شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحولية الجديدة لعيد الأضحى لعام 1399هـ (1)
وحقُّ الإخاءِ واجبٌ أداؤه
(عيدٌ) بهِ الإِسلامُ يزهو ويَظهرُ
وفيه (وفودُ) اللهِ بالعَفوِ تَظفِرُ
به تُشرقُ الدنيا برِضوانِ ربِّنا
وتَرتفعُ الأصواتُ وهي تُكبِّرُ
يباهي به الرحمنُ أملاكَ عرشِهِ
بمن (وحَّدُوهُ) واستقاموا وبَكَّروا
ويُعلنُ بالغُفرانِ عنهم وكلُّهم
بنعمَتِهِ الكُبرى يلحُّ ويَشكرُ
به يتلاقى المسلمونَ (ببيتِهِ)
وقد طَوَّفوا من حَولِهِ وتَطهَّروا
وعادوا كما لو أنَّهم لم يُقارِفوا
آثاماً ولم يجنوا الذي هو يَسترُ
وقد عَاهدوا أن يكونوا عِبادَهُ
وأن يستبينوا الرُّشدَ فيما تَأثروا
عليهم من الرَّحمنِ أعظمَ مِنةٍ
ولا ذنبَ إلى أن يَضِلوا ويَخفُروا
مشوا في سبيلِ اللهِ بالبِرِّ والتُّقى
وبالندمِ البكاءِ من حيثُ غَيَّروا
وقد أدركوا كيدَ الشياطينِ بعدَما
أحاطَ بهم عُميانُهم وتَخوَّروا
هو (العيدُ) حقاً للذينَ تباشروا
وفاضوا إِليه بعدَ ما هُم تقهقروا
به كلُّ إِبليسٍ سيُرجَم بالحَصى
ويُخزي وفي نارِ الجحيمِ يُسعَّرُ
وكلُّ تقي مُهتدٍ مُتطلعٍ
إلى (الخُلد بالفِردوسِ) منهم يبشرُ
وقد أمِنَ الإِلحادَ والزَّيغَ والهَوى
وأعرضَ عن عصيانِه وهو يُزفرُ
ومصباحُهُ منارُهُ في يمينِه
كتابٌ هو (الفُرقانُ) وهو مُسطَّرُ
وسنةُ خيرِ الأنبياءِ (محمَّدٍ)
وفيها ومنها السيئاتُ تُكفرُ
فأما العواري فهي محضُ عقوبةٍ
لكلِّ جَهولٍ أو سَؤولٍ يُغررُ
وما لم يُعِذنا اللهُ جلَّ جلالُه
من الضُّرِ والبأساءِ فهي تُكورُ
وما من مَعاذٍ غيره من بلائنا
وآلامِنا إلا بما هو يَقدِرُ
فهل من (مَتابٍ) صادقٍ واستقامةٍ
وأمرٍ بمعروفٍ بِهِ السوءُ يُنكرُ
وهل من ذيادٍ وازديادٍ لموقفٍ
به الخيرُ يُجزى بل بهِ الشرُ يحذرُ
هو اللهُ علاَّمُ الغُيوبِ وعِلمُهُ
مُحيطٌ بكلِّ الكونِ والناسُ تُحشرُ
وثمةَ لا يُغني عن المرءِ مالهُ
عظيماً ولا حتى البنونَ تؤثرُ
ولكنَّها الأعمالُ تَزكو ودونَها
جميعُ الأماني الكاذباتِ تُحقرُ
فهيا إليه نقضْ ما هو حَقَّهُ
علينا وإلا فالنوائبُ أكثرُ
وما أمرُهُ إلا كلمحٍ وأنَّه
بما شاءَ يَقضي في العِبادِ ويأمرُ
هنا كلُّ ذي قلبٍ سليمٍ مُسبِّحٌ
وكلُّ بصيرٍ مُنصفٍ يَتبصرُ
هنا الدينُ والدنيا جميعاً تلاقيا
على ما بهِ يرضى الإِلهُ ويشهرُ
سينصُرُنا نصراً عزيزاً بفضلِهِ
على كُلِّ باغٍ وهو بالطولِ أقدرُ
وما هي إلا (نبوةٌ) ثم تَنجلي
ويُخذلُ فيها المُجرمونَ ويُدحروا
ونحن بما كُنا اقترفنا حِسابُنا
يسيرٌ عليه وهو يعفُو ويغفرُ
وبين (الخليجِ) و(المُحيطِ) ولاؤنا
إذا ما تضامنَّا به نَتناصَرُ
وكلُّ بني الإِسلامِ هم إخوةٌ لنا
