هتفَ (العبُ) بلُقياكَ وباحَ |
وشدا بالحَمدِ والشَدْوِ المُباحُ |
ومشى نَحوكَ شَوقاً إنَّما |
(يَحمدُ القومُ السُرى عندَ الصباحْ) |
ولكم أمضى ليالي مضضٍ |
منذُ وليتَ وأعلنتَ الكفاحْ |
كُلمَا مرتْ به ريحُ الصَّبَا |
ودَّ لو كان عَليها ذا جناحْ |
فيشقُّ الجَو من فرطِ الجوَّى |
ويجوبُ السُّحبَ أو يطوي الرياحْ |
هائماً عزَّ عليه أن ترى |
قائماّ بين صِعادٍ وصِفاحْ |
ولقد يُغنيك فيما شئتَه |
لفظةٌ تُطلقُ أو خَطٌ يُراحْ |
وشبابٌ قد غدتْهُمْ دَرَّهَا |
غُولةُ الحربِ وهم شَاكو السِّلاحْ |
وكهولٌ قد تباهتْ بِهِمُ |
خبرةُ الدهرِ إِلى أقصى الطَّماحْ |
وبلادُ اللَّهِ ما بين (الحَسا) |
وحِمى (الجوفِ) ومستنَّ البِطاحْ |
كُلُّها تفديِكَ بالروحِ ولو |
قُدتَها للموتِ ما استعصى الجِماحْ |
أُشرِبتْ ودَّكَ حتى آدَهَا |
حَملُهُ فاستعبرتْ يومَ البراحْ |
وقضتْ في البُعدِ ظرفاً قاسياً |
تَرقُبُ البُشرى وتدعو بالنجاحْ |
وحديثُ القومِ أيَّانَ جَرى |
كان فيه لك آمالٌ فِساحْ |
ولقد يشهدُ قلبي وفمي |
أنَّكَ الميمونُ مَغذًى ومَراحْ |
وإِذا اللَّهُ تولى عبدَهُ |
بالهُدى أصبحَ مضمونَ الرَّباحْ |
* * * |
صدقَ اللَّهُ فأمضى وعدهُ |
بانتصارٍ وانتصافٍ وانتصاحْ |
وانطفتْ نارٌ تلظَّتْ زمناً |
وبدا عهدُ التَّصافي والسَّماحْ |
فهنيئاً لك بالفَوزِ الذي |
نِلتَه ما بين شطآنِ الرَّماحْ |
أنْ أَقلْتَ العُربَ من عثرَتِها |
ورأيتَ الصَّدعَ فيها والجِراحْ |
ونزعتَ الغِلَّ من أفئدةٍ |
عششتْ فيها غرابينُ النُّواحْ |
ووأدتَ الشرَّ في تُربتِهِ |
حيث لا ينجُمُ يوماً بلَّقاحْ |
فلقد كنتَ ولا زلتَ لنا |
مَصدرَ الفخرِ ويُنبوعَ الفلاحْ |
* * * |
يا بلادَ (العُربِ) قَري وانْعَمي |
ولتعيشي في أمانٍ وارتياحْ |
قرةُ العينِ بما ترجينَه |
من سُعودٍ وصُمودٍ وصَلاحْ |
واذكري أيامَكِ اللاتي مضتْ |
إنَّ ذِكرى المجدِ (للبانينَ) راحْ |
أنت مهدُ الدينِ والعلمِ الذي |
بهرَ العالمَ واستخذى الوقاحْ |
فهلمي وابعثي كنزَ العُلى |
إننا للعِزِ مَطلقوا السَّراحْ |
وبنفسي كلُّ معنًى رائقٍ |
عاطرِ الأنفاسِ في نورِ الأَقاحْ |
لم يُطعمني اللفظ في تحبيرِهِ |
ولو أن الفكرَ (قاموسُ الصِحاحْ) |
ربما قد عاقني بعضُ الذي |
من جلالِ المُلكِ ينتابُ الفِصاحْ |
* * * |
ليتَ أقوامي الأُلى قدْ سَلفوا |
شهِدوا هذا المَلِيكَ المستماحْ |
لو رأى الفاروقُ أَو صاحبُه |
عصرَك الممتازَ قالا وامَراحْ |
هكذا الدِينُ مع الدنيا إذا |
جُمعا فالسَّعدُ للمُلكِ وِشاحْ |
أيدَّ اللَّهُ بكم حُجَّتَهُ |
بعدَ أن كادَ حِماها يُستباحْ |
فهَديتُم كُلَّ من ضلَّ بها |
وبذلتُمْ كأسَها حين التياحْ |
ونشرتُم نورَها بين المَلا |
ولقد كان قريباً غيرَ ضَاحْ |
(عاهلَ العُربِ) لَعَمري أنني |
صادقُ اللهجةِ لا أخشى جُناحْ |
لستُ في مدحيْك أبغي زُلفةً |
غيرَ أني أُعلنَ الحقَ الصُّراحْ |
أيّ مجدٍ فوقَ ما أوتيتَه |
ذلك الفضلُ من اللَّهِ يُتاح |