| هو النصرُ فاهنأ بالفُتوح المُتَمَّمِ |
| وقطعِ نياط ِالشَّرِ بالحزمِ واقدمِ |
| وما نلتهُ لولا اعتصامُك بالتُّقى |
| على كلِّ خَصمٍ من خُصومِكَ مُرغَم |
| فإن مادت الأرض الفضاء بميدها |
| عشية أمس بالخميس العرمرم |
| ودانَ بها (العَرشي) بعد ازوِرَارِهِ |
| وباتَ أسيراً في ظِلالِ المُخيَّمِ |
| ورفَّتْ على نَجرانَ ألويةُ الهُدى |
| وحاطتْ بها الأَبطالُ من كُلِّ مَقرِم |
| فليس وراءها من يُطيقُ بَلأَهَا |
| وليس سِواها عن لُقاكَ بمعُعصمِ |
| فأين ومن أين النجاحُ لِناكثٍ |
| يُطيل مَطَالَ العَودِ بين تَغمغُمِ |
| أيلعبُ بالنارِ الأخيرُ وقد رأى |
| جماجمَ صَرعَاهَا بكُلَِّ مقدمِ |
| أما كان فيمن قد مَضى بعضُ عبرةٍ |
| ولكنَّه أمرُ القَضاءِ المُحتَّم |
| (يُذكَّرُني حاميم والسيفُ مُصْلَتٌ) |
| (فهلا تَلا حَاميمَ قبلَ التقدُّمِ) |
| فيا ليتَه لو أمسكَ الحِقد وانطوى |
| على الودِّ واستشرى على المُعتشمِ |
| أيُسلِمُها (تِسعاً) ويبغي تَوسُّعاً |
| على كاهلِ الإخوان حولَ (المَوسِمِ) |
| ويُشعِلُها بين (الجزيرةِ) فتنةً |
| يَلَذُ بها في حُلمِهِ المُترسمِ |
| ويغفلُ عما حَباهُ أخو الحِجا |
| غداةً لظى (عروٍ) ويوم (المحكمِ) |
| ويَجزَيهُ البًغضاءَ من غيرِ مُوجبٍ |
| سوى أنَّه أغراهُ حلمُ (المُعظَّمِ) |
| فيا ليتَ (يحيى) لم يفتهُ رشادهُ |
| ولم يعدُهُ التوفيقُ في در مَغرمِ |
| ويا ليتَ (يحيى) لم يَخِفَّ بحُملهِ |
| قصيرِ مجالِ الطرفِ ذاكي التَضَرُّمِ |
| أيطمعُ فيما يستحيلُ بلوغَه |
| ويُوحشُ قلبَ النَّاصح المُتلومِ |
| ويغمِزُنا في كُلِّ حينٍ بنعرَةٍ |
| هي الجهلُ لولا حكمةُ المُتحلِّمِ |
| فما كان أحرى بالكياسةِ مثله |
| ولا سيما في مثل هذا التقَحُّمِ |
| * * * |
| أزاغ فلما لم يَجِدْ غيرَ خيبةٍ |
| أعادَ وأبدى في الوِفاقِ المُهدَّمِ |
| فهلا استعادَ الشرَّ قبل حُلولهِ |
| ولم يجتنبْهُ لاتَ ساعة مَندمِ |
| وما شاءَ إلا ما نُريدُ فربَّما |
| أطلَّ من المكروه خيرٌ لٍمُلْهَمِ |
| يقولون لا نبغي الشِقاقَ ذريعةً |
| فكيف وهذا من هَوى المُتحكمِ |
| أفي الحقِّ أنْ نَبلى وتبقى غُوايةٌ |
| ونحنُ أسودُ الحَربِ من كُلِّ مَجثمِ |
| أيلمَسُنا الشرُّ القصيُّ وعندنا |
| أو أذى جندٍ كالربابِ المُركمِ |
| فما بالَنا واللهُ بالغُ أمرِهِ |
| نبالغُ في ذِكرى الإخاءِ المُحطَّمِ |
| لقد كان مِنَّا ما تَقَرُّ لأَجلِهِ |
| عُيونُ بني الإسلام رغمَ التَّجشُّمِ |
| وكنا كَما يرضى الإلهُ ولم نَزلْ |
| إلى السَّلمِ ندعو كُلَّ سَمعٍ مُصمَّمِ |
| وكنا نودُّ الدهر حِلفاً مُدَّعماً |
| تَخِرُ له بالبأسِ هُضبُ يَلملم |
| فما رامَه من راحَ يُضمرُ غِلَّهُ |
| وأيأسَنا من وصلِهِ بالتَّهجُّم |
| فمِلنا عليه مُصلتينَ سيوفَنَا |
| لِيعلمَ عُقبى الخَادعِ المُتَظلِّمِ |
| كذلك كُنَّا كُلَّمَا عقَّ عَائِقٌ |
| أفاءَ إلى البَرِ المُخضبِ بالدمِ |
| (ومن يعصَ أطرافَ الزُّجاجِ فإنَّه |
| يطيعُ العوالي ركبت كل لهذمِ) |
| (ومن لمْ يذدْ عن حوضه بسلاحهِ |
| يُهدَّمْ ومن لا يَظلمِ الناسَ يُظلمِ) |
| وللهِ فيما شاءه فضلُ نعمةٍ |
| و (وحدةُ) شعبٍ بالصُّروفِ مُقسمِ |
| * * * |
| أيحفظ من (عبدِالعزيزِ) فؤاده |
| ويدعو صِنواً بعد سوءِ توهمِ |
| لئن عادَ بالحسنى إلى ما يُعيدهُ |
| فذلك خيرٌ من كِفاحٍ مُذممِ |
| وإن كانتِ الأخرى ولسنا نُريدُها |
| فبالله نلقى كلَّ نصرٍ ومَغنَمِ |
| وإن التهاني بالأماني دوانياً |
| كما اشتبكت بالرِّسغِ أوشاجُ مِعْصَمِ |
| ولن يبخس الإنصافَ من كان هَمُّه |
| صَلاحاً وسَلماً بالدَّليلِ المُسلَّمِ |