شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تحيّة عيد الأضحى المبارك 1378هـ (1)
بحمدكَ - ربَّ العالمينَ - نُسبِّحُ
وفي "نعمة الإسلامِ" بالعيدِ نَفْرحُ
لك الدِّينُ - يا قَيّومُ - وحدَكَ "قيِّماً"
ومن دونِكَ الدُّنيا حُطامٌ مُصَوَّحُ
وفيكَ تَساوى "بالمشاعرِ" "عاكفٌ"
و"بادٍ"، وغادٍ بالضُّحى - ومُرَوِّحُ
تَفرّقتِ الأجناُ، ثم بكَ التقَتْ
على الحقِّ، لا تبغي، ولا هي تَجمحُ
تَنادَى بها "الإيمانُ" والخوفُ والرَّجا
بها "الفُلْكُ" تَجْري، والضَّوامرُ تَضْبَحُ
تَزاحَمُ حَولَ "البيتِ" عاليةَ الصَّدى
"بِلَبَّيكَ"، ترجو ما وعدْتَ وتَطْمَحُ .
وتَجأَرُ بالشكوى إليكَ لَواغِباً
وتَسألُكَ الرِّضوانَ وهي تَطَرَّحُ
أضالِعُها مَحْنِيَّةٌ، وقُلوبُها
إليكَ بها أسرارُها تَتَفَتَّحُ
مُرنَّحةَ الأعطافِ، محبورةَ الرُّؤى
تَقَحَّمُ في الأفلاكِ جَذْلى وتَسْبَحُ
تَناجيكَ - والأكبادُ غَرْثى خَصائِصاً
تَدَفَّقُ أرسالاً إليكَ وتَنْزَحُ
وتَدعُوكَ من أعماقِهَا في تَأَوُّهٍ
وفي خَشْيَةٍ منها "الأخاشِبُ" تَضْرَحُ
وتَسألُكَ الوَعْدَ الذي أنت مُنْجِزٌ
وكلٌّ به يرجو، ويَنْجو، ويَفلحُ
مُجرَّدةً من كلّ شيءٍ، وغايةٍ
سوى ما به تَسْمو وتنمو - وتُصلِحُ
يُردِّدُ تَكْبيرَ "النبيّينَ" رَجْعُها
هُتافاً، وتَسْتَهْدي القَبولَ وتَرْبحُ
ومن زادِها "التَّقوى" ومن بَشرِهَا الجوى
ومن عَزْمِها الإخلاصُ وهي تُجوِّحُ
أجلْ إنَّهُ "الأضْحى" وفيه ائتلافُنا
وفيه "تَهانينا" التي نَتَصَبَّحُ
يُباهي بنا اللهُ "الملائكَ" أنّنا
عبادٌ أطاعوه وفازوا وأفلحوا
ألا إنها الدنيا بلاغٌ، وإنَّما
يُلقَّى امرؤٌ في العَرْضِ - ما هو يَكْدَحُ
ومن مُحكمِ الآياتِ ما يَخْطمُ الهوى
ويزجرُ عن لَهوِ الحديثِ - ويكْبَحُ
"كتابٌ" به تُجْلى القلوبُ من العَمى
وتَشفى به كلُّ الصدورِ وتُشْرحُ!
