شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
"حولية ((عيد الأضحى)) عام 1376هـ " (1)
هلِ (العيدُ) إلا بهِ الشَّملُ يُجمعُ
وإشراقُهُ إلاّ الهُدى وهو يَسطعُ؟!
وهل في بلادِ الله طُرّاً بأَسرِها
"مشاعرُ" إلاَّ هذه تَتضَرعُ؟!
فما ثمَّ "مهبِطُ الوحيِ" والهُدى
وإلاّ القلوبُ القانِتَاتُ تَضَرَّعُ
"مواقفُ" جلَّ اللهُ بالدِّينِ بوركتْ
وبالبِرِّ والتَّقوى تُضيءُ - وتَلمَعُ!!
وهل "عرفاتُ" والحَجيجُ - و"مكةُ"
سوى "العرضِ" إلا أنَّه يتخزعُ؟!
"مواكبُ عُبَّادٍ" إلى اللهِ أقبلوا
وأفئدةٌ تَهوي - إليهِ، وتَخضَعُ؟!
ومَثوى "رسالاتٍ" ومَأوى "ملائكٍ"
ومسبحُ أرواحٍ - إلى اللهِ تَرجِعُ
أطلَّتْ بها عَبرَ البِحارِ - قصيةٌ
سفائنُها - من كُلِّ فَجٍّ - تُقلِعُ!!
وأُخرى بهم "ذاتُ الجَناحين" حلّقتْ
وشُقَّتْ بها الأجواءُ - وهي تطلعُ
وثالثةٌ - تفرِي الصَّحارى - كأنَّما
رواحِلُها تحدو بها، وتسمعُ!!
على "عَجلاتٍ" دائباتٍ مُغيرةٍ
و"عوزٌ مطافيلٌ" تَخبُّ، وتُوضِعُ
وقد حَسَرَ "الإحرامُ" منهم رؤوسَهُم
كما زانَها الإطراقُ إذ هِي تَهطَعُ
"بدَاراً" إلى "البيتِ الحرامِ" وزُلفةً
إلى الخالقِ الدَّيانِ، وهي تخشَّعُ
تكادُ بهم تَعدو الرياحُ على الرُّبى
وتسبِقُهم أشجانُهمْ تتشفَّعُ؟!
مدامِعُهم منهلَّةٌ، وجُفونُهُم
مُقرَّحةٌ، تشكو قَذَاها وتفزَعُ
سقى اللهُ - أرجاءً بها الحجُّ جامعٌ
ومنها - وفيها - فضلُه يتورَّعُ
ويا حبَّذا "جمعٌ" - ويا حبَّذا "مُنىً"
ويا حبَّذا هذا الضياءُ المُشعشِعُ
أجل، إنَّه "الغُفرانُ" يَفترُّ كالضُّحى
وتلقاءُه "الرِّضوانُ" يَهمي، ويمرَعُ
وما بعدَ هذا اليومِ إلاَّ اجتِمَاعُنا
على "وحدةٍ كُبرى" بها الدينُ يَسطعُ!!
ألا إنما "الفوزُ العظيمُ" اتحادُنَا
"صفوفاً" - ودنيانا به - تتدرعُ
فما روَّعَ الإسلامَ إلاّ افتراقُنا
ولا زلزَل الأصنامَ، إلاّ التَّجمُّعُ
أنحسَبُ أن نَحيا حَياةً كَريمةً
وأهواؤنا شتَّى! ولا تَتَضَعضَعُ؟!!
أمِنْ قِلَّةٍ أزرى بنا الدَّهرُ، والحَصى
إذا نَحنُ أحصينا، أقلُ وأشجعُ؟!!
تجنَّى علينا - واستطالَ عَدُّونا
وأوشاجُنا "القُربى" به تتقطَّعُ!!
وسائِلُه الإغراءُ، يوغرُ نَفثُه
صدوراً بها صَرحُ الإخاء يُصدَّعُ!!
وما "غارُ ثورٍ" وهو يُخفى "مُحمداً"
ولا "يومُ بدرٍ" والضحايا تُصرَّعُ
سوى مُثُلاتٍ في الكفاحِ - وإنّها
لأبلغُ من شِعري، وأقوى، وأنصَعُ!!!
