شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
اللقاء الخالد (1)
"حولية الموسم" 1380هـ
تصافحتِ (الأهدافُ) والعُربُ (وحدةٌ)
بها (الدينُ) و(الإسلامُ) ينمو ويَعظُمُ!!!
لقاءٌ به الدُّنيا تَلِجُّ - وتَنعَمُ
وشُكرٌ به تُحدَى (القوافي) وتُنظَمُ
وأفئدةٌ جَذلَى كأنَّكَ بينَهَا
ومِنها وفِيهَا - ما تُمنِّي - وتَحلَمُ
تخلَّلَتَهَا من حيثُ أقَبلَ شوقُها
إليكَ بها - وهو الوَلاءُ - المُسوَّمُ
بذرَتَ غُروسَ الحُبِّ فيها فأينعتْ
رجالاً وأجيالاً بِها الصَّرحُ يُدعَمُ
بما أنت قد آثرتَهُمْ - وحَبَوتَهُمْ
وخوَّلتَهُمْ - والخيرُ بالخيرِ يُعصَمُ
كأنَّك من كُلِّ العُيونِ ضِياؤُهَا
إذا أَشْرقتْ مِنك المَواكبُ تُزَحَمُ
أبا الشَّعبِ مَهلاً، إنَّك اليومَ في الوَرى
(إمامُ الهُدى) و(العَاهلُ) المُتقدِمُ
سَهِرتَ، ونَامَ اللَّيلُ والْتَحَفَ الدُّجَى
وقلبُكَ بالأعباءِ - شتَّى - مُقَسَّمُ
وشيَّدتَ للإِسلامُ ما هُو نَاطِقٌ
بكُلِّ لِسَانٍ ذي بَيَانٍ يُتَرجِمُ!!
بِه (اللهُ) يَرضى و(النبيُّ) (مُحمدٌ)
ومن طَافَ، أو لبّى، ومن هُو مُحرِمُ
وفي "بلد اللهِ الحَرامِ" شَواهِدٌ
بها (البيتُ) يزهو والحَطيمُ وزمْزمُ
وفي جَنَباتِ "المَسجِدينِ" كِليهِما
"أساطينُ" تستهوي النُّهى وتُكلِّمُ
فأَما انْبِعَاثُ الشَّعبِ - وهو مُجاهدٌ
و(تثقيفُه) - و(العلمُ) - وهو يُعَمَّمُ
وتمكينُه من كُلِّ ما هُو طَامِحٌ
إِليهِ - وما يَسمُو بِهِ - ويُعظَّمُ
وتخليدُك "الآثارَ" فيه خَرائداً
وتَجْديدُكَ - الأمصارَ وهي تُنَظَّمُ
فتِلكَ "رؤىً" كانت طُيوفاً، فأصْبحتْ
حقائقَ يَجثو (الوَصْفُ) عنها ويَجْثُمُ
زحفتَ بهذا الشَّعبِ زحفاً كأَنَّه
سَحَابٌ تمطَّى، أو رعودٌ تُدَمدِمُ!!
صُفوفاً بها تَشدو (المَحَارِيبُ) والرُّبى
وأُخرى بِها الجيشُ اللُّهامُ عَرمْرَمُ!!
لها في قِتَامِ النَّقْعِ مِنك انطلاقُها
وفي كُل ما تُومى إليهِ - تَقَحَّمُ
يُظلِّلُهَا منك (اللِّواءُ) كأَنَّهُ
(يقينُك) والبُشرى عليه تُحوِّمُ!!
رأيتُ (البرايا) حولَنَا ف تَطَاحُنٍ
و(غِلٍّ) و(إيغارٍ) به النَّارُ تُضرَمُ
يخوضُونَ أحشَاءَ الفَضَاءِ - وإِنَّه
لأَوسَعُ مما يقدِرُون - وأعصَمُ!!
