بحمدكَ - يا رب الجلالَ نسبِّحُ |
وفي برّكَ الموصولِ نمسي ونصبح |
عبْدناكَ، نستجدي رضاك، وإنما |
بفضلك نحظى بالنعيم ونمرحُ |
منَنْتَ علينا بالسجود فطأطأتْ |
لديك جباهُ في سبيلك تسجح |
تاركتَ علاّمَ الغيوبِ وما عسى |
نبثّك والنجوى لقاءك تفصح |
ومهما استجنت في الحنايا خوالجُ |
فدونكَ لا تخفى ولا هي - تجدح |
مضى (الشهرُ) والأكبادُ في مفيضة |
إليك وبالأسحار تعنو وتصدح |
فليس انبلاجُ الصبح إلا ابتهالَنا |
وليس الدجى إلا الدعاءَ المجنح |
كأنَّ قلوبَ المؤمنين وقد صفت |
(بتوحيدك) الإشراق وهي تروح |
إليك تأوهنا وأنت ملاذنا |
(عبادك) فارحمنا وحاشاك نكفح |
تعهدْتنا بالخير منك وبالهدى |
وبشَّرتَ من يعفو ومن هو يصفح |
ولأنت العفو (الغافر الذنب) غافراً |
ومن يقبل التوب الذي فيك ينصح |
فزِدْنا يقيناً واهدنا وتولنا |
وهَبْنَا التقى فيما يتاح ويمنح |
رعى الله (عصراً) في الجزيرة زاهراً |
به الحق يعلو و(الشريعة) تسمح |
تقامُ (حدود الله) فيه ويحتمي |
به الطير والوحش المسلط يكبح |
ويأمنُ فيه كلُّ غادٍ ورائحٍ |
فلا هو (منبت) ولا هو يفدح |
وفي الأرض أشباحٌ تزاور خيفة |
ويشقى بها المبهوت والمتبجح |
تكادُ بها الدنيا تهاوى كواكباً |
وتصعق آفاقاً وتَصْلَى وترزح |
تجاوب بالأصداء من كل (مارد) |
هو (الصل) إلا أنه يتنبح |
ولا منطق إلا اهتضام وإنما |
لك الفوز ما أنت الكمي المسلح |
كذلك دأب الناس يبغون ما عتوا |
فإن هم أدينوا استسلموا وتوحوحوا؟ |
وما الفخرُ بالأمجادِ يغني (تليدها) |
ولكنما المجد الطريف الموشح |
وددتُ لو أن (البيد) تمتد فيلقاً |
إلى فيلق فيها العتادُ المصفحُ |
إذا خفقتْ راياتُها الخضرُ زلزلتْ |
بها (الأعلم الحمراء) وهي تزحزح |
كتائب في آثارها (النصر) والضحى |
وموعدها الفتح المبين المرنح |
وما سارَ في الأمثال إلا مسيرٌ |
تأست (معد) فيه وهي تنصح |
به تؤخذ الدنيا غِلابا وعنوةً |
(يشق الحديد - بالحديد ويفلح) |
لبئس أخو الهيجاء كل (مدلل) |
ترانيمه حَسْرى تنوح وتفضح |
ونِعْمَ الفتى المقدام يقتحم (الوغى) |
وصارمُه المخضوبُ بالدم ينضح |
ألا أيها الشبان - حان ابتداركم |
إلى الأمل المنشود ينأى ويسنح |
وما هو تمثيلٌ ولا هو نزهةٌ |
ولكنه السعيُ الحثيثُ المنجح |
ومن لم يعشْ إلا ليأكلَ زاده |
فما هو إلا (الإمع) المتوقع |
وما الشعرُ ترصيعُ القوافي وإنما |
هو الزندَ في الأحياءِ يورِي ويقدحُ |
أجلْ إنه (الإيمانُ) في ومضاتِه |
(ظبي الهند) تعطر (والضواغن) تضبح |
به الملهمُ الموهوبُ يزهو (بقومِه) |
ويدرأ عنهم في (الحفاظ) وينفح |
