شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
قِبلة كل وفد (1)
مَشتِ "الوفودُ" إليكَ، وهي تُكبِّرُ
و(الجيشُ) يُعرَضُ، والسرائرُ تَشكُرُ
عجباً! أَهذا (الخيفُ) أقبلَ (من مِنىً)
أم أنّه الدنيا؟ وهذا (المَحشَرُ)؟
ما أنْ رأيتُ الأرضَ تُزوى (غُدْوةً)
إلاّ بهذا (الجَمعِ) وهو مُبكِّرُ
تتنافسُ الأبرارُ فيه على (الهُدى)
ويُفيضُ فيه (مُحلِّقٌ) و(مُقصِّرُ)
وكأنما (الإسلامُ) فيه - مَواكبٌ
وافى بها (التوحيدُ) وهي تَطَهَّرُ؟
ما (ذو المجازِ)، ولا (عُكاظٌ) كِلاهما
و(مِجنَّةٌ) في (الهَدْيِ) إلاّ (المِشْعَرُ)
تِلكُمْ (قبائلُ) بالنّفارِ تَقسَّمتْ
شتّى! وسال بوِزْرِهِنَّ (مُحسّرُ)
دِمُنٌ خَلونَ، وغودِرتْ أَطلالُها
وهنا (الشعوبُ) جميعُها، تَتَبصَّرُ
زُمَراً على التَّقوى انطوتْ أحشاؤها
وكأنما هي (بالبِطاحِ) تُحبّرُ!!
مُحِيَ الظلامُ - برَجعِها، وهُتافِها
مَحْواً، وشعَّ بها الصباحُ المُسْفِرُ
يا حبذا الإيمانُ في (أقطابِهِ)
و(العيدُ) إذ هو (بالسُّعودِ) يُبشِّرُ
آمنتُ بالرّحمنِ ما منْ أُمَّةٍ
في الأرضِ عنّا باليَقينِ تُخيِّرُ
من هذه البطحاءِ من (أمّ القُرى)
(بُعث النبيُّ) المُصطفى المُتخَيَّرُ .
هي (مهبطُ الوَحي)؟ الكريم (مَثابةً)
للهِ، و(البيتُ العتيقُ) الأَنوَرُ
ولقد تَصرَّمتِ القُرونُ، ولم تَزَلْ
فيها الجَّوارحُ، والجوانحُ تَزخَرُ
تَعنو الوُجوهُ (لذِي الجَلالِ) خلالَها
وإليه من - آثامِها - تَستغْفرُ
لا يستقيمُ، مع الغُوايةِ رُشدُها
كلاَّ؟ ولا هيَ بالزَّخارفِ تُبْهَرُ
فُطرتْ على (التوحيدِ) كلُّ كنينةٍ
منها، وعَنها كُلُّ خيرٍ يُنشَرُ
اللهُ أكبرُ، ما الثراءُ؟ وما الثَّرى؟
يَفْنى ويبقى الخَالقُ المتكبِّرُ؟
يا أيُّها المَلأ الذين - نُجِلُّهمْ
وبهيمْ نُطاوِلُ في (البَيانِ) ونَفخَرُ
ما غَيَّرَ اللهُ (الصُّوَى) بعبادِهِ
حتى أَشاحوا عن هُداه وغَيَّروا
ها هُمْ أُولاءِ، وقد أطاعوا أمرَهُ
يستقبلونَ من الضُحى ما استدْبَروا؟!
إنَّا وقفنَا حَاسرينَ لِربِّنا
وقلوبُنا - بعيونِنَا - تَتَفجَّرُ
نَتطّلبُ الغُفرانَ في كَنَفِ الرِّضَا
ونُلِجُّ في إِخباتِنا - ونُكفِّرُ
ولَنحنُ بالإحسانِ أَجْدَرُ أُمّةٍ
واللهُ منّا في النوازلِ أَغْيَرُ
ولَنبلُغنَّ على المدَى أَهدافَنَا
ولَينصُرَنَّ اللهُ من هو يَنصُرُ
سُبحانَكَ اللهمَّ أنت وليُّنا
ولك الثَّنا، والحَمدُ وهو مُعطَّرُ
عَجِلَتْ إليكَ بنا الفِجاجُ قصيَّةً
وتَقوَّستْ لك بالرِّقابِ الأظْهُرُ
نَدعوكَ، لا ندعو سِواكَ، ونَبتغي
منك النَّجاةَ، وما بِغيرِكَ نَجأَرُ
أنت (المُهيمنُ) و(البرايا) كلُّها
من دونِكَ (الذرّاتُ) بل هيَ أصْغَرُ
مهما أَردْتَ يَكنْ، وما قَدَّرتَهُ
هيهاتَ يُعصَى - بالقضاءِ - ويُقهَرُ
وعِبادُكَ اعتصموا بحَبْلكَ، فاجْزِهِمْ
حُسنَ القَبولِ، فقد رَجَوْا واستَبشَروا
مَكِّنْ لهم في الأرضِ، واهْدِ قلوبَهمْ
واكتُبْ لهم بالفَوزِ، ما هو أَجْدَرُ
* * *
إنّ المَرَدَّ إليكَ، أنت مَلاذُنا
يا مَن هوَ الرحمنُ، أنت الأكْبرُ
هذا التوسُّلُ والدُّعاءُ ضَراعةٌ
وَلأَنتَ فيه مع الإجابةِ أَقْدرُ
يا أيُّها المَلِكُ الذي هو (آيةٌ)
للهِ فينا "بالسُّعودِ" تُفَسَّرُ
ما قمتُ أشدو في بِساطِكَ مَرّةً
إلاّ استهلَّ بك السَّحابُ المُمْطِرُ
لن يبلغَ الشُّعراءُ منك مكانةً
حَفَّتْ بها (الأملاكُ) وهي تَبختَرُ
في كُلِّ ما شيَّدْتُ فيكَ قصيدةً
غَرّاءَ تُنظَمُ بالنعيمِ، وتُنشَرُ
يقفُ (اليراعُ) كَلالةً من دونِها
بهْراً، ويُغضي الطَّرفُ وهو مُقهقَرُ!!!
