| طوتِ الفدافدُ حَزنَها وسُهْولَها |
| وضحت بخِصبِ (الراحتينِ) مُحولَها |
| وفرتْ من الدَّوَّ الطويلِ عريضَهُ |
| ومن القلوبِ سقيمِها وعليلِهَا |
| وتَرجَّحتْ بين الهِضابِ وسابقتْ |
| زُمَرَ العُقابِ وما استطعنَّ ذميلَها |
| جوابةٌ صخَّابةٌ هدَّارةٌ |
| تحدو السِّهامَ إذا أَرشتَ نصولَها |
| هزئتْ بأكنافِ الصِّلادِ وأسلمتْ |
| حَبَلَ القِيادِ لمن أرادَ عدولَها |
| وتَسنَّمتْ شُغفَ الجبالِ وشقَّقتْ |
| حِقَفَ الرِّمال كثيبَها ومهيلَها |
| ومضتْ كبرقٍ خطفٍ متلامِعٍ |
| ثم استدارتْ بالحِباءِ مُخيلَها |
| واستصغرتْ ما قد تعاظمَ دونَها |
| وتقحَّمتْ صَعبَ الفَلا وذلولَها |
| طافتْ بأنجادِ البلادِ وغُورِهَا |
| وتَوغَّلَتْ حتى امتطتْ مجهولَها |
| وإذا مشتْ طابت مرابعُ وانتشتْ |
| والمزنُ أغبطُ حِلَّها ورحيلَها |
| وإذا استوتْ في (حُلةٍ) وتريثتْ |
| شملَ السعودُ بما تجودُ قبيلَها |
| هيهات يبلغُ شَأوَهاَ مُتكلِّفٌ |
| أو أنْ ترى تحتَ السماءِ مثيلَها |
| وكأنَّها وهي الجمادُ استشعرتْ |
| أنَّ (الحجازَ) مراقبٌ تنويلَها |
| لم يستبيه ضياؤها وفِراؤها |
| لكن أحبَّ بمن تقل قفولها |
| قد طال منه حنينُه للقائِهِ |
| فاليومَ يلثمُ بالشِّفاءِ ذيولَها |
| يا من إليك تَطلَّعتْ أجيادُنا |
| ها قد ملكتَ من القلوبِ ميولَها |
| تَخِذَ الركائبَ والكتائبَ أينما |
| تغدو وتُطلق نُعمَهَا وخيولَها |
| طارتْ بذكرك في البسيطِ محامدٌ |
| بلغتْ بها أبناءُ (يُعربَ) سُولَها |
| ونهضتَ بالعبءِ الثقيلِ مُدَّرعاً |
| بالحزمِ تبني مجدَها وأصولَها |
| ناديتَ من مُضرِ بفاوعِ بأسِها |
| فثنتْ إليك جليلَها ونبيلَها |
| ولوت أعِنَّتَهَا إلى حيثُ انتحتْ |
| (قصرَ الإِمامةِ) إذ أحاطَ سيولَها |
| وصغتْ لجهرِكَ ثم أجمعَ سِرُّهَا |
| تفويضَ صاحب عرشها ومُقيلَها |
| قد بايعتْكَ على (الوفاءِ) وطاعةٍ |
| هي ما علمتَ إذا شحذتَ كَليلَها |
| ثم استضافتْ بالحَقائبِ بعدَما |
| مُلئتْ نُضاراً قد أفاضَ حقولَها |
| (العُرْبُ) لن ترضى الدسائسَ بينَها |
| مهما تعاصتْ نكثتُ مفتولَها |
| ومصيرُها بعدَ الشتاتِ (تَجَمُّعٌ) |
| أوصى بذلك ذو الأناة عجولَها |
| فليعلم السَّاعونَ في تفريقِهَا |
| أنَّ المُصائبَ قد رتقنَ خلولَها |
| قد حَنَّكتَها في الجِهاد تجاربٌ |
| وتبينتْ يومَ النِفارِ شبولَها |
| ناضلتَ (بالحقِ) الضلالَ وأهلَه |
| وكشفت من ظُلمَ الصُّروفِ سدولَها |
| ولكم شفيتَ الكَلْمَ إذ هو ناضجٌ |
| ووأدتَ في فِتنِ المَعامعِ غولَها |
| وافترَّ ثغرُكَ يومَ عَبس أفقُها |
