لاَحَ بدرُ (الأمير) بعدَ احتجابِهِ |
فاستطَبنَا المُثولَ بين رِحابِهِ |
فاشهدِ القومَ يُهرعونَ إِليه |
خَاشعي الطرْفِ حُرمةً لِجنَابِه |
كلُّ قلبٍ تغلغلَ الحبُّ فيه |
لابن من دانتِ العُلى لِحِرابهِ |
شرفٌ باذخٌ وعزٌّ مَكينٌ |
ولِواءٌ يموجُ فوقَ قِبابِه |
سابقٌ في الفَخَارِ يتلو علينا |
آيةَ النصرِ والحِجى من كِتابِه |
نابَ عن (عاهلِ الجزيرةِ) فينا |
فجرى العدلُ بيننا في نصابِه |
واستتبَّ الأمانُ في كُلَّ صَوبٍ |
وأصابَ الجُناةَ سَوطُ عذابِه |
فإذا الناسُ في نعيمٍ مُقيمٍ |
وإذا العيشُ ناضرٌ باحتسابِه |
* * * |
هذه نعمةُ الحياةِ وهذا |
(قُرةُ الشَّعبِ) سرَّنا بإِيابِه |
وبنجدٍ بشائرٌ وانتقامٌ |
من فريقٍ عتا عن أُسدِ غابِه |
قد بغى فتنةً وعاثَ فساداً |
فهوى عِبرةً بشؤم غُرابه |
قُطعتْ منهُمُ الرَّقابُ وباتتْ |
هامُهُمْ في الرَّغامِ رهنَ التهابِه |
لم يُعذْهُمْ عقيدُهُمْ بل أَحاطتْ |
بهم النارُ فاصطَلَوْا بسرابه |
ويلَهم أين هُمْ من جُيوشٍ |
هي كالبحرِ في اصطخابِ عُبابه |
خافقاتِ البنودِ حامتْ عليها |
زُمَرُ الطيرِ تحت ظِلِ عُقابه |
تخِذوا العفوَ جُنَّةً فاستطالوا |
واستمرَّ الخوؤونُ في أشغابهِ |
وأتاهُ النذيرُ فازدادَ غياً |
وطوى كَشَحَهُ إِلى أحزَابه |
وانتحى بالعَراءِ يضمُرُ شراً |
ويعضُّ السَّخالَ طوراً بِنَابِه |
وإذا اللَّهُ قد أرادَ بقومٍ |
أيّ سُوءٍ فلا مُردّ لبابه |
هبلتهُمْ ثواكلُ الموتِ هلاً |
آثروا الرُّشدَ وانثنوا لِصوابه |
ضلَّ عنهم شعورُهم وتولوْا |
وكذاك الشقيُّ طوعَ تَبابهِ |
* * * |
أَذِنَ اللَّهُ بالسُّعودِ وعهدٍ |
بدَّدَ النحسَ نورُه بِشِهابِه |
إيهِ (عبدَ العزيزِ) لولاك فاضتْ |
مِحَنُ الويلِ واغْتَصصنَا بِصَابِه |
فلقذ سُدتَ بالشريعةِ حقاً |
وبك الدينُ قد زهى بشبابِه |
لا الأُلى أظهروا الخِداعَ وراحوا |
يُوفِضُونَ السُّرى إلى أسبابِه |
فتمكنتَ من (رؤوسِ الأَفاعي) |
وفصلتَ الدويشَ
(2)
عن أذنابِه |
طَهَّرْتَ منهمُ (الجزيرةَ) حتى |
أمِنَ الظبيُ من صِيالِ ذِئابِه |
ومضوْا في الأَسارِ أنضاءَ حربٍ |
كلُّ قِرمٍ مُصفَّدٌ في ثِيابه |
يتمنونَ للنَّجاةِ سبيلاً |
بعدَ أنْ كدَّروا الصَّفا في إِهابه |
هُدِمتْ دورُهُمْ فأمستْ خَلاءً |
وأناخَ البِلى على أعقابه |
فابقَ للدِينِ والعروبةِ رَدءاً |
نافذَ الأمرِ بالعِدى غيرَ آبِه |
ظنُّك الخيرَ بالإِلهِ وهذي |
معجزاتٌ تبقى مَدى أحقابِه |
وبك الشعبُ بالغٌ ما تمنى |
(وحدةً) تُومِضُ السَنَا بشِعَابِه |
ولك اللَّهُ ناصرٌ ومعينٌ |
أين يمَّمتَ فائزاً بثوابِه |
* * * |
يا ابنَ عبدِ العزيزِ فاهنأ بنصرٍ |
جَلَّ فامتدَّ عارضٌ بِسحَابِه |
ثم لا زالتَ دائماً في سُرورٍ |
تحتسي النَّصْرَ من سُلافِ شَرابِه |