شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تحية الوفد
"حولية الموسم !!" عام 1377هـ (1)
هو (المجدُ يَقوى!)؟ أمْ هو (الوفدُ) يُكرمُ
أم (الحُبُ) يُهدى! و(الإخاءُ) يُدعَّمُ؟!
وهلْ مَن رأى في (القَصرِ) تِلقاءَ (فَيصلٍ)
شُعوبٌ تُحيَّا؟ أم صُفوفٌ تُنظَّمُ؟!
وهلْ هَذه الأَضواءُ من كُلِّ مَطلعٍ
كَواكبُ تبدو؟ أمْ بُدورٌ، وأنْجمُ؟!
أجل إنَّه الإسلامُ في أصْفِيائِهِ
تَفيضُ به الدُّنيا سَلاماً، وتَسلَمُ
مواكبُ ترجو اللهَ، وهي تَخافُهُ
وتَرمُلُ بينَ (المَروتينِ) وتَنْعَمُ
تُطوِّفُ (بالبَيتِ العَتيقِ) وما بِها
سِوى العَفوُ، والغُفرانُ وهي تَلزَّمُ!!
تلجُّ بِها حولَ (الحَطيم) شُجُونُها
تشدو بِها الأَرواحُ - وهي تُلوَّمُ؟!
تُناجي الذي لا يَعلمُ الغيبَ غَيرُهُ
ومَن هوَ رَحمانٌ - ومَن هو يَرحَمُ
وتدعوهُ سِراً في الحَنايا - وجَهرةً
وأكبادُها من خشيةِ اللهِ تُفعَمُ
تَضَرّعُ قُربي للإِلهِ - وزُلفَةً
وتَبرأُ من أوضَارِها - وتَنْدَّمُ!!
وتشكو إليه بَثَّها - واضطِّرابَهَا
وما هِي تَلقى من بَلاءٍ، وتكْتُمُ
وتحمِلُ أَعباءَ الحياةِ - ثقيلةً
تنؤُ بِها الشُّمُّ الرَّواسي وتُقصَمُ
تُجافى بها مَا تجنُّ - جُنُوبُها
وتَعفو عَلى بَرحٍ وقَرحٍ وتَحلَمُ!!
وما ذَاكَ إلاّ أنَّ أبنَاءَ آدَمٍ
عتَوْا، وبغَوْا واستكبروا وتَقحَّمُوا
يظنُونَ أنَّ الخَلقَ رَهْنُ اسْتِياقِهمِ
إلى المَحقِ أو أنَّ المَصيرَ إليهُمُوا!!
ولو عَلِموا - حَقَّ اليقينِ - لأقصَروا
عن الجهلِ –واستبقوا حِجاهُم– وأَحجَمُوا!!
هوَ اللهُ - لا ربٌّ سِواهُ - ومَا لَهُ
شَريكٌ، ومَهما شاء يَقضي، ويُبرِمُ
وما رأيُنَا في اللهِ شَكٌ، وإنِّما
هو (الإِصرُ)، إنَّ (الإصرَ) ما هو، ينقِمُ
ومن قبلِنا في (مُحكَمِ الآي) عَوائِلاً
ولا مَسَّنَا إلاَّ الخطايا - تُهمْهِمُ
تَكادُ بها الأَطوارُ تَندَكُّ من علٍ
وتُصعقُ منها الكَائِناتُ - وتُردمُ
بما نحنُ (بدَّلَنا)، بما ليسَ نتَّقي
بما نحنُ ننسى! ثمَّ نَلغُو، ونَزْعُمُ
قنعنَا بما يُزرى! ذَهِلنا عنِ الهُدى
غفِلنا من (الرُّجعى) - بما هو يُؤثِمُ
وما كان إلا النَّصرُ - شأنُنَا
ولا شأوُنا إلا (الخلودُ) المُنعَّمُ!!
فما بالُنَا؟ حتى مَتى، نَحنُ نمتري
وتدهَمُنا - الأحداث - وهي تجهَّمُ؟!!
