شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تلك المكارمُ لا مزاعمُ نمقتُ (1)
طوتِ الفدافدُ حَزنَها وسُهْولَها
وضحت بخِصبِ (الراحتينِ) مُحولَها
وفرتْ من الدَّوَّ الطويلِ عريضَهُ
ومن القلوبِ سقيمِها وعليلِهَا
وتَرجَّحتْ بين الهِضابِ وسابقتْ
زُمَرَ العُقابِ وما استطعنَّ ذميلَها
جوابةٌ صخَّابةٌ هدَّارةٌ
تحدو السِّهامَ إذا أَرشتَ نصولَها
هزئتْ بأكنافِ الصِّلادِ وأسلمتْ
حَبَلَ القِيادِ لمن أرادَ عدولَها
وتَسنَّمتْ شُغفَ الجبالِ وشقَّقتْ
حِقَفَ الرِّمال كثيبَها ومهيلَها
ومضتْ كبرقٍ خطفٍ متلامِعٍ
ثم استدارتْ بالحِباءِ مُخيلَها
واستصغرتْ ما قد تعاظمَ دونَها
وتقحَّمتْ صَعبَ الفَلا وذلولَها
طافتْ بأنجادِ البلادِ وغُورِهَا
وتَوغَّلَتْ حتى امتطتْ مجهولَها
وإذا مشتْ طابت مرابعُ وانتشتْ
والمزنُ أغبطُ حِلَّها ورحيلَها
وإذا استوتْ في (حُلةٍ) وتريثتْ
شملَ السعودُ بما تجودُ قبيلَها
هيهات يبلغُ شَأوَهاَ مُتكلِّفٌ
أو أنْ ترى تحتَ السماءِ مثيلَها
وكأنَّها وهي الجمادُ استشعرتْ
أنَّ (الحجازَ) مراقبٌ تنويلَها
لم يستبيه ضياؤها وفِراؤها
لكن أحبَّ بمن تقل قفولها
قد طال منه حنينُه للقائِهِ
فاليومَ يلثمُ بالشِّفاءِ ذيولَها
يا من إليك تَطلَّعتْ أجيادُنا
ها قد ملكتَ من القلوبِ ميولَها
تَخِذَ الركائبَ والكتائبَ أينما
تغدو وتُطلق نُعمَهَا وخيولَها
طارتْ بذكرك في البسيطِ محامدٌ
بلغتْ بها أبناءُ (يُعربَ) سُولَها
ونهضتَ بالعبءِ الثقيلِ مُدَّرعاً
بالحزمِ تبني مجدَها وأصولَها
ناديتَ من مُضرِ بفاوعِ بأسِها
فثنتْ إليك جليلَها ونبيلَها
ولوت أعِنَّتَهَا إلى حيثُ انتحتْ
(قصرَ الإِمامةِ) إذ أحاطَ سيولَها
وصغتْ لجهرِكَ ثم أجمعَ سِرُّهَا
تفويضَ صاحب عرشها ومُقيلَها
قد بايعتْكَ على (الوفاءِ) وطاعةٍ
هي ما علمتَ إذا شحذتَ كَليلَها
ثم استضافتْ بالحَقائبِ بعدَما
مُلئتْ نُضاراً قد أفاضَ حقولَها
(العُرْبُ) لن ترضى الدسائسَ بينَها
مهما تعاصتْ نكثتُ مفتولَها
ومصيرُها بعدَ الشتاتِ (تَجَمُّعٌ)
أوصى بذلك ذو الأناة عجولَها
فليعلم السَّاعونَ في تفريقِهَا
أنَّ المُصائبَ قد رتقنَ خلولَها
قد حَنَّكتَها في الجِهاد تجاربٌ
وتبينتْ يومَ النِفارِ شبولَها
ناضلتَ (بالحقِ) الضلالَ وأهلَه
وكشفت من ظُلمَ الصُّروفِ سدولَها
ولكم شفيتَ الكَلْمَ إذ هو ناضجٌ
ووأدتَ في فِتنِ المَعامعِ غولَها
وافترَّ ثغرُكَ يومَ عَبس أفقُها
وخططتَ من خِلل القتام سبيلَها
وجنيتَ نصركَ في مواقفَ زُلزِلَتْ