سنمضي إلى أهدافنا - بالتفافِنا
على واضحٍ من ضوئِه الشمسُ تطلعُ
"ونُعرِضُ عن شتمِ الكَريمِ ادخاره"
ونحفظُهُ، من حيث لا يتورَّعُ
"عروبتُنا حقٌ"، "وفاءُ عُهودِنا"
"مبادؤُنا" الطَّودُ الذي لا يُزعزَعُ!!
حنانكَ "ربَ العالمينَ" فإنَّنا
"عبادُكَ" والآفاقُ رجفٌ مُقَطَّعُ
إليكَ التجأنا - واعتصمنا بقاهرٍ
وعُذْنَا بجبَّارٍ يَضرُّ - ويَنفعُ
أفضْنَا، وضحَّينا، وملءُ قلوبِنَا
شجونٌ بها الشُّمُّ الرواسي تَوجعُ!
فيا عالِمَ الأسرارِ، يا فالِقَ النَّوى
ويا مَن له الأكوانُ تَعنو وتَخضَعُ
دعونَاكَ - والرُّجعى إليكَ - فَوقِّنَا
من النَّارِ، وارْحمْنَا، فعفْوُكَ أوسَعُ
"بنو آدمٍ" رغمَ "الثقافاتِ" أُبلسوا
وقد عَمِهوا في غَيِّهم، وتضجَّعوا!!
يظُنُّونَ أنَّ الأمرَ ما هُم تآمروا
وما هو إلا ما بِهِ أنت تردَعُ!!
مشيئتُك الأقوى وحُكمُكَ نافِذٌ
وبأسُكَ مرهوبٌ، وسطُوكَ أروعُ
وما "الدارُ" إلا فتنةٌ وانفجارُه
نَكالٌ، ولكنْ باقتدارِكَ يُقمعُ!!
وما نحن إلا "الصواريخُ" ومضةً
بها "النورُ" يزهو والظلامُ يُقشَّعُ!!
أرى الأرضَ حَيرى!!، والحياةَ تطوراً
وكالفَلَكِ الدَّوارِ - فيها التَّوسُعُ!
نمايدها بين السماءِ "تقحموا"
وأفذاذُها بالخَسفِ والعَسفِ "أُولعوا"
وما زالت الدُّنيا بِنا في تلكؤٍ
نصيحُ ونَشكو، وهي تلهو وترتَعُ!
وما لم تقُم بالعِلمِ نعتدُّ ضدَّها
وبالفنِّ أعيانا البقاءُ المضيَّعُ!!
ودونَ توانينا - وخلفَ طهورنا
شعوبٌ تذكى! أو "نواةٌ تُصدَّعُ"!!
فيا من إليهِ الأمرُ - يُرجَعُ كلُّهُ
ومن هو لا يَغفو، ولا هو يُخدعُ
أقِلنَا من "السَّوآى" ومن عَثَراتِنا
ومن كُلِّ ما يُخشى، وما يُتوَقَّعُ
وثَبِّت على (الإيمانِ) منا قُلوبَنَا
وزوِّدنا يقيناً "يوم تَذهلُ مُرضِعُ"!!
وهَبْنا مِنَ "الإخلاصِ" ما هو جُنَّةٌ
وما فيه نَحظَى بالقَبولِ ونُمنَعُ
فديتُك "يا سَعْدَ السُّعودِ" وما عسى؟
يُرتَّل فيك الشِّعرُ - وهو مُرصَّع؟!
بلادُك "إعمارٌ" و"تاجُك" نعمةٌ
وشعبُك جيشٌ باسلٌ، ومُدرَّع
وما "العيدُ" إلا أنتَ ذاخِرٌ
وما ارتجزتْ فيه الوُفودُ تُرجِّع
لك العُمُرُ ممدودٌ لك المجدُ باذخٌ
لك "الصارمُ البتَّارُ" يُجلى ويُشرَع
وعشتَ وعاشَ المسلمونَ جميعُهُم
لأمثالِه - والنصرُ بالنصرِ يُتبَع
 
طباعة

تعليق

 القراءات :345  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 79 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.