ألسنَا عِبادَ اللهِ (أكرَم أُمةٍ)
بها (الوَحيُ) وحيُ اللهِ يُتلى ويُرقَمُ
ألم تكنِ الدُّنيا - (رِباطاً لخيلِنَا)
وآثارُنا فيها - (الدَّليلُ، المُسلَّمُ)؟!!
ألمْ يُعهِدِ الإِسلامُ (كسرى، وقيصرا)
وينجو به حَقاً - فصيحٌ، وأَعجمُ؟!!
ألم تتغلغل في السَّرايا (جيوشُنَا)
تُبشِّرُ - بالفِردوسِ - وهي تَقَدمُ؟!!
ألم يأنِ أن نُهدى السبلَ لربِّنَا
وقد أنذرتنَا الغَاشِياتُ تُدَمدِمُ؟!!
ألسنا بنصر اللهَ في كُلِّ موطِنٍ
وُعِدْنَا - ووَعدُ اللهِ حَقٌ مُحتَّمُ؟!!
بلى!! ما نَصرنا اللهَ فهو نَصيرُنا
وما شاءَ يُمضي في البرايا ويُحكِمُ؟!!
فهلاَّ أَقَمنا طَائعينَ حُدُودَهُ؟
وهلاَّ اعتَصمْنَا - والخَنا يتجهَّمُ؟!!
هو (الواحدُ القهَّارُ) والقادرُ الذي
به الحَقُّ يعلو، والخَلائقُ تُرحَم
هو (الملكُ القُدُّوسُ) جَلَّ جَلالُهُ
ومِن دونِهِ - الأرجاءُ - (ذرٌ مُحطَّمُ)!!
إليه مشتْ كُلُّ الفِجاجِ، وأوفَضَتْ
(بِأفئِدَةِ الحُجَّاجِ) وهي تَعشَّم!
تُيممُ (بيتَ اللهِ) في بطنِ مكة
وتجثوا إليه من قريبٍ وتجثُم!!
وتَسْبِقُهَا أنفاسُها زَفيرِها
بما هي تُخفيِهِ، وما هو يُعلَمُ!!
وما (عَرفاتُ) غير آياتِ ربِّنَا
(شَعائرُ) - للهِ العَظيمِ - تُعَظَّمُ
يُمَثَّلُ فيها (الحَشْرُ) ولهانَ حاسراً
يُحلِّقُ فيها (الطير) وهو يُحوِّمُ!!
ويَذَّكَّرُ الإنسانُ ما كانَ ناسِياً
ويُصغي إلى (السبعِ المَثاني) ويخزمُ!!!
وتنفعُهُ (الذكرى)، (بِجمعٍ)، وفي (مِنىً)
وحيث تصدَّاه (المقامُ) و(زمزمُ)!
كَذلِكَ - والإسلامُ أعظمُ نِعمةٍ
بها الشكرُ لا يُحصى، ولا هو يُكتَمُ!
هو الدِّينُ - و(الإِخلاصُ) للهِ وحدِه
و(توحدُه) ما كَبَّر اللهَ مُسلمُ
فحيْهلا بالوافدينَ - جميعِهِم
وما منهُموا إلاّ العَزيزُ المُكرَّمُ
ويا حَبَّذا هذا التَّلاقي، ومَرحباً
بكُلِّ مُجيبٍ جاءَ يَسعى ويَرجُمُ
وطوبى لَكُم عفوُ الإلهِ - وفضلُهُ
وما هو مذحورٌ، وما هو أعظَمُ
لجَأنا إِليهِ - حاسِرينَ رؤوسَنَا
ونُؤمنُ أنَّ الفوزَ بالخُلدِ أَدوَمُ
نَذُبُّ عنِ (الإِيمانِ) طخرّاً ونَفتَدي
(معاقِلَهُ) والجَّنبُ بالجَّنبِ يَزحَم .
أُخوَّةُ صِدْقٍ، يَعلم اللهُ أنَّها
أعزُّ مِنَ (القُربى) وأبقى وأسلمُ
بِها تخضعُ الدّنيا، بها يُكبَتُ العِدى
بِها الخَصمْ يُذرى! والأماني تُرغَّمُ!!
