"عيدٌ" به شمسُ "الهداية" تشرق |
وبه "الوفود" إلى رحابك تسبق |
سطعت بها الآفاقُ في زاد الضحى |
وشعاعُها، "الغفرانُ" وهو محقق |
وهتافهم بين "الخيام" - وفي الربى |
"الله أكبر"، و"المشاعرُ" تطرق |
وكأنَّما "الأفواجُ" فيه مفيضةٌ |
عبرَ الفجاج.. الغيث إذ يَغْدَوْدَقُ |
* * * |
بكروا إلى "البيت العتيقِ" وطوفوا |
وقلوبُهم بين الأضالع - تخفق |
سيماؤهم - بوجوههم - من غبطة |
فلق الصباح به استضاء المشرق |
أعظِمْ به "عيداً" سعيداً، لم نزلْ |
فيه بأجنحةِ "السرور" نحلق |
* * * |
فانظرْ "طويلَ العمر" حولك! هل ترى؟ |
إلا الذين بهم إليك تشوق؟! |
واسمعْ فديتك، ما تكن صدورهم |
لك من "ولاء" ليس فيه تملق |
* * * |
أدوا "الفريضة" قانتينَ، وكلُّهم |
بالحمد لله المهيمن - ينطق |
من بعد أن عاذوا، ولاذوا بالذي |
باهى بهم "أملاكه" وتوفقوا |
وشعارهُم "إياكَ نعبدُ" ربنا |
رغم الذي يرتاب أو يتهرطق |
فازوا برضوان - "الكريم" - وإنهم |
لعباده، وهو الرحيمُ المشفق |
* * * |
ها هم أولاءِ، بما بذلت لينعموا |
تمشي "البطاحُ" بهم إليك وتعنق؟ |
يتذكرونَ "الحجَ" يوم تغلغلت |
فيه "المنونُ" وبالغوائل يخنق |
إذ كلُّ من لبى به - متوجسٌ |
مترقبٌ، وجفونه - لا تطبق |
وبكل ضاحية له متربص |
يسطو عليه.. مع الظلام ويطرق |
ويموت من ظمأ ويستف الثرى |
"بالخيف" وهو بما تكب يراهق |
ويرى حفافيه الضحايا خلفه |
وأمامه وفؤاده يتمزق |
وكأنما هو مجرمٌ - لا محرم |
يقضي عليه "الدانق"، أو يهرق |
ويرون ما هم فيه، بين مناهل |
بالسلسبيل تفيضُ وي ترقرق |
حيث "الأمان" به الصحارى استمتعت |
والطيرُ فهو بها يجار، ويرزق |
وبه الوحوشُ الضارياتُ، تروضتْ |
حتى لتخشى الحدَّ، أو هي تنفق |
* * * |
ما للجرائم "هاهنا" من نأمة |
كلا، ويا ويل الذي هو أخرق |
* * * |
ولو أن ساقطةً تساوي درهماً |
أو أنها "الإبريزُ" إذ هو يبرق |
عثرتْ بها الأقدامُ في حلك الدجى |
أو في الضحى - لم تلقَ من هو يسرق |
بل يتقيها كلُّ من هو سائر |
وكأنها نارٌ هنالك تحرق |
* * * |
تلكم "حدودُ الله" جلَّ جلاله |
وبها استقرّ الأمنُ، وهي تطبق |
* * * |
"سبلٌ" بكثبانِ الرمالِ تمهدتْ |
ذُلَلاً - وأخرى بالجبال تشقق |
تمتدُ من شرقِ البلادِ وغربها |
وكأنها "الديباجُ" والاستبرق |
يقف الخيالُ أمامها متلفتاً |
وكأنها الأحلامُ وهي تحقق |
* * * |
وعلى الطريقِ، وفي المدائن، والقرى |
وبكل مرتبأ - تجهز "فيلق" |
والشعبُ قاطبة بكل فئاته |
"للوفد" أحزمة بها يتمنطق |