* * *
وما خُلِقَ الإنسانُ - إلا لأَرضِهِ
بها هو حَيٌّ - ثم يُفنى - ويُردَمُ
ولكنَّه يَأبى - ويَطمعُ أنَّهُ
تَدِينُ له الأجْرامُ وهو يرجِّمُ
لِيَصْعَدْ - ويَهبِطْ - ما استطاعَ فإِنَّهُ
على رَغمِهِ خَلقٌ ضَعيفٌ - مَجَرَهَمُ
وما ملكوتُ اللهِ إلا - سَوابحٌ
بِها (الفَلكُ الدَّوارُ) سرٌّ مُدَّومُ
ولو أنَّهمْ قد أنصَفُوا - أو تَنَاصَحُوا
لَما اخترقُوه - عُنْوَةً - وتهجَّموا
وكان بهم أحرى التسامحُ في (الثَّرى)
فأمَّا (الثُّريَّا) فهي منهم تَحشَّمُ
سيُصعَقُ رهطٌ بعدَ رهطٍ بظنِّهِم
ولو شَطَروا "الذرَّ" الرَّهيبَ وحطَّموا
وما ابتُلِيَ (الإِسلامُ) إلا بضَعْفِنا
و(قوَّتُنا) - (فُرقَانُنا) وهو مُحكَمُ
(فلسطينُ) منا - و(الجزائرُ) مهجةٌ
ومَا مِنهُما إلاّ الذي هو تَوأمُ
وما غَفِلتْ عنها العُيونُ - ولا انْطوتْ
أضالِعُنا إلاَّ بما هِي - تَأْلمُ
وما كانتِ الأقوالُ تَجري (حَماسَةً)
إذا لم تُكنْ عنها المواضي تُصَرَّمُ
هي (الفَصلُ) و(الميعادُ) فيه مُقدرٌ
إذا غَمَّ إمضاءُ القَضَاءِ المُحَتَّمُ
* * *
وما النَّصرُ - إلاَّ بالتَّضَامُنِ صَادِقاً
و(بالوحدَةِ الكُبرى) التي نَتَعشَّمُ
فَهل آنَ مِنَّا أنْ تَثُوبَ قلوبُنا
ونَرجُو - ونَخشى من يُعيذُ، ويَرحمُ!
وهلا استقَمنا، واعتصمْنا، وما لَنا
سِوى اللهِ من واقٍ به الداءُ يُحسَمُ؟!!
كَفَانَا ابْتِئاساً، وانتِكَاساً - وغُربَةً
تمادتْ بِها الأحداثُ وهي تَجَهَّمُ!!!
ألا إنَّما الدُّنيا كِفاحٌ - وإنَّما
يُذَلُّ بها اللاَّهي، ويُخزَى، ويندَمُ!!
وما "أُحُدٌ" إلا و"بَدرٌ" مواقفٌ
هي "المُثُلُ العُليا" التي تُتَرسَمُ
فما كانَ للأسْلافِ - إلا جهادُهُم
وإخلاصُهم، والسَّيفُ بالسَّيفِ يُصدمُ
أجلْ! رَاقَنَا التَّهريجُ دهراً، وإنَّما
هو (الفِعلُ)، والصمتُ المدرَّعُ أحكمُ!!
لِيلتمِسنَّ المعتَدُون - اختبارَهم
وتقذِفُهُم (أحجارُهم) و(جهنَّمُ)!!!
لنا الوَعدُ (وعدَ اللهِ) وهو مُصدَّقٌ
إذا نحن لمْ نُهمِلْهُ - وهو مُتَمِّمُ
وما بينَنَا والنَّصرُ - إلا التِجَاؤنا
إليهِ - وإلا التَّضحِياتُ تُقَدَّمُ
فأمَّا التمني - والتَّواكلُ - والهَوى
فذلك ما نشكُوه طُراً ونسأمُ
ولكنَّنا باللهِ نُؤمِنُ أنَّهُ
سَيمحَقُ من يَبغي عَلينَا ويَظلِمُ
ويا حبَّذا الإسلامُ وهو تَعاونٌ
(عَلى البِرِّ والتَّقوى) وفيها نُكرَّمُ
وبُشرى لمن لبُّوا وطافوا وكبَّروا
فذلك إشراقٌ به الروحُ تحرُمُ
ومَرحى –(وفودَ اللهِ)– مَرحى ومرحباً
بحُجاجِ بيتِ اللهِ ما هَلَّ مَوْسِمُ
يطوفون (بالبيتِ العتيقِ) وهَمُّهُم
وأسمارُهم - هذا النعيمُ المُخَيّمُ
وفي (قصرك المَعمورِ) منهم كَواكبٌ
تُضِيءُ - وأقمارٌ بها اللَّيلُ يُهزَمُ!!
من الغُرِّ يستَهدِي بِهم كُلُّ حائرٍ
وسيماهُمُ "التَّقوى وما هو أَقوَمُ
تغشَّوْكَ إِجلالاً - وحُباً، وغِبطَةً
بأنَّك "حَامي البيتِ" وهو المُيَمَّمُ!!
دعوتَهُمُو (بِرّاً) بهم - وغمَرتَهُم
بعطفِك - والأبهاء فيهم تَسنَّمُ
(هُداةٌ) - و(أحبارٌ) كأن جِباهَهُم
من النُّورِ إلاَّ أنَّها اللحمُ والدمُ!!
