سابَقوا الريحَ في هواكَ اشتياقا |
فاحتسينا السُّعودَ كأساً دِهَاقاً |
قد بلونَاك في (الَواقِف) ليثاً |
وَارِيَّ الزندِ فاتكاً شفَّاقا |
وشهِدنَاكَ في العَوارِفِ غيثاً |
ما حَق الجَدبِ بالجُدى دفاقَا |
وسمِعنَاكَ (هادياً) و رشيداً |
وسديداً برأيِهِ فوَّاقا |
ناشرَ (العدِلِ والشريعةِ) حقاً |
واسعَ الفَضلِ قد سَما أخلاقاً |
آخذاً (بالكتابِ) في كلِّ شَأنٍ |
تابعاً وادعاً تُريدُ وِفَاقا |
تُؤثرُ (اللَّهَ) في الحَياتينِ شُكراً |
ساهرَ الجَّفنِ خَاشعاً مِطراقا |
وترى الفوزَ أن تنالَ رِضاهُ |
كيفما كنتَ عاقِداً مِيثَاقا |
فلهذا أولاكَ ما أنتَ فيهِ |
ثمَّ وُلاَّكَ هذهِ الأعنَاقا |
ولهذا ظَفِرتَ سَلماً وحَرباً |
وانجلى النصرُ من قَناكَ ورَاقا |
قدتَها شِزباً أغارتْ فأصلتْ |
ناكثي العهد في الوَغى إِحْرَاقا |
فتولى الأشرارُ منك فِراراً |
وسقيتَ الجُناةَ سُماً زعاقا |
عَلِمَ اللَّهُ أَنَّ شعبَكَ أمسى |
فيك يفدي النفوسَ والأَرماقا |
* * * |
قد تمكَّنتَ في (القلوبِ) ودَاداً |
وبك (البِشرُ) يملأُ الآفاقا |
ما أَطَعنَا الشعورَ في الوصفِ لولا |
قصدُنا فيه لاستطالَ وَفاقا |
خَلَّ عنا العَداةَ يقضُونَ غَيظاً |
أحمقُ الرَّأي من يَرُمْكَ لِحاقا |
إنَّما (المَجدُ) قدرةٌ ووفاءٌ |
وعَطاءٌ وعَزُّ ذاك صداقا |
جُمِِِعتْ فيك هاتيكَ صِدقاً |
هل يُماري في تلك إلا مُعاقا |
* * * |
يا (طويلَ النِجادِ) أهلا ً وسهلأ |
قد فَرشنا لسيرِكَ الأَحدَاقا |
وبسطنَا (الأرواحَ) إذ هي أحرى |
أن توافيكَ بهجةً وعِناقا |
ليتني اليومَ أستطيعُ بياناً |
لأوفِّيكَ بعضَ ما فيك ذاقا |
فبكَ العُربُ أصبحتْ في اختيالٍ |
وسمتْ رِفعةً ومَدَّتْ رُواقا |
وبك العُربُ في (العُلومِ) استنارتْ |
واختفى الجَّهلُ خِيفةً ومَحاقا |
ومشى الناسُ في التجارةِ شوطاً |
دونَه الخيلُ أنْ تكونَ عِتاقا |
وبك اخضلَّتِ الرُّبوعُ وباتتْ |
نِعمُ اللَّهِ في البِلادِ غِداقا |
مِننٌ أحْكمَ الإلهُ سُداها |
وسَنها كالبدرِ يَبدو ائتلاقا |
دُمتَ للعُربِ مَلجأً وفَخَاراً |
ذا احتكامٍ وللعِدى غسَّاقا |
بالغاً ما تُريدُ من كُلَّ خيرٍ |
ناجزَ الوعدَ رائشاً سَبَّاقا |
كائداً للحسَودِ جُوناً مُفيضاً |
خالدَ الذِكرِ عَابِقاً برَّاقا |
رافعاً رايةَ المَكارمِ دَهراً |
نافذَ الأمرِ فاتحاً غَلاَّقا |
وتقبَّلْ باسمِ (الحِجازِ) سَلاماً |
وهناءً بك استطابَ وشَاقا |