خلا أنَّنا كُنَّا نسِينَا فهل عَسى
تُذكِّرُنا الأحدَاثُ وهي تُوضَّحُ؟
ألم يَأْنِ أنْ تصحو؟ وللكوْنِ حولنَا
ضَجيجٌ، وللأهواءِ بأسٌ مُصَفَّحُ
بلى!! ما استطعنا، فلنكنْ "خيرَ أُمّةٍ"
لها من تَصافيها السِّياجُ المُسَلَّحُ
لَنَرْجِعُ إلى "الدينِ القويمِ" فإنّه
هو "المَثلُ الأعلى" الذي لا يُزَحْزَحُ
فمهما اتَّبعنا ما به "صَلُحَ الأولى"
من "الهَدْيِ" نغدو مُصلحينَ ونُصْلِحُ
بذلك نَدعو مُخلصينَ - وحَسْبُنا
من الله أنَّا فيه نَشْدو ونَصْدَح
جديرٌ بنا استمساكُنا "بكتابِهِ"
و"بالسُّنَنِ الغَرَّاءِ" وهي تُوضِّحُ
هُنَالِكَ نَحيا رافلينَ "أعزّةً"
ونَحْظَى بنصرِ اللهِ من حَيثُ نَسْنَحُ
فما انقادتِ الدنيا على رَغمِ أنفها
لأسلافِنَا إلاّ بما هُم تَوَشَّحوا
بأنْ جَعلوهضا "للخُلودِ" مَعابراً
وما غَرَّهُم فيها "الغَرورُ" المُطوِّحُ
على أنهم في الأرضِ كانوا "أئِمّةً"
بهم كلُّ صَرْحٍ، كالسِّماكِ يُصرِّحُ
أقاموا عليها "البيّناتِ" مآثراً
وسادوا وشادوا، واعْتَلَوْا، وتَفَسَّحوا
كذلك نُنْجِي اليومَ ما هو فَرْسُنا
"وكلُّ إناءٍ بالذي فيهِ يَنْضَحُ"
أإخوتَنا، إنَّا وأنْتُمْ على هُدىً
منَ الله والتَّوفيقُ ما هو يُمْنَحُ
لئنْ لم يكْن منّا "التَّناصُحُ" غَيْرةً
فما ثَمَّ إلاّ ما خشينَا - ويَقْرَحُ
هو "الوعدُ" يتلوه "الوَعيدُ" وربّما
تَعاقَبَ عكْساً - والوِقايَةُ - أرْبحُ
وقد "تنفعُ الذِّكرى" وطوبى لِسامعٍ
وعَاها وألْقاها لِمن هوَ يَنْصحُ
بهذا أُمرنا، بالتعاونِ والتُّقى
والله يعفو عن كثيرٍ - ويَصْفَحُ
"إمامَ الهُدى" بُشْراكَ أنَّك ذُخْرُنا
بما أنت تُعْليهِ وما أنتَ تُصْلحُ
بعهدك أضحى "الحجُّ" مُنْيةَ حالمٍ
وفيه لك الآفاقُ بالشكْرِ تَجْنحُ
تَعَهَّدْتَهُ، حتى "اليَبابَ" جعلتَهُ
"حدائقَ" والأكمامُ فيها تُفتَّحُ
كأنَّ الدُّجى فيه تبدَّلَ بالدُّجى
ضياءً، وفيه الصخرُ بالماءِ يَرْشَحُ
و"أمْنٌ" به الدنيا تسود لو أنّها
به نَعِمتْ، أو أنَّها منه تُمْنَحُ
هو الحجُّ - إن الحجَّ للهِ وحدَهُ
له "النذْرُ يُوفى"، و"الأضاحيُّ" تُذْبَحُ
وأسرارُهُ شتَّى، ومنها اجتماعُنا
وتطهيرُنا ممّا بِهِ الكَونُ يَرزَحُ
وتصميمُنا أنّا - نُحكِّمُ شَرْعَهُ
وندعو إليه - مُسْنِتينَ - وننصحُ
وأنّا نؤدّي شُكْرَهُ وثناءَهُ
بما هو "وقَّانَّا" وما هو يَنفحُ
إليه ألتجأْنا - مُوقِنينَ - بأنَّه
هو "الغافرُ" التوَّابُ، وهو المُسَبَّحُ
نَخِرُّ على الأذْقانِ تلقاءَ "بَيْتِهِ"
سُجوداً، وفي أعتابِهِ نَتَمسَّحُ
وعاشَ "سُعودٌ" للشريعةِ مَوْئِلاً
وفيه الأماني والتَّهاني - تُرشَّحُ
مناهِلُه مَورودَةٌ، وحُصونُهُ
مُمَنَّعةٌ، والشَّعبُ فيه مُرَوَّحُ
حَفِيٌّ بمَن لبّوا وطافوا وكبَّروا
ومن نَحَروا "البُدْنَ" الهَدايا وسبَّحوا
وكلُّ امرئٍ منه أخوه أو ابنُهُ
"حناناً" وإيثاراً بما هو يسمح
تولاّه "ربُّ العرش" بالحِفْظِ دائماً
وبالنَّصرِ والتوفيقِ ما سَالَ أبْطحُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :343  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 85 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.