شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ما الحَج إلا للعبادِ تذكر (1)
سَطَعَ "الهُدَى"وتَباشرَ "الإسلامُ"
وزهى "البيانُ" وأشرقَ "الإلهامُ"
واستقبلتْ "أمُّ القُرى" وبِطَاحُها
"وفَدَ الحَجِيجِ" - وثغرُها بَسَّامُ
جَذلى جَوانِحُها - تكادُ بِها الرُّبى
تَعلو، وتُعلِنُ شَدوَهَا الآكَامُ
صَدَّاحةً بالحَمدِ تَجهَر، والثَّنا
للهِ، وهي مَناكبٌ، وزِحَامُ
حُشدتْ بها الأقطارُ وهي قَصِيَّةٌ
وتلاقتِ الآمالُ، والآلامُ-!
وتَعانقَ "التوحيدُ" بين شِغَافِهَا
في ظِلِّ "بيتِ اللهِ" وهو "حَرامُ"
وكأنَّما الدُّنيا وراءَ ظُهورِها
طيفٌ، وكُلُّ غرورِهَا، أوهَامُ
مشتِ "الفِجاجُ" بكُلِّ أشعَثَ، أغبرٍ
ضَاحي "اليقينِ" يَزِينُهُ "الإحرامُ"
خاضَ السَّماءَ إلى "المَشاعِرِ" واقتفَى
في الأرض - بالأمْلاكِ - وهو رِغَامُ
من حيثُ يَخفِقُ قلبُهُ، ودِماؤه
فهو المُنيبُ، والقَانِتُ، القوَّامُ
يسمو إلى "المَلَكوتِ" في (إطراقِهِ)
كالبَرقِ، حينَ يَحُوطُهُ الإظْلامُ
ويرى (فراديسَ الجِنانِ) وحُورَها
وبهِ إليهَا صَبوةٌ وهُيَامُ
يرجُو ويَخشَى اللهَ دون عبِيدهِ
وتَروعُه النَّزَغَاتُ، والآثامُ
عنتِ (الوجوهُ) وأهطَعَتْ بجِباهِهَا
للواحد القهَّارِ، وهي قِيَامُ
وتكادُ مِنْ فَرْطِ الضَّراعةِ - ترتَقي
بقُلُوبِها - والأرواحُ، والأجسَامُ
تَذرو الدُّموعَ على الخُدودِ سَخِيةً
وتَبُثُ نَجواهَا بها الأنسامُ
أفضتْ بها الأشجانُ - تَزفُرُها صَدىً
والصَّدعُ، والأهواءُ، والأسقامُ
وتَجرَّدتْ للهِ، واعتصمتْ بهِ
وهُتافُها (التَّكبيرُ)، والإعظَامُ
لبَّتْ إليه دعاءَهُ - وتجاوبتْ
بدُعائها الأفلاكُ، والأجرامُ
يا أيُّها (الوَفدُ الكريمُ) تحيةً
كالزَّهرِ - عابقةً - به الأكمامُ
أصفى من الطَّلِّ المُرقْرَقِ في الضُّحى
وبها الشُّعور يَفيضُ - والإلهَامُ
لكُم (السَّلامةُ) حيثُ حَلَّ رِكابُكُم
والبِرُّ، والتَّرحِيبُ، والإكرامُ
وبكُمْ يُباهي اللهُ أملاكَ السَّمَا
ويُفاخِرُ - التَّاريخُ - والإسلامُ
ما أنتموا إلاّ وشَائِجَ (وحْدَةٍ)
و(أُخُوّةٌ) رقَتْ بها الأعلامُ
ما (الحجُّ) إلا للعِبادِ - تَذَكُّرٌ
وتَفَكُّرٌ - وتآلفٌ - وسَلامُ
وبه القُلوبُ تَجَمُّ من كُرُباتِهَا
ويَشِعُّ فيها "الوَاحدُ العلاّمُ"
ومنَ (النصيحةِ) –والنَّصيحةُ– واجِبٌ
بل إنَّها لَلفَرضُ والإلزامُ
إن نستحثُّ إلى الحياةِ رِكَابَنا
ونُشَيِّدُ الأمجادَ، وهي عِظَامُ
ونَفيءُ لِلرَّحمنِ - نَسألُهُ الرِّضَا
بالدِّينِ - فهو أُخُوَّةٌ وَوِئامُ
إنَّ (الشَّريعةَ) عِزةٌ، وكَرامةٌ
وهي الحِجى، والبأسُ، والإقدامُ
وبِها أطلَّ (الفاتِحونَ) على الوَرى
كالشمسِ، لا كَلفٌ، ولا إبهَامُ
حتى أظلَّتْ بالنعيمِ - وبالهُدى
ما لا يُحيطُ بِحصْرِهِ - الأرقَامُ
ثم ابتَلانا اللهُ بالخِيَرِ التي
هي عِبرةٌ - تُبلى بها الأقوامُ
ولو اسْتقمْنا لم نُرَعْ - بكريهةٍ
لكنّها الشَّهواتُ، والإجرامُ
ولينصُرنَّ اللهُ - جلَّ جَلالُه
من كان يَنصُرُهُ - وليس يُضَامُ
وعْدٌ تآلى اللهُ - في إنجازِهِ
للمؤمنينَ - وما سِواهُ جهَامُ
فلْنعتصِمْ باللهِ مِنْ نَزَواتِنا
وكَفى بِنَا - ما زَلَّتِ الأقدَامُ
ولنستَبِقْ في كُلِّ ما هُو (عِزةٌ)
ولتَستفِقْ من غَيِهَا الأحلامُ
ومن استعانَ اللهَ وهو (موحِّدٌ)
هَيهاتَ أنْ يَنْأى عليه مُرامُ
مولاي - يا خيرَ المُلوكِ - ومَن بهِ
هَتَفَ الحَجِيجُ، وزَانتِ الأعوامُ
يا حاميَ الحَرمينَ - يا كهفَ الهُدى
ومن استعزَّ بِظِلِّهِ الإسْلامُ
لك عند ربِّكَ خيرَ ما يَجزي به
(رَاعٍ) يقومُ بِحفظِهِ - و(إمامُ)
لم تَأْلُ جَهداً في صَلاحِ عِبادِهِ
وشِعَارُك (التَّوفِيقُ) وهو زِمَامُ
حتى تَنَافَسَ في هواكَ على هُدىَ
الأصدِقاءُ - وأبلس - الأخْصَام
فلتحيَ للدينِ الحَنيفِ، مُؤيَّداً
ولك الثنا - والشُّكرُ، والإعظامُ
وليحي فيكَ "وليُّ عَهدِك" "فيصلٌ"
"الطَّائِعُ" -"المُتواضعُ"- "الصَّمصَامُ"
وليحيَّ سُوكارنُو العظيمُ وشعبُهُ
و(المُسلمونَ) - الغُرُّ و(الإسلامُ)
وليجْتلِ (الحُجَّاجُ) فيكَ - هَنَاءَهُمْ
ما لاح فَجرٌ، واستَهَلَّ غَمَامُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :360  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 72 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج