| أبى اللهُ إلا أن يُتِمَّ ضِياءَهُ |
| ويرفعَ للدّينِ الحنيفِ لِواءَهُ |
| ويحفظَ في (عبدِ العزيزِ) وشبلِهِ |
| على رغمِ كيدِ الخائنينَ بِناءَهُ |
| فإن عَظُمتْ يومُ (الإفاضةِ) كُربةٌ |
| وخفَّ لها "التوحيدُ" يَحمي ذِماءَهُ |
| ورُوِّعَ فيه "المسلمونَ" جميعُهمْ |
| "بثالثةٍ" كادتْ تُريقُ دِماءِهُ |
| فقد لَطَف اللهُ العزيزُ بعبدِهِ |
| وأنفَذَ في قلب العدوِّ قضَاءهُ |
| وكَمَّلَ حَجَّ "المؤمنينَ" وصَانَهمْ |
| من الشرَّ واستبقى عليهم هَناءَهُ |
| وراحوا وقد نجَّى الإلهُ "وَلِيَّهُ" |
| يُطِيلُون بالشُّكر الصَّميمِ نِدَاءهُ |
| وقد وعدَ اللهُ المُطيعَ بنصرِهِ |
| وخوّلهُ أجرَ التُّقى وحِباءهُ |
| ودافعَ عنه "بالكتابِ" ولم يزلْ |
| يُحقِّقُ للإِسلام فيه رَجَاءَهُ |
| وأقسمَ لو أنَّ "الأخاشِبَ" زُلزِلتْ |
| ومادَ "ثبيرُ" أو شهِدنا انكفاءَهُ |
| لما كان من تأثيرِهِ في قُلوبِنَا |
| كرجفةِ غاوٍ قد فريتَ حَشاءهُ |
| فقرّتْ بما استُلهِمتَ أركانُ بيتِهِ |
| وقد كادَ يعدو للقصاصِ وراءهُ |
| ولو أننا نهوي إلى اللهِ سُجّداً |
| مَدى الدَّهرِ لم نؤدِ ثناءَهُ |
| فقد سَلِمتْ فيك "الجزيرةُ" كلُّها |
| "ودينُ الهُدى" منذُ استجبتَ دُعاءهُ |
| * * * |
| وما كان إلا وحيُ إبليسَ وحدَهُ |
| ولكنَّهُ لاقى الذي قَدْ أساءهُ |
| وفي "سَقَرٍ" مثوى الغرورِ مُخلداً |
| وسوفَ يُوفى بالغَداةِ جَزاءهُ |
| * * * |
| وكم حدثٍ يبدو لأولِ وهلةٍ |
| كريهاً ويجلو اللهُ فيك صَفاءهُ |
| وأكبرُ نُعمى أسبغَ اللهِ فضلَها |
| نجاتُك فاهنأ قد كُفيتَ بَلاءهُ |
| وأمنُ (وفودِ اللهِ) طُراً وبِشرُهمْ |
| على عَكسِ ما ظنَّ العَدوُّ وشَاءهُ |
| أتموا بفضلِ اللهِ حجَّةَ فرضِهِم |
| على خيرِ حالٍ قد حَمدنا انقِضاءهُ |
| وباتوا قريري العينِ إذ كنتَ سَالماً |
| وكُلُّ امرىٍ منهم يَراكَ وقاءهُ |
| * * * |
| فنحمَدُهُ حمدَ الذين أجارَهمْ |
| من السُّوءِ حَمداً يستديمُ رضاءهُ |
| ونشكرُهُ شُكراً يَليقُ بلُطفِهِ |
| ويملأُ طوعاً أرضَه وسماءَهُ |
| * * * |
| ولو عَلِمَ الأشرارُ قدرَكَ رهبةً |
| وما هي عُقبى ما استخاروا شقاءُه |
| وأنَّك راعِ دونَك (العُربُ) أُمةً |
| يهونُ عليها أن تبيدَ فداءهُ |
| لَما سبقتْ منهم إِليك مكيدةٌ |
| أحسَّ لديها كلُّ قلبٍ فَناءهُ |
| فعشْ سالماً في حفظِ ربِّكَ هَانئاً |
| تُيمْمُ من قصدِ السبيل سواءهُ |
| ويكلؤكَ المولى العظيمُ لدينِهِ |
| لتبعثَ فيه عِزَّهُ ومَضَاءهُ |
| وألهمكَ التوفيقَ في كُلَِّ موقف |
| بأنَّكَ تَنوي نُصحَهُ وولاءهُ |