"عيدٌ" به يستبشرُ "الإسلامُ" |
وبه الصَّباحُ تحيَّةٌ، وسلامُ!! |
يعلُون بهِ "التَّكْبيرُ" "لله" الذي |
تعنو الوجُوهُ لعرشهِ، والْهَامُ!! |
وتفيضُ بينَ "المروتينِ" وفُودُهْ |
زمراً، بها تتجاوب الآكام!! |
ما بين سفع "المأزمين" و"ذي طوىً" |
منهمْ جموعٌ تلتقي، وزِحَامُ!! |
وبهم "ملائِكَة السَّماء" حفيَّةٌ |
والأرضُ - خافقةٌ بها الأعلامُ!! |
بكلِّ تَنوفةٍ، وثنيَّةٍ |
الحُبُّ - والإعزازُ، والإكرامُ!! |
* * * |
أفضوا إلى "البيتِ العتيقِ" وطوَّفوا |
وسعوا، وتمّ "الهديُ" والإحرامُ!! |
* * * |
وكأنَّما الدُّنيا بهمْ في "مَكَّةٍ" |
زُويتْ! وفيهَا تُوصَلُ الأرحامُ!! |
حيثُ السَّرائرُ طُهِّرت وتخلَّصتْ |
من وزرها الأرواح، والأجْسامُ!! |
* * * |
ما نبسُها، ما همسُها، ما جهرُها |
إلاَّ "الإلهُ" الواحدُ العلاَّمُ!! |
الواهبُ المنَّانُ جلَّ جلالهُ |
وبِفضلهِ يترنَّم الإلهامُ!! |
ويزيدُنَا بالشكر مِنْهُ "نعمةً" |
تترَى! وأعظمها هوَ الإِسْلامُ!! |
* * * |
يا حبَّذا "الأضحى" وفيِ " جمارهُ" |
تُرمى، وتُحشدُ حَولها الأقْوامُ!! |
حيث "الخليل" فدى "الذبيح" بكبشه |
وهوتْ على رأس اللَّعينِ رجامُ!! |
ومضت بذلكَ سنةٌ أبديةٌ |
يخزى بها "الخنَّاس" حين تُقامُ!! |
وكأنَّما هيَ - والنُّفُوسُ ضَعيفَةٌ |
"ذكرى" بها تتيقَّظُ - الأفهَامُ!! |
لم تخلُ من عِظَةٍ، ولا من عبرةٍ |
إلا لمن هُمْ كالغُثاءِ، طَغَامُ!! |
يَصْلَى بهَا الشَّيطانُ نَاراً كلَّما |
أغْرى وأغوى، واعتراهُ عُرَام!! |
* * * |
ما ذاك إلاَّ "الرَّمزُ" أمَّا ركضهُ |
فبكلِّ ذي قلبٍ لهُ إلمَامُ!! |
ونكالُهُ، ووَبالُهُ، استمساكُنَا |
وعِيَاذُنَا بالله، لا الأثامُ!! |
* * * |
آمنتُ بالله الذي لاذَتْ بهِ |
مِنْ كُلِّ فَجٍ هذِهِ الأنسَامُ!! |
خَشَعَتْ له أصواتُهُمْ.. وقُلوبهمْ |
وعنت له الآمال، والآلامُ!! |
واستعْبَرَتْ أبصارهمْ من خَشْيَةٍ |
ودموعهمْ بينَ "الحطيم" سِجَامُ!! |
غسلُوا بِها الأدرانَ من أعماقِهِمْ |
وكأنَّما هي - بالتُّقى استحمَامُ!! |
ترجوهُ إذْ تَدعوهُ دَفْعَ بَلائها |
فيمَنْ هُمُ الأخبَاثُ، والأقْزَامُ!! |
الجاحدونَ، الكائِدونَ، ومَنْ بهمْ |
عَمَّ الفسادُ، ودَمْدَمَ الإجْرَامُ!! |
ما هُمْ عَلَى غُلوائِهمْ وبكلِ ما |
أوتوه إلاَّ أذؤبٌ وسوامُ!! |
لكنما النَّصر المبينُ بِشَرطِه |
هو نصرنا "لله" - والإقْدامُ!! |
* * * |
وئن تطاول ليلنَا - فنهارُنا |
سراه وهوَ المشرقُ الْبسَّامُ!! |
ولعلنا يرضَاهُ عنَّا نَهْتَدي |
ويزول عنَّا الظُّلم، والإظْلامُ!! |
* * * |
إنّا عبادك، فاستمَعْ لدعائنَا |
يا من بهِ تتماسكُ الأجْرامُ!! |
* * * |
وإليك نحضر ساجِدينَ وما بِنَا |
إلا رضاكَ وكلُّنَا استسْلامُ!! |
هيء لنا رشداً، وهبنا رحمةً |
يا من به تعنو لنا الأخْصامُ!! |
* * * |
يا صاحب "التاج" الذي ائتلقت به |
دنيا "العروبة"، وازدهى الإسلامُ!! |
إن الذي استحفظهُ وحفظتهُ |
فهو "القويُّ" القاهر.. القوَّامُ!! |
وبه للتضامُنِ "قوةٌ" |
من دونها الأنصاب، والأزلامُ!! |
فأبشر وبشّر كلَّ من هُو مؤمنٌ |
بنصر فهو لمن أطاعَ زمَامُ!! |
واسلم وعش للدين والدنيا معاً |
وبك الهناءُ يدومُ والإنْعامُ!! |
ولتهن "بالعيد السَّعيدِ"، وإنَّما |
هو فيك "أعْيَادٌ" لنا وقَوامُ!! |
ولك المآثر و"المفاخرُ" كلُّها |
والباقيات الصالحاتُ سَنامُ!! |
وليهنأ الإسلام فيكَ "بِعَاهِلٍ" |
تزهو "المواسمُ" فيه، والأعوامُ!! |