فأن لم يكن إلا افتراقاً وزخرفا |
فما هو إلا (المقت) أو هو أقبح |
إليك (ابن ذي التاج) المفدى أزفّها |
كفاتنةٍ حسناءَ أو هي (أملح) |
يناجيك منها (وحيها) و(خيالها) |
على أنها نشوى بما فيك، يفسح؟! |
تجشمت أعباء هي (الجو) قاتماً |
هي الريح أعصاراً؛ وهي الشجو يطفح |
وخضت الرحاب الجون والموج والدجى |
وثغرك بسّام، ورأيك يرجح؟!! |
* * * |
رأى الغرب في برديك للشرق شمسه |
و(آيته الكبرى) بما فيك يلمح؟! |
وكم رقرق (المذياع) عنك (مواقفاً) |
بها (الشمم الروحي) رجع مصرح |
يقول - وللأشهاد حولك (ضجة) |
و(للساسة الأقطاب) همس؛ ومرسح! |
لئن لم يؤدِ الغربُ للشرق (حقّه) |
فما بعده إلا (الكفاح) المبرح |
وتبعثها بين (المحيطين) - صيحةً |
مدويةً فيها (المنايا) تلقح |
مشاكل هذا الشرق في الشرق حلها |
إذا أهله، ضحوا وفيهم تنقح؟!! |
وما اعتصموا باللهِ فهو (معاذهم) |
وما التبسوا بالموبقات؛ تصوحوا |
وما غير (أعداد القوى) - من مناعة |
وللسيف بعد الحيف أهدى وأوضح |
* * * |
هراء لعمر الله - كل تنصف |
وكل قوي بالمقارع ينطح؟؟!! |
كفى العرب بعد اليوم بالضعف عبرةً |
وحسب المىقي ما اصطلت وهي تسفح |
فليس لهم دونَ التناصر (وحدة) |
وما اتحدوا وسادوا وشادوا، وأفلحوا |
فأما التباكي، والدموع - فإنها |
وسائل لا تجدي - ولا هي - تصلح |
على (الحقد) فليقضوا؛ على البؤس والضنا |
على الجهل؛ ثم لينشلوا أو يضرحوا |
* * * |
وما (القرح) في الجسم العليل إذا اعترى |
سوى فجوة منها الأذى يترشح |
ومن يغترب؛ يحسب عدواً صديقه |
وأحمق منه، العاجز المتكسح |
* * * |
فيا صاحب الشأو والقصي ومن به |
مطالعنا تعتز ما سال - (أبطح) |
إذا لم يكن إلاكَ في الشعب قدوة |
فأحرى به السبق الذي لا يطرح |
فكيف وذا (عبد العزيز) وشبله |
(سعود) ولي العهد سفر مصحح |
بناها - فأعلاها (بلاداً) و(أمة) |
بحاضرها (الماضي) يعود ويصفح |
معوده بالنصر في ظل (عرشه) |
ومن حيث ما يومي، تهل وتجنح |
أفاءت به الله - وانقاد حظها |
وباءت بما يرضي، وما هي تطمح |
فإيان يهمي الغيث عبر (فجاجها) |
(فعلم) و(أعلام) (وصرح) يصرح |
* * * |
عليه (سلام الله) في (مستقره) |
وما هو إلا في القلوب يفسح |
سبقنا إليه - (النيرين) تحية |
وتهنئة؛ والحب، بالحب يربح |
وما (العيد) إلا أن يعود لمثله |
(أبو فيصل) والعيد فيه يفرح |
ولا زال مفتراً علينا (سعوده) |
وكل غد فيكم ثناه - مفوح |
وعشت طويلاً في ذراه مظفراً |
بك الأرض تحيا - والسماء - تفتح |
وعاش بنو (عبد العزيز) وآله |
كواكب نهدي في ضياها ونسبح |