فيها الرَّواسي واعتليتَ طلولَها
(تلك المكارمُ لا مَزاعم نُمِقَت)
لا زلتَ ترشُفُ بالهناءِ شمولهَا
* * *
ماذا (بنجدٍ) هل أتاكَ حديثُها
عفرَ الظبي رعفَ الظُّبا مأهولَها
إِن شئتَ سَلماً حاسنتْكَ وإن تكُنْ
حرباً وطاك ولن تُطيقَ حُلولَها
ولقد رَوى س عن (مقراتها)
والتوضحية ما أهاجَ (دخولَها)
فترى السَّحابَ مقطباً في جوَّهَا
يحبو الرياضَ بوبْلِهِ وخميلَها
ذكرى تمرُّ على (الخَيالِ) لذيذةً
فيذوقُ من أكوابِهَا معسولَها
ولهي عليها من معاهدَ أطلقتْ
في الجاهليةِ بالقريضِ مَقُولَها
ظلتْ على كر الدهور طليةً
ترعى النفوسُ إذا ضجرن (مقيلَها)
ما كنت أحسبُ أنها ريَّانةٌ
حتى سمعتُ على البُعادِ هديلَها
(الشعبُ) أصبح في (الجزيرةِ) هَمُّهُ
أنْ يمتطي هامَ العُلا وشكولَها
لا يستَلِذُّ على السُّهادِ منامَهُ
أو أن يراكَ محققاً مأمولَها
من ذا الذي لا تَستَحرُّ بصدرِهِ
(غُررُ المُنى) فيرومَها وحجولَها
والوقت أمكنَ والمطالبُ أذعنتْ
والمقتُ أقذغُ بالهُمامِ كسولَها
ولديك طوعَ يديك جردُ مقانبٍ
تطأُ الجباهُ إذا طلبنَ ذحولَها
فإذا ابتدرتَ إلى الطِعانِ كماتها
سبقتْ معاشرُها إليك فحولَها
ما بين (أبها) و (الرياضِ) و (حائِلٍ)
وبِطَاحِ مكةَ قد جمعتَ فلولَها
وغذوْتَها بالعِلمِ يبزُغ ُ نورُه
وقشعتَ عنها (بالصلاتِ) خمولها
تاللهِ لو عَلِمتْ (نزارُ) مقامَها
بين الشعوبِ وكيف يطول كدتَ عذولَها
لحبتْ إليك وأوهبيْكَ نفوسَها
(كيما يطولُ لك البقَا) لتعولَها
فاللهُ يعلم كم بذلتَ لأجْلِهَا
حتى عقدتَ على السّهى إكليلَها
وبِذاتِ نفسِكَ قد فَديتَ ربوعَهَا
وكفيتَها مُؤنَ الغنى وحَمولَها
وَكَلتْ إليكَ عَتادَهَا ومقادَها
وإلى مَناحي الخيرِ كُنتَ دليلَها
وزهتْ بحُكمِكَ وازدهتْ بجلالِهِ
والخِصبُ أينعَ بالثمارِ نخيلَها
حتى الخليجُ أباحها من دُرَّهِ
ما ليس تعهدُ منذُ تَعرف جيلَها
ما إن رأيتُ ولا سمعتُ مُمَلَّكاً
ساسَ الرَّعيةَ ثم باتَ كفيلَها
إلاَّكَ يا عبدَ العزيزِ فما غفتْ
عيناك عما قد يُصيبُ رعيلَها
قد ذُدْتَ عنها الخَطبَ في (داراتِهَا)
ولسوف تبني عاجلاً أسطُولَها
هذي تَحِيَّاتي إِليك وإِنها
جهدُ المُقِلِّ فهل أصبتُ قبولَها
ثم الصَّلاةُ على النبيَّ وآلـِهِ
ما ناوحتْ ريحُ الشمالِ قبولَها
 
طباعة

تعليق

 القراءات :444  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 129 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

البهاء زهير

[شاعر حجازي: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج