| أجل هذه نجدُ شاقَكَ الرَّندُ |
| وهبَّتْ صباها فاستقرَّ بك الوَجدُ |
| بلادُ أُباةِ الضيَّمِ هذي (رياضُها) |
| وهذا (وليُّ العَهْدِ) يسمو له الوفدُ |
| وثَمَّةَ من حُورِ الأماني وعينِها |
| مباهجُ لا يدنو إلى حَصرِها العَدُّ |
| أطلتْ فما الطلُّ المرقرقُ في الضُّحى |
| يُحاكي صَفاهَا في الغُصونِ إذا تَبْدُو |
| ولا الزَّهرُ من أكمامِهِ متفتِّقاً |
| كمثلِ الرجاءِ الغضَّ يَبعثُهُ الودُّ |
| فكم حدَّثتني عن هَواه وطيبهِ |
| خرائدُ رَقَّتْ فاستُرقَّت بها الأُسدُ |
| وكم قاصراتُ الطَّرفِ في جَنَباتِها |
| أراشتْ سِهامَ اللَّحظِ إذ دأبُها العَمْدُ |
| وكم ساجعاتُ الأيْكِ في عَذَباتِها |
| أثارتْ شُجُونِي فهي في إِثرها تَشدو |
| وكم في رُباها من كُماةٍ أشاوسٍ |
| تصولُ بهم بِيضٌ وتعدو بهم جُرْدُ |
| ألا إنما يَهفُو إليها أخو جَوَى |
| يهيمُ بها مُنذُ استقل به المَهدُ |
| وما ولَّهني في هواها ظِباؤُها |
| ولا الخفراتُ البِيضُ والفَاحمُ الجعدُ |
| ولكنني قد همِتُ فيها لأنَّهَا |
| مَباءةُ شرعِ اللهِ والكوكبُ الفردُ |
| تمثّلتُ فيها عِزَّةَ الدِّينِ والتُّقى |
| وما فَرضَ القُرآنُ أو أبرمَ المَجد |
| فأنشدتُ والإِيمانُ ملءُ جوانحي |
| مُغلغلةً ما إِن يضلُّ لها قصدُ |
| * * * |
| قدمنا فأفضينا إلى مُتَطوِّل |
| مَطلعهُ نُورٌ وأعمالُهُ رُشدُ |
| وناهيك من (عبدِالعزيزِ) (سُعودُهُ) |
| فذاك لنا فخرٌ وهذا لنا سَعْدُ |
| أتيناك من الحجازِ (ببيعةٍ) |
| توطَّدَ فيها الأمرُ واستحكَمَ (العَهدُ) |
| تكادُ إذا ما استُنطِقتْ عن سطورِها |
| تُجاوبُ بالإخلاص لو أمكنَ الرَّدُ |
| وقد حمَّلتْنَا أُمَّةٌ في ربوعِهِ |
| أمانَتَها الكُبرى وفي طَيِّها حَشدُ |
| ولولا عظيمُ الشَّعبِ لم يرضَ سيرهُ |
| جميعاً لقادك البكور إذن يعدو |
| نعم إنَّ هذا الحُبَّ يغمُرُ قلبَه |
| وفي الحقِّ أنَّ الحُبَّ معنًى هو الحَمدُ |
| وهل في نزارٍ أو مَعَدٍ بأسرِها |
| كمن هُو في أجسامِها الرُّوحُ والكَبْدُ |
| تَخَيّرَهُ الرحمنُ فيها (مُتوجاً) |
| وآفاقُها بالجور تشكو وتربدُّ |
| فأنقذَهَا من ديَّها بدوائِهِ |
| فزالَ وشيكاً واستطاعَ له الجدُّ |
| فذلك فضلُ اللهِ يؤتيه مَن يشا |
| فسبحانَه القدُّوس ليس له نِدُّ |
| وشتانَ من يُبقي الحياةَ للذةٍ |
| ومن همُّهُ فيها تُجاذِبُهُ (الخُلدُ) |
| عقيدةُ من لو شاء قَبَّلَ ردنَه |
| أفانينُ يستهوي العقولَ بها الكيدُ |
| تورَّعَ عنها بالإلهِ فصانَهُ |
| وصيَّرَهُ فوقَ (العُروشِ) هو الطَّودُ |
| فلا بَدَع أنْ تَفديهِ كلُّ نفوسِنا |
| وإن جاءَه التوفيقُ والحلُّ والعقدُ |
| أمولاي فاقبَلْ بيعةً من خِيارِنا |
| فأنت لها المأمولُ والبطلُ الوردُ |
| وأنت (سعودٌ) للجزيرةِ طالعٌ |
| وذلك اسمٌ قد تَسمى به (الجدُّ) |
| نهنيكمُ بالأمرِ أَنتمُ بُناتُهُ |
| وكلُّ بني عدنانَ من حولِكمْ جُندُ |
| وعاش (الإمام العَدلُ) ثُمَّ (وليُّهُ) |
| و (فيصلُك) المَحبوبُ إذ يُنظَمُ (العِقدُ) |
| ويحيا (بنو عبدِ العزيزِ) كوكباً |
| تُنيرُ سماءَ العُربِ ما أنجبتْ نَجدُ |
| ويحيا الذي أضحى لعينيك قُرةً |
| ربيبُ المعالي بين أعطافِهَا (فَهدُ) |
| وعاش الطوالُ الشُُّمُ من (آلِ مِقرنٍ) |
| وأحفادُهم مَهما تمادى بنا العَدُّ |
| وصل إلهي ماتَألَّق بارقٌ |
| على (المُصطفى المُختارِ) أو جَلجلَ الرَّعدُ |