شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الوحدة قوة (1)
لَكَ الحَمدُ يا مَنْ ظلَّلتنَا "مشاعِرُهُ"
ويا مَن إليكَ "الوفدُ" تُفضَى سرائِرُه!!
لَكَ الحَمدُ - حَمدَ الشَّاكِرينَ - وإنَّهُ
لَكالموجِ –مَوجِ البَحر– جاشتْ هوادرُه
تلجُّ به الدُّنيا - ويَأتَلِقُ الهُدى
وتَشدُو بهِ الآفاقُ - وهي عَقائِرُه!!
بأنَّك (ربُّ العَالمينَ) ومَا لَنا
سِواكَ ملاذٌ، أو مَعَاذٌ نُظاهِرُه!!
مشتْ نَحوكَ الأمصارُ تَقضي "فَريضةً"
هي الحَجَّ - حَجَّ البيتِ - طهرٌ شَعائِرُه
يُلبِّيكَ مِن أعماقِهِ كلُّ خَالِقٍ
وكلُّ مُنِيبٍ (مجَّدتْكَ) زَوافِرُه
ويَدعُوكَ في عَرشِ (السَّماءِ) مُحلِّقاً
وفي الأرضِ، أو في البَحر - مَا هُو عابِرُه!!
ويرجُوك والدُّنيا - تَميدُ بأهلِهَا
وتَرجُفُ بالعِصيانِ - وهي تُخاصِرُه!!
تُمزِّقُها الآفاتُ كُلَّ مُمَزَقٍ
ويُرهِقُها بالسُّوءِ مَن لا يُحاذِرُه
تَقَلَّبُ في الَّلأواءِ شَتى شُكاتُها
ويَطغَى على "المَعروفِ" من هو نَاكِرهُ
أنا سِيُّها (النَّاسونَ) يومَ مَعادِهِم
وأصلحهم - من لمْ تُخادِع بَصائِرُه
حَيارَى يَظُنُّونَ الحياةَ (دُعَابةً)
وما هي إلا "الجدُّ" عَبرى نَواظِره
إذا ما تَلا (الفرقانَ) منا مُرَتِّلٌ
تقشعرّ منه جِلدهُ - وأظافِرُه!!
هُو (اللهُ) إنَّ اللهَ ما شَاء كائنٌ
وما لَم يشَأْ - هَيهاتَ - منه مُحاذِرُه!!
وما الكونُ إلا خَلقُه - وعبادُه
ومِن دونِهِ (تعَنو وُجُوهاً) قياصِرُه
قرونٌ هي الدهر الدَّهَيرُ - تَتَابَعَتْ
كأنَّ لم تَكُنْ إلاّ خَيالاً نُزاوِرُه!!
تَدهدى بها في الخِزي مَن كانَ جاحِداً
وفازَ بنَصرِ اللهِ - مَن هُو نَاصِرُه
هو "القاهِرُ" الجبَّارُ، بل رُبِّ آيةٍ
بها انْبهتَ (الفنُّ الحديثُ) وحازرُه!!
تَدِقُّ عن الأفهامِ - وهي جَليلةٌ
وتَكْمُنُ في "الذَّرِّ" المُطأطيءِ حاقرُه!!!
لَنحنُ بِرَبِّ الناسِ من خيرِ أمَّةٍ
تَغنّى بها "التَّاريخُ" وافترَّ غَابِرُه
أضاءَ بها في الخَافِقَيْنِ (جِهَادُها)
و(إيمانُها) - رَغمَ الذي هو كَافِرُه
فما مِثلُها بين البَرايَا - (مآثراً)
ولا كَحِماهَا في الهُدى من يُكابِرُه!!
أفاضتْ من الصَّحراءِ تَنشُدُ غَايةً
إليهَا انتهتْ بالحقِّ وهي تُؤازِرُه
فما لبثتْ إلا قليلاً، فأشرقتْ
بها الأرضُ نوراً - وازدهتْهَا منائِرُه
فلما ثَنى (الخَلَفُ) المُضَيِّعُ عِطفَهُ
(خِلافاً) وسَامتْهُ الهَوانَ جرائِرُه .
تردَّى - وأردَى، وانطوى في غَشَاوَةٍ
هي الجَّهلُ، بِئسَ الجهل يلهَثُ عاقِرُه
ومَا ثَمَرَاتُ الجَّهلِ إلاَّ مرارةٌ
يَغَضُّ بها (الجاني) وتُغْرَى حَنَاجِرُه
كذلك كانَ النَّاسُ حيناً، وهكذا
تكونُ عِظَاتُ اللهِ فيمن يُجاهِرُه
أجلْ، إنما الإخْلاصُ للهِ وَحدَهُ
و(توحيدُهُ) مَنجَاتُنَا و(أوامِرُه)
وما هي إلاّ مَا بِهِ امتَنَّ مُنعِماً
على الشعبِ تَهدى - بالولاةِ - مصائرُه
بني قومنا إنَّ "الأخوَّةَ" دينُنا
وليس لنا عَنهُ محيدٌ - نُغايِرُه
بني قومِنَا ما أعظمَ الدّين قُوَّةً
إذا التَأَمتْ بالمَشرِقينِ مَعَاشِرُه
بني قومِنَا، إنّا على النَأْيِ (وحدَةٌ)
أزِمَّتُها من كُلِّ قُطْبٍ - سرائرُه
بني قومِنَا، لَسنا سِواكُم، وإنَّما
سِوانا (الهَوى) تَعمى الغواةَ نواغِرُه
