بحمدك - "ربَّ العالمين" نُسبحُ |
وبالشكر نشدو، قانتينَ ونصدحُ |
ونهتفُ بالتكبيرِ - لله وحدهُ |
ونسعى إليه، في خشوع، ونفرحُ |
غداة أفضنا "بالمشاعرِ" بكرةً |
وفزنا بغفرانٍ بهِ نحن نُفلحُ |
"بعيد" الأضحى وفيهِ تزاحمتْ |
مناكبُنا، في "البيت" والركنْ يُمْسَحُ |
* * * |
هُو الله والرحمنُ جلّ جلالهُ |
كريم، "ويعفو عنْ كثيرٍ" ويصفحُ |
يباهي بمنْ لبوا "الملائكةَ" الأولى |
بهم - كل خيرِ في البرايا يجنحُ |
ويشدهمْ رضوانهُ عن عباده |
لدى موقف فيه الجوامح تكبحُ |
وقد طأطأتْ كل الجباهِ، وأقبلتْ |
إليه معَ "التقوى" تلوذ وتضبحُ |
تثوب، وتستهدي بهِ في ضراعةٍ |
بها الذنب مغفور، بها الوزر يكفح |
تكادُ بها "النجوى" تحلقُ رفعةً |
إلى "الملأ الأعلى"، وترجو، وتطمحُ |
* * * |
كأن مآقيها وقد نزفتْ بها |
مدامعها، يحربهِ هي تسبحُ |
* * * |
وما الحجُ إلا فرصةٌ لادكارنا |
بها "تنفعُ الذكرى" ملياً، وتسنحُ |
تطهرُ فيها كلُّ نفسٍ منَ الهوى |
وتزدانُ بالتقوى، وتقوى وتصلحُ |
تخُبُ بها شغافة - "حسناتنا" |
وتيأسُ منا السيئاتُ وتبرحُ |
وآجالنا.. في غيبها تستحثنا |
إلى خيرٍ فيه نمسي، ونصبحُ |
بها نحنُ نحيا - ثم نفنى، وما لنا |
سوى ما كسبناه ومنانحن نربح |
وما أحسن الدنيا إذا تسربلت |
بما هوَ "دين الله" وهي تبحبحُ |
وما أسعد الإنسان عضو عبادةٍ |
بها سوفَ يجزي بالذي هو يكدحُ |
فيا معشر الإسلام حلوا حباكم |
ولا تهنوا عنْ كلِ ما فيه تنجحُ |
أهيبوا بمن شقوا العصا أو تمردوا |
إلى "العروة الوثقى" - بكم تتوضحُ |
وكونوا عبادَ الله من حزبهِ الَّذي |
هو "الغالبُ" المنصور وهو المرجحُ |
* * * |
بهذا نؤدَّي ما علينا نصيحةّ |
وأنتم بها أهدى "بياناً" وأفصحُ |
فإنّا معَ "التوحيدِ" والشركُ خاسيءٌ |
"موازيننا" "يومِ القيامة" ترجحُ . |
برحمة منْ لا يقبلُ التوبَ غيرهُ |
ومنْ هوَ "غفار"، ومن هوَ يسمحُ |
* * * |
ألسنا جميعاً بالهدَى "خير أمةٍ" |
بها اعتز دينُ الله، والأرضُ ترزحُ |
أناختْ على هام الصباح عتاقها |
وآثارها كالشمسِ، أو هي أوضحُ |
أضاءتْ بها في العالمين "حضارةٌ" |
وقد برئت مما يشين ويقدح!! |
* * * |
وما عرفَ التاريخُ - شرقاً، ومغرباً |
كأمثالها - فيما بهِ هيَ تمدحُ!! |
وأيانَ ما حلوا - وحيثُ تمكنوا |
أقاموا صروحَ العدل، والجورُ ينزحُ!! |
وما كان هذا غيرُ "هدى محمَّدٍ" |
بما هوَ "وحيُ الله" لا يتزحزحُ!! |
فلما نسوا - ما ذكروا - وتنازعوا |
أحاطت بهم آصارهم - وتقدحوا!! |
وليس لنا بعدَ العظاتِ تتابعتْ |
سوى "ديننا" نحيا بهِ، ونضرحُ!! |
* * * |
"إمامَ الهدى" بشراك، أنك "خالدٌ" |
بما أنت تحبوهُ - وما أنتَ تصلحُ |
بكَ ازينتْ في "الأخشبينِ" مشاعرٌ |
بها "الحج ميسور"، بها الرفد يمرح!! |
بحيثُ اطمأنتْ "بالحجيج" مضاجعٌ |
وسالتْ بهمْ "جمع"، وكبر "أبطحُ"!! |
أفاضوا - وللنعمى - عليهم سرادقٌ |
منَ الله، والرضوانُ رحل مرحرحُ!! |
وقدْ رجموا الخناس منْ كلِ جانبٍ |
فأطرقَ، لا يغوى، ولا يتبجحُ!! |
وأفضوا إلى "البيتِ الحرامِ" مواكباً |
وأشواقهمْ نشوى بهمْ تتفلحُ!! |
كأن الصقاح البيض منهم قلوبهمْ |
معوذة مما بهِ "الهمسُ" يجرحُ!! |
تواصوا بتقوى الله فيه وأقسموا |
بأن يحفظوا - مخلصين - ليفلحوا!! |
* * * |
هم ههنا الإسلامُ طراً بأسرهِ |
وكل امرىء منهم بمرآك يشرحُ!! |
أجلْ!! شهدوا بينَ المحصب منْ منًى |
وفي "عرفاتٍ" كل ما ضاق يفسحُ!! |
* * * |
"جبالُ" أزيحت، واستوتْ، وتمهدت |
ومن حولها أعتى الجسور، تسلحُ!! |
بها كل حَزْنٍ عادَ سهلاً، معبداً |
وفيها دماءُ "البُدْنِ" لله تسفحُ!! |
بيوم كأفواف الربيع، نضارة |
وفيه الغوادي بالرياحِ تلقحُ!! |
كأن روابي الخيف فيه "حدائق" |
مُنَمْنَمَةٌ، والزهر فيها يفتحُ!! |
تميسُ بها الأعطاف وهي من الحيا |
تهادى، وتذكو بالشذى وترنحُ!! |
وما هي إلى "للقبولِ" دلالةٌ |
وأياتها - أنّا بها نتروح!! |
فطوبى لهمْ أنْ يحبروا، ويرفهوا |
وأن ينعموا "بالمسجدين"، ويفرحوا!! |
وأن يتنادوا بكرةً وعشيةً |
إلى "المسجد الأقصى"، بهم سوف يفتحُ! |
هنالك نصر الله لا ريب وعده |
وفيه وعد الله يوماً "يطوح"!! |
* * * |
وطوبى لكَ "العيدُ" الذي أنت عيدهُ |
وفيك لنا الخيراتُ تنمو وتطفحُ!! |
وطوبى ومرحى للذين توافدوا |
إليكَ معَ الإشراقِ، والحبُ ينضحُ!! |
ولا برحتْ فيك "المواسمُ" غبطةً |
يسودُ بها "الدينُ الحنيفُ" وينفحُ!! |
وعشتَ و"فهدٌ" في سرورٍ ونعمةٍ |
ولا زلت بالنصرِ المبينِ - توشحُ!! |