"العيدُ" يشرقُ، و"الحجيجُ" يكبر |
وإليك - فيه - مع الصباح يبكر |
وبه الفجاجُ تسيلُ - وهي مواكبُ |
من حيث ما هي أقبلت - تستغفر |
كلُّ بحمد الله يهتف شاكراً |
وبه الروابي - و"المشاعر" تزخر |
* * * |
هي "أمةُ التوحيد" في إخباتها |
محبورة - وبها القلوب تطهر |
علجتْ إلى "الديّان" ترجو عفوه |
وإليه تلجأ بالعراء - وتجأر |
تشكو إليه - ما تمطى حولها |
وعتى عليها - وهي منه تذمر |
ودعاؤها - يا "غافرَ الذنب" استجبْ |
وامحُ الخطايا - إنها بك تزجر |
* * * |
إنّا عبادُك - ما لنا من عاصمٍ |
إلا "هداك" - لمن به يتبصر |
هبْنا رضاك - و"رحمةً"، يا من له |
تعنو الوجوهُ، وفضله لا يُحصرُ |
فلقد تداعى، بالأذى أعداؤنا |
متربصين - وأجلبوا - وتنمروا |
* * * |
إن هم "يهود"، فكم هنالك غيرهم؟ |
من لا يخاف الله!! أو هو يكفر!! |
بل إن كل ملمة ضقنا بها |
ذرعاً - هي العصيان إذ هو يجهر |
ونجاتنا استمساكنا "بكتابنا" |
وبما به وصّى البشير، المنذر |
وبكل ما هو "واجب" أو "سنة" |
وبما نهى عنه - وما هو يأمر |
* * * |
ما ضرنا إلا الشقاقُ!! وكم جنى؟ |
فينا الشقاقُ، وهمسه المتستر!! |
والموبقات المهلكات، وما عسى؟ |
يلقى بها المفتون - والمستهتر!! |
إن لم تُقم فينا "الحدود" - تكاثفت |
بظلامها الآفات!! وهي المنكر!! |
* * * |
طوبى لنا الإخلاص في إيماننا |
وبه نؤيد في الكفاح - وننصر |
والخير فينا "بالمثاني" ثابت |
وبما به نطق "النبي" نبشر |
و"الحق يعلو" لا مشاحة، والهوى |
مهما يطول به المدى يتدهور |
و"الدين" ما قد تعلمون "نصيحة" |
لا غش فيها - وهي نور يبهر |
وبها إلى الآفاق نبعثها ضحى |
عبر "الأثير" ورجعنا يستعبر |
تصغي لها الأسماع وهي مصيخة |
وبها العيون تقر، وهي تقرر |
من جانب "البيت المحرم" نفثها |
ومحلها - أيان ما هي تؤثر |
نضحت بها "السروات" من قمم "الشفا" |
وبها "الشفاء" لمن يثوب مقدر |
كالطَّلِ صفواً - والنسيم ترقرقاً |
وبها التحيةُ بالشذى تتعطر |
* * * |
ولنا بها في كل قطر موثق |
لله - وهي "بوحيه" تتأثر |
وجميعنا جسد، وروح واحد |
بهما نعيش - وفيهما نستظهر |
يحدو بنا الرحمن - فيما يرتضي |
ولمن يشذ، النار وهي تسعر |
* * * |
يا أمة الإسلام - يا من يزدهي |
بهم "الحفاظُ"، ويشرئبُ المنبر |
كونوا - كما كان الأُولى أسلافكم |
وتعاونوا - وتضامنوا - وتدبروا |
واستمسكوا بخلاقكم - واستحفظوا |
أجيالكم - وتذكروا، وتصبروا |
وتعوذوا بالله ممن، أقسطوا |
ولهم مصائرهم بما هم أهدروا |
وادعوا إلى الحق المبين بحكمةٍ |
منها البصائر - والقلوب تنور |
ولكم بذلك ذخركم، وثوابكم |
"يوم المعاد" ومن أشاح يتبر |
* * * |
إن الحياة هي "اليقين" وإنه |
لهو "العتاد" لكل من يتفكر |
والخطب فيمن فرطوا؟ أو أفرطوا |
وبهم سواهم موجع يتحسر |
خرقوا "السفينة" دون ما رتق لها |
واليم يهدر - والجوانح تزفر |
* * * |
"فتن" - كأن الليل منها بعضها |
وبها الحليم يضل - وهي تفجر |
لن نستعين بغير من هو ربنا |
في درئها!! وهو القوي الأكبر |
وشهيدنا، ورقيبنا، وحسيبنا |
هو من يحيط بما نسر، ونجهر |
* * * |
إنا نعضُ على النواجذ بالهدى |
مهما استراب، مغرر ومسخر |
ولنحن أنتم - أين كنتم - في الورى |
وبكم - نكاثر - في "الأباء" ونفخر |
* * * |
يا "خادَم الحرمين" حسبُك قربة |
ما أنت تعليه، وأنت تعمر |
ولك الهناء - وأنه لمضاعف |
لك في "الخلود" وبالنعيم يحبر |
فلتحي محفوظاً - وأنتَ مؤيدٌ |
"بالله" - وهو "الخالقُ المتكبر" |
وليهنأ الإسلام فيك بأسره |
مهما أفاض، محلق، ومقصر |