |
نَواحي الخيرِ والحظِ المُوافي |
* * * |
فعشْ بالشُّكرِ في نَعماءِ تاجٍ |
له ظِلٍّ على الآفاقِ ضافِ |
تُشايِعُكَ المَطالِعُ بالأماني |
وتَلهجُ فيك بالحَمدِ القَوافي |