بحمدكَ ربُّ العالمينَ نسبِّحْ |
وحيث التقينا (بالمشاعر) نصدح!! |
إليك اتجهنا بالقلوب خواشعاً |
ومنْ كلِّ فج في سبيلك نضبح |
جوانحُنا فيما ارتضيتَ به هفتْ |
وأرواحنا تلقاء (بيتك) تجنح!! |
تركنا الذي نهوى وراء ظهورنا |
وجئناك في زحفٍ من الشوق يقدح!! |
وما في حطامِ الأرض طراً بأسرها |
هباء به ريح الفناء تطوح |
بتوحيدِك الإيمان فيه اعتصامنا |
ومن دونه كل الضلالات تجنح |
(عبادُك) أشتاتاً إليك تسابقوا |
وأكبادهم من خشية تتقرح |
يخافونَ يوماً بالسعير (أجيجه) |
ويرجون غفراناً به الله يصفح |
هنا في ذرى البطحاء في (بطن مكة) |
وحولَ حراء كل من حج يفرح |
(هنا) في (ربى عبد العزيز) وآله |
أعد لكم خير عظيم ومطح |
هو الأمنُ في كل الربوع مطيبٌ |
هو الماءُ سلسال هو البر ينضح |
هنا التقتِ الأمصارُ من كل جانب |
ومن كل جنسٍ وهي حب مصرح |
هنا يستوي شرقٌ وغربٌ وأبيضُ |
وأسودُ والإسلامُ فيه يصفح |
أجل: أعرضوا عما على الأرض من خنا |
ومن فتن كالسيل أوهى أجنح |
بماذا؟ هي أربدت؟ وزاد أوارُها |
وكادت بها الدنيا تضيق وتقرح؟ |
بظلم تغشاها به كلُّ ملحد |
وكل جحود بالغوايات يجمح |
وكل لجوج قد عصى الله ربه |
وأمعن في الأهواء وهو مطوح |
هو الله جل الله وهو معاذنا |
ومن كل ما يرضى به نتسلح |
وما وعدُه إلا الذي هو ناجزُ |
ولا حكمه إلا الذي هو أرجح |
وما هذه الدنيا سوى معبر لنا |
وكل الذي فيها هو الطيف يسنح |
إليه سنمضي ذات يوم بما به |
نفوز وإلا ما به نحن نرزح |
سنجزى بما قد كان منا فهل لنا |
بأن نصلح المعوج منا ونصلح |
الوزن بالقسطاس والنور ساطع |
على كل ذي تقوى بها يترشح |
وحيث جنان الخلد وهي فرادس |
أعدت لمن لم يلحدوا أو يجحدوا |
وما الحقُ إلا ما أخذناه عنوةً |
وليس سواه غير إفك يلقح |
وما من ضجيجٍ كان يوماً وسيلة |
إلى النصر أن البطش بالبطش يفلح |
أحبتنا إنا جميعاً لإخوة |
وفيما به كنتم تصابون نجرح |
ويجمعنا (الإيمان بالله) وحده |
و(سنة خير المرسلين) تصحح |
ومنكم وفيكم كل من هو بالهدى |
يضيء ويدعو حيثما هو يمتح |
لئن كرم الرحمن فيكم وفوده |
فذلك حق واجب وهو يفسح |
أو كرمكم ما كان هذا وإنما |
بكل الذي تلقونه يتلمح |
مئات بلايين الريالات أنفقت |
لراحة وفد الله إذ يتروح |
وكم قرة للعين تبدو لناظر |
بأفاقنا للقادمين تبحبح |
بها أصبح الحج السعيد ميسراً |
وليس به غير الهناءات تمنح |
وجاء ثوب الله بعد الذي مضى |
وكانت به الصحراء بالدم تسفح |
فحيهلا بالمحرمين جميعهم |
وطوبى لهم ما قدموا وتوحشوا |
وعاش طويل العمر للدين موئلاً |
وذو المجد (فهد) والمنابر تصدح |
ولا زال عبد الله شمساً منيرة |
و"زنداً" به الجيش المظفر يكدح |
وعاش بنو الإسلام طراً بعزة |
وحب وتوفيق به الله يسمح |
وأخزى عدو الله حقاً عدوهم |
(بنصر قريب) فيه نعلو ونربح |
ولا زال (حج البيت للدين) مارزاً |
وخيراً وبراً كلما سال أبطح |
وعاد على الإسلام في كل حجة |
بما هو من خير المهيمن يمنح |