شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عيد الحج (1)
البِشرُ فيك و(عيدُ الحجّ) عيدانِ
كلاهُما فيك يا (محفوظُ) سِيانِ
عيدٌ به ائتلقَ (الأضحى) - ببهجتِهِ
على العِباد - وعيدٌ - صوتُك الهاني
اللهُ أكبرُ - أدَّى الحج - وانطلقتْ
به (الفِجاجُ)، وضحى كلُّ هيمان
تغشى (الممالك) بالبشرى جوانحه
عبر "المشاعر" من رجلٍ وركبانِ
مشَى بِها "الوَحيُ" أفواجاً - بأَفئِدةٍ
تكادُ تَشخَصُ من شوق وتَحنانِ
من كلِّ ذي خَشيَةٍ للهِ - تَحسَبُه
(روحاً) تجردَّ من جلدٍ وجثمانِ
تجري به (الفُلكُ) باسمِ الله ماخِرةً
والموجُ يحكيهِ - في شَجْوٍ وأشجانِ
أو تَستَهلُّ به في الجَّوِ (أجنحَةٌ)
بها الفضاءُ تهادى بينَ عُقبانِ
أو في المهاوي على الصَّحراءِ - لَجَّ بِها
فَرطُ الحنينِ - إلى (جمعٍ) و(نَعمانِ)
هُتافُهَا، وتناجيها، وقوتُها
لبيك، لبيك، في ورعٍ وإذعَانِ
خرساءُ من وجلِ الأوزارِ - ناطقة
منها القُلوبُ، قضاها كُلُّ شِريانِ
تشكو وتلهث عبرى في تضرُّعِها
تَرثى - نوازف آماقٍ وأجفَانِ
شتى لغاتٍ، وأجناسٍ، وأمكنةٍ
وعترةٍ - وتقاليدٍ، وألوانِ
تفرقوا في بلادِ اللهِ - واجتمعوا
إليه في طاعةٍ - من غيرِ عِصيانِ
واليومَ يغدُون في عيدٍ وفي فَرَحٍ
وفي خيرٍ، وتوفيقٍ ورضوانِ
ويسبقونَ إليك الفجرَ مشرقةً
بهم رحابُك من "قُربى" وإخوانِ
تطوَّفوا حولَ بيتِ اللهِ وانطلقوا
في نعمةٍ بين (أفرادٍ) و(أقرانِ)
وكلُهُم "بسعودٍ" في مآثرِهِ
متيم - شاكر يشدو بشُكرانِ
الطائعُ الرائع الميمونُ طلعتُهُ
(العاهلُ) المُصلحُ المستبشرُ (الباني)
قامت شواهدُها في (مكة) وعلت
(بطيبةَ) وأشرأبَّت فوقَ (نَجرانِ)
وأنقذت شرفاتِ (القدس) - وافترعت
شَأوَ الأُولى سَبقوا عن عَهدِ (مَروانِ)
وما الثناءُ عليه - وهو مُحتَسِبٌ
إلا - روافدُ - إخلاصٍ وعِرفانِ
أما الذي هو في التَّاريخِ سجَّلهُ
فدونَه كُلُّ أسبابٍ وتبيانِ
شَدَتْ بذلك - آفاقٌ - وألويةٌ
وألسُنٌ مِن تَرانِيمٍ وعُمرانِ
وأبرزته (الرياض) الغرُّ ضاحكةً
وكُلُّ نضْرٍ - وريفِ الظِّلِ فينانِ
وحَسبُهُ أنَّه لِلدينِ عِصمتُه
وأنَّهُ للبرايا خيرُ مِعوانِ
وشعبُهُ - كُلُّهُ حضراً وباديةً
يومَ الوَغى في كُلِّ ميدانِ!!
حَباهُ من حُبِّهِ - مَا كاد يَجعَلُه
يظنُّ - دُنياهُ - لم تُوصَم بنُقصانِ
عدلٌ - وأمنٌ - وإيثارٌ وتبصِرةٌ
فلا غريبٌ، ولا بَاغٍ، ولا جَانِ
تمضي الحدودُ بلا استثناءَ زاجرة
عزمَ الخَنا - وتحدي كُلَّ شيطانِ
والعِلمُ شارةٌ مِنهُ (معاهدُه)
في كُلِّ فنٍ على رَضْوى وشهلان
وحبذا هي بينَ (الخِيف) أمنيةً
على (مُنى) رقرقت شعري وألحاني!
ليت (الرضيَّ) - اجتلاها في روائِعِهِ
وتَرا وشَفعا وغنَّاها وأغناني
إليك يا (عَالِمَ الأسرارِ) - عن كَثَبٍ
جِئنا - نَخُبُّ - ونرجو كُلَّ إحسانِ
فامنُنْ علينا بما تَهدى القلوبَ بِهِ
إلى رِضائك - واشملْنا بِغُفرانِ
(وَحِّدْ) بقدرتِك (الأهدافَ) في (أُممٍ)
قد (وحَّدتك) - وبصِّرْ كُلَّ حَيرانِ
(واجعلْ لنا مخرجاً) من كلِّ مُعتركٍ
تمورُ فيه عُتاةُ الإنسِ والجانِ
وانصُرْ (سُعوداً) وأعواناً له صدقوا
ما عاهدوا الله في سرٍ وإعلانِ
وكُنْ لهمْ ولنا (نوراً) يقرِّبُنا
زُلفى إليكَ، على تقوى وبُرهان
ما زال مُنذ اجتباه اللهُ يَرفَعُهَا
قَواعِداً - من أساطينٍ وأفنانِ
واحفظْ "عبادَك" من بأسٍ، ومن غضبٍ
ومن جَوائِحَ أدرانٍ، وطُغيَانِ
"ولا تَكِلنا إلى تَدبيرِ أنفُسِنا"
يا "مالك المُلْكِ" - واخذُلْ كُلَّ عُدوانِ
إنا لنلتمسُ (الفِردَوسَ) في شَغَفٍ
وفي اعتقادٍ - وإخلاصٍ وإيمانِ
وقدْ دعوْناك - من أعمَاقِنَا، وبما
تَرضى به، فاستجبْ يا خيرَ مَنَّانِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :333  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 78 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.