ما كان إلاّ (أَصْغَراكَ) رَويَّها
ورُواتُها (الأمصارُ) إذ هيَ تَصدُرُ!
من كلِّ شامخةِ الذُّرى فَيْنانةٍ
تَختالُ في (أبْرادِها) وتُخفَّرُ
دَوَّى بها "التاريخُ" وهو "مُذهَّبٌ"
وصَغَتْ لها (الآفاقُ) وهي تُنوِّرُ!!
للهِ ما أَسْدَيتَ فيها من يدٍ
بيضاءَ، لا تُحصى، ولا هي تُكْفَرُ
حتى جلَوْتَ بها (الجزيرةَ) جَنّةً
فيحاءَ، يَفرَعُها (اللواءُ الأَخضرُ)
بَرِئتْ من الأسقامِ فهيَ صحيحةٌ
ورَقَتْ إلى الأَفلاكِ - فهي تُسَوَّرُ
واستفتحتْ بك حظَّها - فإذا بهِ
(فتحٌ ونصرٌ) (للتُّقاةِ) مُؤزَّرُ
كأَبيكَ أنتَ، وما عَهدتُ سِواكُما
في العالمينَ - (مُتوَّجاً) - يتذكَّرُ؟!!
أنْشأْتُماها (دَولةً عربيّةً)
تِلقاءَها (كِسرى) يُراعُ و(قَيْصرُ)
نِيطتْ بأَسبابِ السَّماءِ، وبُوركتْ
وتَمسَّكتْ بالحقِّ، وهيَ تُعمَّرُ
أَعظِمْ بجيشِكَ مُطبقاً بكُماتِهِ
تُزَجَى الصُّفوفُ بهم، ويَزهو المَظهَرُ
من كلِّ ذي قلبٍ كأَنَّ شِغافَهُ
(زُبَرُ الحديد)، ورأسُهُ لك (مِغْفَرُ)
جيشٌ تُقامُ به الصلاةُ فَرائضاً
ويُؤيّدُ الدينَ الحنيفَ، ويَنصرُ!!
ما شَاقَهُ إلا (الخلودُ) ولا افْتدَى
إلاّ (السُّعودَ)، وقد كَفاهُ المَخبَرُ
ينقَضُّ من خَللِ الغَمامِ صواعقاً
في (المُعتدينَ) وباللَّظَى يتفجَّرُ!!
ولئن تَمثَّلَ بعضُه في (عرْضِهِ)
فجميعُ شعبِكَ في يَمينكَ (عَسكَرُ)
مهما دعوتَ أجابَ إلاّ أنَّه
(وَمضُ البُروقِ)، أو (الرعودُ تُزمجِرُ)!!
ما فيه إلاّ (فَيصلٌ)، أو (مِشعَلٌ)
عندَ اللقاءِ، وضَيْغَمٌ أو قَسْوَرُ
تَخشَى الرَّواسي أنْ تَميدَ إذا قَضَى
وإذا انْتَضَى، فالنِّيراتُ تَجَمْهَرُ
هو للحفاظِ المُرِّ، راجعةُ الوَغَى
من حيثُ يَشتَبكُ العَجاجُ الأَكدَرُ
إنَّ (السَّلامَ) لقَصْدُهُ، وسبيلُهُ
وإليه يَستبقُ (السلاحُ) ويَنفِرُ
ما أنْ أَرادَ به (سُعودٌ) زينةً
لكنَّما هوَ (للعُروبةِ) مَنسَرُ
ولسوفَ تَنقَضُّ (التّخومُ) بمثلِهِ
(فَرقَاً) وتَأْمنُهُ النجومُ وتَحذَرُ!!
وإذا (الدفاعُ) تجاوَبتْ أَصداؤُهُ
بُهِتَ الكَفورُ، وأَطرَقَ المُتَهوِّرُ!!
هذا هو (الإعدادُ) في فُرقانِنا
والنّصرُ موعودٌ به ومُبشَّرُ
مولايَ، مَجدُكَ لا تُحيطُ بهِ الرّؤَى
وهُداكَ، من شِعري أَحبُّ وأَبْهرُ!
فَعلامَ؟ أَقتبسُ الشُّعاعَ (قَوافياً)
وأَزفُّها للشمسِ - وهيَ تُنوِّرُ؟!!
ما الشمسُ إلاّ أنتَ في إِشراقِها
والبَدرُ (فيصلُ) حينما هوَ يظْهرُ
فَلْتَحيَ (للأَعيادِ) ما ائْتلقَ الضُحَى
رَمْزاً و(حِزبُ الله) فيك مُظفَّرُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :354  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 71 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

أحاسيس اللظى

[الجزء الثاني: تداعيات الغزو العراقي الغادر: 1990]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج