يا قادماً - ويدُ الرَّحمنِ تَكلَؤهُ |
والشعبُ يَرمِقهُ والعينُ والأُذُنُ |
ويا ابنَ من لو هَتفنا باسمِهِ شَرفاً |
تلفَّتَ الدهرُ - عُجباً - وهو مُفتَتَنُ |
ويا أخا كلِّ مَنصورٍ (بفيلقِهِ) |
بك (الحِجازُ) تهادى وازدهى (اليَمنُ) |
إني شهدتُك في (صَنعاءَ) من أممٍ |
حيثُ المكارمُ في أكنافِها سَننُ |
وبين بُرديكَ من (عبدِ العزيزِ) فتىً |
تَميدُ من حَولِهِ الدُّنيا ويَتَّزِنُ |
* * * |
بلغتَها وهي نَشوى أن تَراك بها |
وفي رُباها لِمن يَهفو لها سَكنُ |
فبادلتْكَ سُلافَ الودِّ صَافيةً |
كؤوسُهُ وهو في الأعماقِ مُكتَمَنُ |
واليومَ ترنو بك لك الأبصارِ خَاشِعةً |
(والدينُ) (والمجدُ) (والتاريخُ) والوطنُ |
رفَّتْ عليك ولمَّا تَدرِ أفئدةٌ |
تكادُ من وَجدِها تَجري بها السُّفنُ |
ظلَّتْ تُواكبُ سِيفَ البَحرِ حَائمةً |
من اليَمامةِ حتى استبشرتْ عدنُ |
ترودُ فيك (الرِّياضَ الحوَّ) خافِقةً |
وفي يمينِكَ من أعْرَافِها رَسَنُ |
فلم تَغِبْ عن قُلوبٍ في جوانحِها |
حَللتَ مُنذُ تجلى وجهُكَ الحَسَنُ |
* * * |
فاستنطقِ الأفقَ يشهدْ أنَّها انطلقتْ |
وكلُّها لَك في أسرارِها مِننُ |
وانظر إلى أمةٍ خفَّتْ إليك ضُحىً |
كأنك الشمسُ في أعقابِها الزَّمنِ |
مشتْ إليك بها الأرواحُ شاديةٌ |
كأنَّما هي طيرٌ شاقَهُ الفَننُ |
ودَّتْ لو أنَّك تَجزيها بما احتملتْ |
فيك (الإقامةَ) مما شفَّهَا (الظَعْنُ) |
وقدْ وعدتَ فأنجزْ فيك مأمَلُهَا |
فما لِوعدِكَ مهما سُمتَهُ ثَمنُ |
واسكبْ عليها ضياءً منك تَقَبِسُه |
حتى تفيضَ به الأرجاءُ والمُدنُ |
واقبل تَهانئنَا كالروضِ رقَّ به |
حُبُّ الغَمامِ فراقَ الزهرُ والغُصْنُ |
* * * |
وابلغْ مَلاذَ بني عَدنانَ قَاطبةً |
تحيةً مِلؤها الإخلاصُ والشَّجنُ |
تأرجَّتْ بعبيرِ الشَوقِ عَابِقةً |
بها الشَّواطِىء (والداراتُ) والقننُ |
تُزجي من الشوقِ آياتٍ مُرتَّلةً |
كما صَفا الطَّلُ وانهلَّتْ به المُزُنُ |
وقل هنالِك في "أمِّ القُرى" شَغَفٌ |
هَيهاتَ يَحكي مَدى استشرافِهِ (حَضنُ) |
تَنَافسَ القومُ فيه واستووْا فِرقاً |
كما استوى في هَواك السِرُّ والعَلَنُ |
لا زلتْ ترفَلُ في النَّعماءِ وارفهْ |
ظِلالُها وبك التَّوفيقُ مُقتَرِنُ |