شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الله أكبُر ما أفاضَ المِشعَرُ (1)
اللهُ أكبرُ ما أفاضَ المِشعرُ
وبِهِ الوفودُ تزاحمتْ تَستَغفِرُ
اللهُ أكبرُ بالفِجاجِ تألقتْ
بالقانتينَ ومن بهم هي تنفُرُ
اللهُ أكبرُ ما السماءُ تزيَّنتْ
بنُجومِهَا وبها الكواكبُ تُزهرُ
آمنتُ باللهِ الذي تَعنو لهُ
كلُّ الوجوهِ وتَجتبيهِ وتَشكرُ
ما في الوجودِ بأَسرِهِ من مَشهدٍ
كالحجِ يَزحفُ بالعبادِ ويَزخَرُ
بحرٌ تدفَّقَ بالخَلائقِ مَوجُهُ
وبهِ السرائرُ لا البواخرُ تَمخُرُ
تتجاوبُ الأصداءُ فيه كأنَّها
بالأرضِ تعرجُ للسماءِ وتعبرُ
جَيَّاشةٌ بجنودها وقلوبِها
أيَّانَ ما انطلقتْ وحيثُ تُسيَّرُ
المالُ مِنها والبنونُ وراءَها
وأمامَها الحظُ العظيمُ الأَوفرُ
قد أشفقتْ مما تنوءُ بحَملِهِ
في هذه الدنيا وما هي تُوقرُ
يشتفُّها الإيمانُ صاعدةً به
أرواحُها للهِ وهي تُطهرُ
عجِلتْ إلى ديَّانا وتجرّدتْ
للواحدِ القهَّارِ وهي تُكبِّرُ
زمرٌ تعالى اللهُ لجَّ متاقُها
ودموعهُا بشِغافِها تتحدَّرُ
لجأوا إلى البيتِ العتيقِ مَثابةً
وتطوَّفوا وتطوَّعوا وتَذكروا
مِنْ كلِّ من هم في الطوائرِ حلَّقوا
أو كلِّ من هُم في البواخِرِ أبحروا
وكأنَّما هم في العَراءِ ملائكٌ
تشدو بحمدِ اللهِ وهي تُذكِّرُ
ظَمأتْ ولجَّ بها الأوامُ وبادرتْ
للموردِ العذبِ الذي هو كَوثرُ
في مهبطِ الوحي الذي بِحرائِهِ
نَزَلَ الهُدى وتزمَّل المُدَّثِرُ
في موقفٍ كالعرضِ إلاّ أنه
في الأرضِ يُنذرُ تارةً ويُبشِّرُ
تتقلبُ الأبصارُ فيه شَواخصاً
وبهِ البصائرُ بالهِدايةِ تُغمَرُ
وكأنْ قدِمنا للمصيرِ إلى غدٍ
يا ليتنا في يومنا نتدبَّرُ
والباقياتُ الصالحاتُ ذَخائرٌ
من دُونها كلَّ الحطام مُتبَّرُ
تاللهِ لو كُنَّا كمَا كانَ الألى
صَحِبوا (النبيَّ) وناصَروه وعزَّروا
وتَعاونوا وتَضامنوا وتَناصحوا
وتَصافحوا مُتقابِلينَ وآثروا
لتمهدتْ قِممُ الجِبالِ لتمتطي
ولطأطأَ الجبروتُ وهو مُقهْقَرُ
وسبيلُنا ما زالَ مرتَفِعَ الصُّوى
في مُحكمِ التنزيلِ إِذ هو يَبهرُ
ما غيرُهُ لِنجاتِنا وحياتِنا
أما الضلالُ فحيرةٌ وتَحسُّرُ
ماذا اعترانا هل نسينا أننا
كُنَّا وكان لنا المقامُ الأكبرُ
لا ريبَ أنَّ اللهَ جَلَّ جلالُهُ
وَعَد الذين تغيروا إنْ غيروا
هذا "حُنينُ" فاسألوه و(ذو طُوى)
هل أسلمتْ طوعاً ولمَّا تُقهرُ
وليعلمنَّ اللهُ مَن صدقوا ومَن
كذبوا ومن هو مُقبلٌ أو مُدبِرُ
والمجدُ لم يُمنحْ لِمن يهزأُ بِهِ
لكنَّهُ الإِقدامُ وهو الأجدرُ
ذِكرى وأنفعُها بدون لجاجةٍ
تلك التي هي ي القلوبِ تُؤثِّرُ
هي من ثبير والمحصَّبِ من (منى)
ومضى بهِ الليلُ البهيمُ مُحسرُ
ما قبلَها ما بعدَها إلاَّ الذي
هو في البَرايا كائنٌ ومُقَدَّرُ
ها إنَّ أصحابَ اليمينِ به مشتْ
في (الخيفِ) أفواجٌ إِليكَ تَذكرُ
وعيونُهم مقرورةٌ وصدورُهم
مشروحةٌ وقلوبُهم تستبشرُ
فازوا برِضْوانِ الإِلهِ وفضلِهِ
وهم الغَداةَ مُحلِّقٌ ومُقصرُ
أفضوا إليك مع الصباحِ تَشوُّقاً
وتسابقوا لك بالثناءِ وعبَّروا
والآن كلُّهُمُ المُشيدُ (بفيصلٍ)
وبما بِهِ هذا النعيمُ يُقدَّرُ
والأمنُ ممتدُ الرَّواقِ مُطنَّبٌ
والماءُ في كُلِّ المواردِ يَهدُرُ
والجوّ رقراقُ النسيمِ كأنما
هو من صِفاتِكَ بالشذى يَتعطَرُ
* * *
يا خادمَ الحرمين عفوك إِنني
مهما تخيَّرتُ البَيانَ مُقصِّرُ
ما العيدُ والأضحى فديتُك ما هما
إلا القَبولُ وأنت فيه مُيسرُ
فلكم بذلتَ وكم رفعتَ قواعداً
لا العدُّ يُحصيها ولا هي تُحصرُ
والعاكفونَ بمكة أشهادُها
والطائفونَ وكلُّ من هو مُبصرُ
من أجلِ ذلك أنت قُرةُ عَينِها
وبك الجوامعُ والمَجامعُ تَفخرُ
والمسلمونَ بسرِّهِمْ وبِجهرِهِمْ
يهبونَك الإِخلاص وهو مُوقرُ
فلتهنأِ الأعيادُ فيك بعاهلٍ
بالعدلِ يحكمُ والمهيمنُ يَنصُرُ
منى 11/ ذي الحجة/ 1391هـ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :372  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 106 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.