وأيَّانَ ما كانوا وحيثُ تنشروا
وما هُم سِوانا في المَودةِ بيننا
ونحنُ لهم في كلِّ قُطر تَجمهروا
ونَدعوا لهم في سِرِّنا وبِجهرِنا
ونسخو لهم حُباً بِما يتَوفَّرُ
وحقُّ الإِخاءِ واجبٌ وأداؤه
مُلحٌّ وإنا بالتَّنَاصُرِ أجدرُ
فإنْ لمْ نكنْ ممنْ يَراهُ فإنَّهُ
يَرانا وما نُخفيهِ عنه يسطرُ
هو المَلِكُ القُدوسُ لا شيءَ مِثلَه
وما هو إلا الخالقُ المُتكبِّرُ
رؤوفٌ رحيمٌ خالقٌ مُتَطوِّلُ
عفوٌ كريمٌ بارئٌ ومُصوِّرُ
أفاضَ علينا الفضلَ هَدياً ورحمةً
وأنقذَنا مما بهِ الشِركُ يُكفرُ
وما الخيرُ كلُّ الخيرِ إلا التجاؤنا
إِليه وإِلا أَنَّنا نَتَذَكَّرُ
وما الأرضُ إلا والسماءُ جميعُها
عبادٌ له وهو العظيمُ المُدبِّرُ
* * *
فيا أمةَ الإِسلامِ مهلاً وبَادروا
إِليهِ بتقواكمُ وتَفكَّروا
أتاحَ لكُم هذا النعيمَ بحجِّكُمْ
وفيه لكم هذا الهَناءُ مُيسرُ
ألا فانظروا العُمرانَ كيف رواقُهُ
بِكُلِّ مكانٍ يستفيضُ ويَعمرُ
(جسورٌ) بها الأفواجُ تَمشي كأنَّها
سيولٌ تَهادى أو مياهٌ تَهدَّرُ
بها مُهِّدتْ شتى الجِبالِ وذُلِّلتْ
فعادتْ سُهولاً (للملبينَ) تُعبرُ
ومن تَحتِها الأَنفاقُ شتى كأَنَّها
من السَمتِ والأَسمنتِ مروٌ ومَرمرُ
وكانت كأطياف المُنى وجمالُها
تقرُّ بِهِ كلُّ العيونِ وتُبهرُ
بهِ اجتمعَ التوفيقُ باللهِ كلُّه
فكلُّ مجالٍ هاهُنا يَتطورُ
إذا الأرضُ في شتى البِقاعِ قوارعٌ
وفي كُلِّ صَقعٍ عبرةٌ تتفسرُ
فكونوا كما يرضى لكُمْ في معادِكُمْ
لتحظوا بما يبقى وما هو يَذخُرُ
فما يومُنا هذا سوى نعمةٍ لنا
بها نتصافى بالودادِ ونُحبرُ
وفيه لنا الخيرُ العظيمُ وإِنَّهُ
لأبهجُ ما فيه التناصحُ يُفسَرُ
وليس له في الكائناتِ بأسرِها
مثيل ولا عنه البصائرُ تحسرُ
فكلُّ فؤادٍ فيه يسمو اغتباطُهُ
وكلُّ لِسانٍ فيه يَشدو ويَشكرُ
* * *
وعاشَ لدينِ اللهِ حِرزاً وقوةً
(أبو بندرٍ) مِلكٌ به الغيثُ ممطرُ
(مليكٌ) أقامَ العَدلَ وازدانَ (تاجُهُ)
بما فيهِ دينُ اللهِ يعلو ويُنصَرُ
و(فهدٌ) (2) و(عبدُ اللهِ) (3) في نعمةِ الهُدى
فهم لِسماءِ الدين بدرٌ مُنوَّرُ
وعاشَ (الحسينُ) (4) وهو بالحُبِ (خالدٌ)
وما مِنها إلا الكُميُّ المُظفَّرُ
بهِ العَربُ (العَرباءِ) تعلو حُصونُها
وفيه لها النصرُ المُبينُ المُؤزرُ
وكلُّ أميرٍ أو عظيمٍ مُوفَقٍ
بما يَرتضي الرحمنُ ينهى ويَأمرُ
وآلُ سعودٍ إِنَّهمْ في جهادِهِم
كأسلافِهِمْ والفضلُ بالفضلِ يُذكرُ
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :396  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 120 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.