| وخططتَ من خِلل القتام سبيلَها |
| وجنيتَ نصركَ في مواقفَ زُلزِلَتْ |
| فيها الرَّواسي واعتليتَ طلولَها |
| (تلك المكارمُ لا مَزاعم نُمِقَت) |
| لا زلتَ ترشُفُ بالهناءِ شمولهَا |
| * * * |
| ماذا (بنجدٍ) هل أتاكَ حديثُها |
| عفرَ الظبي رعفَ الظُّبا مأهولَها |
| إِن شئتَ سَلماً حاسنتْكَ وإن تكُنْ |
| حرباً وطاك ولن تُطيقَ حُلولَها |
| ولقد رَوى س عن (مقراتها) |
| والتوضحية ما أهاجَ (دخولَها) |
| فترى السَّحابَ مقطباً في جوَّهَا |
| يحبو الرياضَ بوبْلِهِ وخميلَها |
| ذكرى تمرُّ على (الخَيالِ) لذيذةً |
| فيذوقُ من أكوابِهَا معسولَها |
| ولهي عليها من معاهدَ أطلقتْ |
| في الجاهليةِ بالقريضِ مَقُولَها |
| ظلتْ على كر الدهور طليةً |
| ترعى النفوسُ إذا ضجرن (مقيلَها) |
| ما كنت أحسبُ أنها ريَّانةٌ |
| حتى سمعتُ على البُعادِ هديلَها |
| (الشعبُ) أصبح في (الجزيرةِ) هَمُّهُ |
| أنْ يمتطي هامَ العُلا وشكولَها |
| لا يستَلِذُّ على السُّهادِ منامَهُ |
| أو أن يراكَ محققاً مأمولَها |
| من ذا الذي لا تَستَحرُّ بصدرِهِ |
| (غُررُ المُنى) فيرومَها وحجولَها |
| والوقت أمكنَ والمطالبُ أذعنتْ |
| والمقتُ أقذغُ بالهُمامِ كسولَها |
| ولديك طوعَ يديك جردُ مقانبٍ |
| تطأُ الجباهُ إذا طلبنَ ذحولَها |
| فإذا ابتدرتَ إلى الطِعانِ كماتها |
| سبقتْ معاشرُها إليك فحولَها |
| ما بين (أبها) و (الرياضِ) و (حائِلٍ) |
| وبِطَاحِ مكةَ قد جمعتَ فلولَها |
| وغذوْتَها بالعِلمِ يبزُغ ُ نورُه |
| وقشعتَ عنها (بالصلاتِ) خمولها |
| تاللهِ لو عَلِمتْ (نزارُ) مقامَها |
| بين الشعوبِ وكيف يطول كدتَ عذولَها |
| لحبتْ إليك وأوهبيْكَ نفوسَها |
| (كيما يطولُ لك البقَا) لتعولَها |
| فاللهُ يعلم كم بذلتَ لأجْلِهَا |
| حتى عقدتَ على السّهى إكليلَها |
| وبِذاتِ نفسِكَ قد فَديتَ ربوعَهَا |
| وكفيتَها مُؤنَ الغنى وحَمولَها |
| وَكَلتْ إليكَ عَتادَهَا ومقادَها |
| وإلى مَناحي الخيرِ كُنتَ دليلَها |
| وزهتْ بحُكمِكَ وازدهتْ بجلالِهِ |
| والخِصبُ أينعَ بالثمارِ نخيلَها |
| حتى الخليجُ أباحها من دُرَّهِ |
| ما ليس تعهدُ منذُ تَعرف جيلَها |
| ما إن رأيتُ ولا سمعتُ مُمَلَّكاً |
| ساسَ الرَّعيةَ ثم باتَ كفيلَها |
| إلاَّكَ يا عبدَ العزيزِ فما غفتْ |
| عيناك عما قد يُصيبُ رعيلَها |
| قد ذُدْتَ عنها الخَطبَ في (داراتِهَا) |
| ولسوف تبني عاجلاً أسطُولَها |
| هذي تَحِيَّاتي إِليك وإِنها |
| جهدُ المُقِلِّ فهل أصبتُ قبولَها |
| ثم الصَّلاةُ على النبيَّ وآلـِهِ |
| ما ناوحتْ ريحُ الشمالِ قبولَها |