لَنحنُ - وأنتُمْ - (إِخوَةٌ) في اعتصامِنَا
وفي اللهِ - مأْوانا (الخُلودُ) نجاوِرُه
رويداً؟! فما في الشِّعرِ إلا قَوافياً
تَضِيقُ بما يُملِي "البَيَانُ" وناثِرُه
عجبتُ له يَرقَى الذُّرَى في انتِضاحِهِ
و"عرشُ سعودٍ" كالثُّريَّا جَواهِرُه
(جواهرُ) لم تُرصَفْ عُقُوداً، ولُؤلؤاً
ولا مَجداً في (التاجِ) نيطتْ زواهِرُه
ولكنَّها - ما يشهدُ اللهُ - إنَّها
صَنائِعُهُ في "شَعبِهِ" ومآثِرُه
إليْها - وفيها - أيُّها الوفدُ فانظروا
(ضُحى ملك) لا يحسنُ القولَ شاعِرُه!!
بلى إنَّها كالشَّمسِ والشَّمسُ في الضُّحَى
وهل كَشُعَاعِ الشَّمسِ وَصفٌ يُباهِرُه؟!!
(مساجدُ) في ذاتِ الإلهِ تَشيَّدتْ
من الذَّهبِ الوَهَّاجِ يَعجزُ حاصِرُه
(مناهلُ) وُرَّادٍ، مَناهِجُ لِلسُّرى
مَشاهدُ بعثٍ، لا تَغِبَّ بَشائِرُه
يكادُ بها من حَجَّ يَحسَبُ أنهُ
على سِنةٍ، والطَّيفُ يُغرِيهِ سَاحِرُه!!
فما من سبيلٍ لم يُمَهَّدْ لِسالِكٍ
ولا (جبلٍ) إلا وكالسَّهْلِ سائِرُه!!
وقَى اللهُ فيه المُسلمينَ جميعَهُمْ
وآتاه بالتَّوفيقِ ما هُوَ شَاكِرُه
وكم هو واسى بالسَّخاءِ (خَلائِقاً)
هَمى بِرُّهُ فِيهم، وهَلَّت مواطِرُه
وكالغيثِ مِدراراً، أيادِيهِ ثَرَّةٌ
على كُلِّ رَيع - أقْفَرتْهُ صَوافِرُه
إذا مَا رَنَا خِلنَا القُلوبَ تَطَلَّعْتَ
(عُيوناً) وأمضتْ كُلَّ ما هُو آمِرُه
يقيناً بِأنَّ اللهَ أهدى سَبيلَهُ
وأنَّ بِهِ (الإسلام) يَعتَزُّ حَاضِرُه
جَزَى اللهُ عن دينِ الحنيفةِ (عَاهِلاً)
تُناطِحُ أعنانَ السَّماءِ مَفَاخِرُه!
سَواءٌ لَديهِ (المؤمنونَ) مَودةً
وغيرتُه فِيهِم، ومِنْهُم غَوائِرُه
مَحَبَّتُهُ "للوافدينَ" تَحيةً
وغِبطَتُه بالعَابِدينَ، قَرائِرُه
تنامُ نجومُ اللَّيل، وهو مُسهَّدٌ
وتَهجعُ عينُ الفَجرِ وهو يُبَاكِرُه
حريصٌ على أنْ لا يُرَاعَ مُوَحِّدٌ
وأن تَمحقَ العُدوانَ قَهراً قواهِرُه
شَفى اللهُ بالتَّقوى (رَعَايَاهُ) والهدَى
فمنهُم صَياصِيهِ، ومِنهم مَغَافِرُه
يطيرونَ ما أومى إليهِم (بَنَانُه)
ومن حيثُ يدعو، أو تَهُبَّ أعاصِرُه
ويحيا ويفنى شَعبُهُ فيه مُخلصاً
بما هو أولاهُ - وما هو آثرهُ
وقد خَصَّهُ الرَّحمنُ بالفَضلِ والنُّهى
و(بالأملِ المَنشُودِ) عَبقَى أزاهِرُه
فَطَالِعُهُ (يُمنى) ونَاديه (رَوضةٌ)
ومَنطِقُه (نُصحٌ) و(وَعْظٌ) منابِرُه
فَمرحى لِمن لبَّى وَطُوبى لِمن وَعّى
وأبلغُ عنه ما رأتْهُ بَواصِرُه
سَلامٌ عَليكُم - في مَناسِكِ حَجِّكُم
وحيثُ حَللتُم، واحتوتْكُمْ (مَحاضِرُه)
وعَاشَ (طويلُ العمرِ) جَذلانَ ظافراً
مَدى الدَّهرِ - ما غنّى على الأيكِ طَائِرُه
وعاشَ (وَليُّ العَهْدِ) للحقِّ "فَيصَلاً"
و(آلُ أبِيهِ) - غابُه، وقَسَاوِرُه
ولا بَرحَ الإسلامُ يَسمو ويرتقي
وتجدعُ آنافَ العدوِّ - بواتِرُه
 
طباعة

تعليق

 القراءات :323  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 74 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور زاهي حواس

وزير الآثار المصري الأسبق الذي ألف 741 مقالة علمية باللغات المختلفة عن الآثار المصرية بالإضافة إلى تأليف ثلاثين كتاباً عن آثار مصر واكتشافاته الأثرية بالعديد من اللغات.