حملتْ شجَوَكَ القلوبُ اللَّواهِفْ |
وشدتْ فيك بالثَّناءِ الهَواتِفْ |
ومشى الشعبُ لاجتلائِك طُرّاً |
في صُفوفٍ كأنما الجيشُ زَاحِفْ |
في شعورٍ كأنَّه البَحرُ مَداً |
أو أياديك من تَليدٍ وطارفْ |
مستفيضٌ كأنَّما هو بَدرُ |
من مُحيَّاكَ مُشرقٌ في المُشارِفْ |
أكبرَتْه (أمُّ العَواصِمِ) في الأر |
ضِ وأعيا بيانُه كلَّ واصِفُ |
وروتْه الأنباءُ لَحناَّ شَجيّاً |
في تَرانيم دونَهُنَّ المَعازِفْ |
هو نبضُ الحياةِ تلمسُ فيه |
يَقظةَ الرَّوحِ من وَراءِ الشَراسِفْ |
زاد باللَّهِ قُوةً وسَلاماً |
وأمدَّتْهُ باليقينِ (المَصاحفْ) |
أيها (الفَيصلُ) الذي بك تَزهو |
أمةٌ فيك مُثِلَتْ في المَواقفْ |
قد رأيناكَ في الكِفَاحِ مَهَيباً |
عَبقريَّ الفؤادِ جَمَّ المَهادِفْ |
وشهِدنَاكَ والوفودُ جميعاً |
في اعتصامٍ باللَّهِ والخَصْمُ وَاجِفْ |
يُلقفُ الإفكَ من حديثِك سحرٌ |
يُومضُ الحقّ كالبُروقِ الخَواطِفُ |
* * * |
ولَكم طافتِ المَواكبُ تَترى |
(بجهازِ الأثيرِ) والجوُّ عَاصِفْ |
مُصغياتٍ إليك والنطقُ همسُ |
حَائماتٍ عليك والطيرُ عَاكفْ |
من شُجونٍ مُثيرةٍ وشُؤونٍ |
كالأواذيِّ والسيولِ الجَوارِفْ |
لم يشُبْهَا كزعمِ (صُهيونَ) زَيْغٌ |
أو ضلالٌ كما يُذِيعُونَ زَائِفْ |
فإذا النَهجُ واضحٌ والأماني |
دانياتُ والقطوفِ رغْمَ الزَّعانِفْ |
وإذا الجِسرُ جسرُهمْ في انهيارٍ |
وإذا الوَعدُ (وَعدُ بلفوَر) خَاسِفْ |
وإذا القومُ في اللَّجَاجَةِ صَرعى |
بين مُستعبرٍ وآخرَ آسِفْ |
يَنسجونَ البيوتَ من عَنكبوتٍ |
في عَرينِ الأُسودِ يا للسَّلاحِفْ |
بئسمَا استهدفوا لهُ من نِضالٍ |
ونَكَالٍ كأنَّهُ الصَّعقُ رَاجفْ |
تتنزى الليُوثُ فيه دِفاعاً |
عن حِماهاَ وتستبدُّ المَراهِفْ |
* * * |
يا ابنَ من أنت سِرُّهُ في المَعالي |
وأخا المَجدِ والكُماةِ الغَطارفْ |
شاقَنا فيك من مَعانيكَ روضُ |
أنت فيه الأريجُ والغيثُ واكفْ |
لو تَراءى شُعاعُهُ في القَوافي |
لأضأتْ به الشُّمُوسُ الكَواسِفْ |
واستفاضتْ به الجَوانِحُ بِشراً |
تتهادى به إليك العَواطِفْ |
ولو أنَّ الجمادَ يَنطِقُ حُباً |
لاستهلتْ بما تُجنُّ الصَّحائِفْ |
فاهْنَ بالأوبةِ السَّعيدةِ واحلُلْ |
كحُولِ الأمانِ بعدَ المَخاوِفْ |
وأجِرْنَا من الفِراقِ فإِنَّا |
لم نَزلْ منه في جَوىً متكاتِفْ |
وأشِعْ من سَناكَ في كُلَّ قلبٍ |
بهجةً ظِلُّهَا بلُقياكَ وَارفْ |
ولك الشكرُ يا ابنَ (خيرِ مُفدى) |
عن مَساعيكَ كُلَّما طافَ (طَائِفْ) |