تُنادي بِها (أُمُّ القُرى) وشِعَابُها
و(طيبةُ) و(البيتُ العتيقُ) و(زمزمُ)
ويُفضي بها عَبرَ (الأثيرِ) وميضُهُ
ويشدو بها الشِّعرُ الرَّفيعُ - مُنغّمُ!!
وتَبعثُها فِيكم إلى كُلِّ طَامِحٍ
(مُغلغلةً) في كُلِّ نادٍ تُتَرجَمُ .
بأنَّا لكُم واللهُ يَشهدُ - (إِخوةٌ)
نُسَرُّ لكُم مَهما سُررتم - ونَألَمُ
وأَنَّ الذي نَسعى إليهِ (تَعهُّداً)
هو الرَّفقُ - والحُبُّ الصَّميمُ (المُعقَّمُ)
وأنَّ يَفتديَ كلٌّ أخاهُ بنفسِهِ
ويدرأُ عنه ما استطاعَ - ويَصدُم
وأنْ نَبذُلَ الغَالي رخيصاً لنتَّقي
بِه طَارئَ الأحداثِ وهي تأزَّمُ!!
بِذلك وصَّى اللهُ خِيرةَ خَلقِهِ
ونحنُ بما وصَّى بِه نتأمَّمُ!!
وما قمتُ يوماً أُنشِدُ الشِّعرَ ضِلَّةً
ولكنني في (طاعةِ اللهِ) أنظُمُ
أُقسِّمُ قَلبي - حِسبةً - وأُريقُهُ
وأَنْثُلُ منه كُلَّ ما هو يُلهَمُ!
وخيرُ الهُدى هَدْيُ النبيِّ (محمدٍ)
ونحن به ننْجو ونَسمو ونُنَظَّمُ
وكُلُّ مُصَلِّ في الوَرى - ومُوحِّدٍ
حَبيبٌ إلينا، وهو مِنَّا المُقَدَّمُ
وعاشَ طويلُ العمرِ مَن عاهدَ الذي
به المجدُ يشدو والهُدى يترنَّمُ
مُجددُ (عهدِ الراشدينَ) بعدلِهِ
و(حَامي حِمانا، والمليكُ المُعَظَّمُ)
(سعودُ)، وكم أجدى سعودُ (مآثراً)
بها الشَّعبُ يَهنأُ و"الحَجيجُ" يُنعَّمُ
يباهي بها مهما تنفس (مِنْجدٌ)
ويزهو بها - مهما تحدث (مُتْهَمُ)
وتَشهدُها الأبصارُ وهي قريرةٌ
وتُكبرُها الأمصارُ - و هي ترسَّمُ
تألَّقَ بين (المسجدينِ) - وفيهما
وفي كُل ما يُروى - وفي (الماءِ) يسجم
وفي (العِلمِ) و(العمرانِ) - والبرِّ، والتُّقى
وفي (الأمرِ بالمعروفِ) ينهى - ويكظُمُ
وفي (الشعب معتزاً) وفي الظِّلِ وارفاً
وفي الفَضْلِ يُسدى، والأمانِ يُخيِّمُ
وفي الجوِّ (تحليقاً)، وفي الجيش (قوةً)
وفي اليمِّ (أسطولاً) به الموجُ يُحطَمُ
وفيما به الدنيا تُدينُ لأهلِها
وفيما به (الدينُ الحَنيفُ) يُحَكَّمُ
وعاشَ (وليُّ العَهدِ) فيصلُ صِنوُه
وصَمصَامُه البتار - فيما يُقسِّمُ
وما هُو إلا بينَ بُرديهِ (أمَّةٌ)
(فيالقُها) في عزمِهِ - تتجسَّمُ
خلائقُهُ (الإشراقُ) و(البِشرُ) و(النَّدى)
وصارمُهُ (البأسُ الشديدُ) المسوَّمُ!!
وعاشَ الأُباهُ الصِيدُ من كُلِّ قانتٍ
وكُلِّ مُنيبٍ! ما تطوَّفَ (مُحرِمُ)
 
طباعة

تعليق

 القراءات :337  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 80 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.