ألقتْ إليك بنورها "الأبصارُ" |
ومشتْ بقادتها لك "الأمصار" |
وكأنما التقتِ الفجاجُ فأقبلتْ |
لله؛ وانطلقتْ بها - الأبرارُ |
يستشرفونَ بك الصباح، كأنما |
أنت الضحى؛ وجبينك الإسفار |
ويقدمونَ لك المودةَ فصِّلت |
آياتُها؛ وعبيرُها الأزهارُ |
من كل مغتبط الجوانح "مدره" |
وهتافه - الإعجابُ، والإكبار |
* * * |
إني لأشهد في "رواقك" محفلاً |
تصطفُ فيه، وتشرق - الأقمار |
ما بين "جمع" و"المحصّب من منى" |
دنت الشعوب، وزمت الأقطار |
وكأنما الخيفُ الفسيحُ سرادقُ |
نيطتْ به الأفاقُ - وهو مدار |
وكأنما الإسلامُ فيه معسكرٌ |
ولواؤه التوحيدُ وهو شعار |
* * * |
ما الأرضُ؟ ما لإحرامُ؟ ما فوق الثرى |
ما تحته؟ ما الناسُ؟ ما الأطوار؟! |
خلقٌ يصيرُ إلى الفناء - وإنما |
هي جنةٌ موعودةٌ، أو نار!! |
* * * |
ولقد شرقنا بالدموع سخينةً |
وتغولتْ بالسؤددِ الآصار |
في المجد كنا السابقين وفي العدى |
كانت تؤزر نصرنا - الأقدار |
أيام كانَ الحقُ - ملء قلوبنا |
ما فيه لاغية، ولا استهتار |
حيث الشريعةُ لا تُضامُ حدودُها |
والنصرُ وعدٌ، والجهاد بدار؟! |
* * * |
ثم انقضتْ حقبٌ، وحاقت فرقة |
شفيتْ بها الأحقادُ، والأوغار |
وتخالس المتربصونَ تراثنا |
متكالبينَ، وامعن الأدبار |
فإذا الصياصي المشرفات، مواطئ |
وإذا النواصي المترفات عفار؟! |
حتى تمزق بالشقاق أديمُنا |
وكذلك التفريط، والأهدار!! |
* * * |
يا أيها الملأ الذين - تضرعت |
بهم البطاح وشعت الأنوار |
إن البقاءَ، هو الصراعُ، وأنه |
للجيش، والأعداد، والأنذار |
* * * |
ما قام دينُ الله، وانتشر الهدى |
إلاّ وصارمه - هو البتار؟!!! |
أبت الحياة، على النعاة بكاءهم |
واستسلمت للصيد وهي صغار!! |
* * * |
هيهات! ما للشرقِ إلا وحيُهُ |
وبه يسودُ، ويهتدي، ويجار |
بل إن قاصمةَ الظهور هيامه |
بالغرب، وهو بشكه ينهار |
* * * |
زعم الملاحدةُ الغلاةُ - بأننا |
متواكلون! وإننا أغمار |
وليخزينَّ اللهَ - من هو قانطٌ |
والويلُ للمبتوت والأثبار |
* * * |
ما بيننا - والنصر، إلا خطوة |
هي باقتفاء رسولنا أشبار!! |
لن نخضع الدنيا - لمفتون بها |
أبداً، ولا هي للإقامة دار؟! |
والطَّوْلُ للرحمن - جل جلاله |
والسعي يجزي؟ والمعاد قرار |
* * * |
إن الصراط المستقيم سبيلنا |
وسواه لغو باطل - وشنار |
ولشد ما التبس الطريق - فتابع |
(أثر النبي) - وتائه محتار |
* * * |
شتان ما بين الضلالة، والهُدى |
ومن البلاء - العمد، والإصرار |
هيهات تظفر بالأماني - عذبة |
والهدب، راعشة بها الأشفار! |
إني لألمح - في المشاعر من عل |
القا تزاور دونه الأعصار |
هو في المثاني والكتاب (أخوة) |