ما أن يراع - وإن يكن في قفرة |
فله بها "مستوصف" أو "فندق" |
كل عليه "محافظ"، وعيونه |
يقظى، وفي ترفيهه.. يتطلق |
يخطو على "هدى الرسول ويقتفي |
أثرَ "المليكِ"، وشأوهُ لا يلحق |
ولكلِّ مَنْ لَبّى، وطافَ، مكلف |
يعني به ولنومه هو يأرق |
و"الفيصل": الملك العظيمُ يحوطه |
أيان ما استلقى، وحيث يوسق |
و"بنو أبيه" جميعُهم أعوانه |
ولهم بذلك صبوة، وتعلق |
يتطوعون - ويهرعون "لنجدة" |
والفائز المحظوظ من هو أسبق |
والليلُ يشهدُ، والنهارُ بأنه |
لم يدخرُ وسعاً، بما هو أخلق |
* * * |
لم تجب من ساع أهل "ضريبة" |
إلا الذي هو ما تخير، ينفق |
بل: إنه استنَ "المضيف" "رفادة" |
وبها لكثير - يلوذ - أو يسترزق |
* * * |
"عصرُ" به انتشلَ "الجزيرة" "صقُرها" |
من كل ما كانت به تتعوق |
ما مثلُه إلا "أبوه"، كلاهما |
هو شعبه، المتقدم، المتفوق |
في ذمة "التاريخ" ما هم شيدوا |
ولما به يجزون ما هم أنفقوا |
* * * |
هي "وثبة" جبارة ونطاقها |
من دونه سفن القرائح تغرق |
هي في "العقائد" قبل ما هي في الرؤى |
"نور" به الليل المعسعس يمحق |
* * * |
هذا إلى "الإنشاء" وهو مجدد |
ومنضد، ومنظم، ومنسق |
* * * |
يا "إخوةٌ" فيهم توخينا الهدى |
وبهم نفاخر في الورى - ونشمق |
إنا لنطمع والبقاء تزاحم |
أن يجمع الله - الذين تفرقوا |
وبأن يغير ما به لج الهوى |
بالحق ينصر، والضلال يزهق |
ولكم بهذا "الطود" إذ هو شامخ |
ظل يمد، و"كوكب يتألق" |
وبكم يُناطُ رجاء كل موحد |
في "دعوة" هي "بالتضامن" أليق |
و"المسلمونَ" وإن نأتْ أمصارُهم |
"جسد" به أعضاؤه.. تتعمق |
* * * |
ما كانَ وعدُ الله إلا ناجزاً |
بالنصر، إن هم ناصروه وصدقوا |
* * * |
إنّ النوازل - بالمعاصي - أطبقتْ |
وهي النذيرُ - لكل من يتزندق |
والأرضُ راجفةٌ بمن هم فوقها |
ظنوا السماء - هي الأديم الأزرق |
تالله ما هم بالغوها، غيرَ أن |
يستدرجوا - متهافتين - ويصعقوا |
لن يدركوها "غايةً" ولو أنهم |
بخيوطها بين السديم - تعلقوا |
ما هم - وفي الملكوت - ما لم يعلموا |
إلا "الهباء"، فدونهم فليرتقوا |
* * * |
ولنحن بالإخلاص، باستعصامنا |
بالله، "أصلح للبقاء" وأحذق |
فلنستقمْ - وبما أُمِرْنا فلنقمْ |
والله يفعل ما يشاء، ويخلق |
* * * |
يا من بهِ الأعياد حقاً تزدهي |
وله "القوافي" من شذاه تخلق |
طوبى لك المجد الأثيل أعدته |
والنصر، والفتحُ المبين الأبلق |
ولتسمعِ الدنيا - ومن فيها "بغوا" |
"الله أكبر"، أينما هي تفرق |
ولتحيَ للإسلام تجمع شمله |
ما اعتزَّ فيك مقصرُ، ومحلق |