بك انطلقوا عَبَرَ (المشاعرِ) و(الضُّوى)
جوارحُهم بالشُّكرِ - تشدو وتنغُمُ
يرونَك "كالصَّديقِ" في غَدَواتِهِ
ورَوحَاتِهِ - و"الشَّرعُ" منك مُحَكَّمُ
وما قارَنوا بالأمسِ يومَكَ سَاعةً
وجاؤوك إلاّ أكبروكَ - وسلَّموا
فأَهلاً بهم - في دارِهم - وديارِهِم
وطُوبى لهم هذا الإخاءُ المُدعَّمُ
لقد زُمِّنَتْ آفاقُ أمةِ "أحمد"
لديكَ ففاضتْ وهي منكَ تُكَرَّمُ
وأنت لَعَمرُ اللهِ - منها شِغافُها
وأنت "مُفدَّاها" الذي هي تَعلَمُ
أياديك لا تُحصى.. وفضلُكَ غَامرٌ
وفي كُلِّ قُطرٍ منك عِطرٌ - مُتمْتَمُ
لك الخيرُ فأهنأْ (بالخلُودِ) وإنَّهُ
لأخلاقك الحسنى - وفِعلِكَ أعظمُ
وكم لك من آيٍ بِها المجدُ هاتفاً
صَحائِفُها تُجلى وتُنقى - وتُرقَمُ!
وحسبُك من قُربى "الجمالِ" (مودةً)
هي (النيلُ) و(الأهرامُ) - وهي المُقطَمُ!
له عنك ما للعين في خَلَجاتِها
من الجفنِ والأهدابِ وهي تُهوِّمُ!!
تراهُ وقد آخاكَ، بيُمناكَ (زنداً) و(ساعِداً)
و(دِرعاً) و(سيفاً) صَارماً - يتضرَّمُ
ويَلقاكَ في اليومِ العصيبِ وِقاءَهُ
إذا البأسُ يسطو - والمعارك تَحسم
وأيَّ كفاحٍ لم تكنْ فيه كاهلاً
وصدراً إذا ما العُربُ فيه تأزَّمُوا؟؟!!
من الأطلسِ الغربيِّ سَيفُك حائطٌ
إلى (سِيفِكَ الشرقيِّ وهو مُحرَّمُ)!!
تَوحدتِ الأهدافُ - والعُربُ (وحدةٌ)
بها الدينُ و(الإسلامُ) - ينمو ويَعظُمُ
وما "الشامُ" إلا "مصرُ" في كُلِّ موقفٍ
و"بغدادُ" و"عمان" و"صنعاءُ" حَضرمُ
بنو عمِّنا - (أبصارنا) - (أصفياؤنا)
"بصائرُنا" - (أكبادُنا) - وهي ترزمُ .
إذا مسَّهُمْ سُوءٌ لَمْسنَا جُنوبَنا
بما هم - يَشتكُوه - وما هُم تأَلَّموا
أمولاي: إنَّ اللهَ جَلَّ جلالُهُ
(نَصيرُكَ) والإيمانُ فيك مُجسَّمُ .
وصلتَ بهِ حَبلَ الرَّجاءِ ولم تَزلْ
تَقرَّبُ "بالطَّاعاتِ" منه - وتعزمُ
ومحَّضتَهُ التوحيدَ منكَ تعبُّداً
فخوَّلكَ التوفيقَ - من حيثُ يعلمُ
وأتاكَ من آلائِهِ - ورِضائِهِ
ونَعمائِهِ "الحظَّ" الذي بك يقسِمُ
أفانينُ شتى: من صُروحٍ عظيمةٍ
و(تنميةٌ) تخطيطُها الجَمُّ، يُرسَمُ
وما اليومَ إلا العامُ عندَك قيمةً
دِراكاً وسعياً، يَبتغيهِ التَّقَدُّمُ
مآثرُ لم يكفرْ بِهِنَّ مُكابرٌ
كَنودٌ، ولم يجحدْ ضُحاهُنَّ "مُسلِمُ"
بشُكرِكَ - بالإِخباتِ، بالسِّيرةِ التي
تواصاكَهَا "عبدُ العزيزِ" المعظَّمُ
فلا غروَ أنْ تحيا طويلاً، وأَن تَرى
جميلاً، وتُعلى ما بنيتَ وتَنعَمُ
وليس جُزافاً فخرُنا بكَ، إِنَّما
هو الصِّدقُ، وهو القلبُ، والعينُ، والفمُ!!
به تَنطِقُ الدُّنيا - ويَعْترفُ الورى
ويَلهجُ محبوراً، فصيحٌ وأعجمُ!!
بلادُك للإيمانِ مأْزِرُ أهلِهِ
وشعبُك خيرُ العالمينَ - وأَكرمُ
بذلك يَجزي اللهُ فيك عِبادَهُ
بما هُم - أطاعوا من هُداهُ - وأقسموا
وفيك سَتحيا (أمَّةُ الخَيْرِ) للهُدى
حُصوناً - وآجاماً بها البغيُ يُقصَمُ
فعِشْ يا "طويلَ العُمرِ" شمساً مُضيئةً
ظِلاً ظَليلاً - "بالسُّعودِ" يُعمّمُ
ولا زلتَ للإسلامِ، والعُربِ، مَوئِلاً
بك (الحقُّ يعلو) - والبشائرُ تعظُمُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :346  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 88 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.