كالعهد - يوم تَبَايعَ الأنصار |
تترى البشائر فيه، وهي مناعة |
للمسلمين - وعزة وفخار |
* * * |
ما مصر - إلا نجد في أهدافها |
وهي الحجاز، وحقها الإيثار |
هي بالبواسل للحفاظ (كنانة) |
وبمجدها تتحدث الآثار |
بل كلنا دون العرين أعنة |
وأسنة، وصفائح، وشفار |
وكأنما اليمن العراق عروبة |
ما أفتا بها عرض، ولا استئثار |
لبنان منها - والشآم شعافها |
وشغافها الأردن وهو صدار |
* * * |
قد وحدتنا الحادثات - وإنما |
بعروقها - تتماسك الأظفار |
ولقد نبيت - وما بنا من غضة |
إلا اهتضام (لضاد) حيث تضار |
سيان منها طنجة أو برقة |
عبر البحار وشيوة وظفار |
كل الديار - ديارنا، وجميعها |
فيما نكايد يعرب ونزار؟ |
فرض علينا نصرها - ما أخلصت |
لله، واجتثت بها "الأوكار" |
وإذا الكفاح تقحمته صوارم |
سكت اللجاج، وأطرق الثرثار |
* * * |
يا عالم النجوى، وما انكظمت به |
رحماك فقد فاضت لك الأسرار |
هيء لنا رشداً، وهبنا قوة |
تعنو لها بجلالك الأخطار |
أنت (الملاذ) وفي جرارك لم يخب |
عان ولم يحرم ببابك جار |
يا ملهم القول السديد، ومن به |
هتف العشى، وسبح الأبكار |
أنت (المعز) وما لنا من عاصم |
إلاك، والزلفى إليك دثار |
أنجز بفضلك ما وعدت لأمة |
جنحت إليك، وكلها استعبار |
وأزح عن الإسلام كل كريهة |
يا من هو (المتكبر الجبار) |
* * * |
يا قرة الأعياد - وهي "تعارف" |
و"تآلف" و"تعاطف" و"ذمار" |
ها إن وفد (الله) في أقطابه |
يزجي التهاني فيك وهي غزار |
يتلو عليك من الثناء (صحائفا) |
لا اللحن يحسنُها - ولا القيثار |
أفديك، لا أطريك، كم من منة |
لله فيك، نطاقهن نضار |
إن "المشاريع" التي حققها |
هي الرواة الشعر - والأشعار |
ليست "حديثاً يُفترى" و(دعايةً) |
لكنما هي - بالدليل - نهارُ؟؟! |
* * * |
ما كانتِ الصحراءُ - إلا (صحصحا) |
فيه الرياحُ تضلُّ، والأعصار |
والشعبُ مسلوبُ الوسائل مرهقٌ |
والأرضُ جدب والقلوب حرار |
واليومَ تزدهرُ الحياةُ، وتزدهي |
بنهوضك، الأنجاد، والأغوار |
نادى بها (الملكُ العظيم) إلى الهدى |
ودعوتَها للمجد - وهي بدار |
فانظر إليها في الدروع - كتائبا |
ولها إليك تطلع - ونفار |
مهما أشرت تواثبت وتغلغلت |
وجميعها لك (جحفل جرار) |
في كل مرتقب لها، وثنية |
(حصن) يُشاد و(معقل) و(مطار) |
تمشي وراءك كالغمام إلى الوغى |
والليل داج، والقتام مثار |
تحيا، وتفنى، في سبيل كيانها |
وسلاحها (الإيمان) لا الأسوار |
فليحفظ الرحمن - ناصر دينه |
"عبد العزيز" - وإنه لمجار |
و(ولي عهد) الشاكرين ومن به |
تهدى الأمور، وتخفق الأعشار |
ولَيْعَلُ صرح (المسلمين) ممرداً |
ما انهل وَدْقٌ، واستقرَّ شعار
(2)
|