إليكَ أفاضتْ بالبلاد - (شعابها) |
وأفضتْ بمكنون (الولاءِ) رحابها |
تميس بها (الأبهاءُ) - جَذْلَى - قريرة |
يغاديك منها (شِيبها) - و(شبابها) |
كأنَّ (عبير الحمد) منها سرادقٌ |
به انهلّ ما بين (المُروج) سحابها |
وما (العيدُ) إلا البُشْرياتُ تتابعتْ |
(نعيماً) وفي (عبد العزيز) ارتقابها |
إذا الشمس من تلقائه افترَّ ثغرُها |
فمنه (محَيَّاها) - وفي اجتذابها |
* * * |
دعا ربَّه في سره وهو ضارعٌ |
فدانتْ له الدنيا وذلت صعابها |
وما زال (بالتوحيد) يمضي بشعبه |
إلى غاية أعيا العصور اغتصابها |
تحدى به (الأطواد) فاندكَّ سمكُها |
ومادتْ بها (أسوارُها) وقبابها |
وأنشأ باسم الله للعرب دولةً |
إليه، وفيه - مجدها؛ وانتسابها |
وآتاه حظَّاً؛ آمن الناسُ أنه |
من الله، آلاءٌ يلحُّ انسكابها |
كفانا به الرحمنُ جلَّ جلاله |
غوائل سوء يستطير ارتيابها |
وأحيا به دينَ النبي (محمد) |
وشرعته الغراء (وحي) كتابها |
و(دستوره) (الفرقان) والعدل حكمه |
وفيه (حدودُ الله) حق عقابها |
تقحم بالصَّمْصام كلَّ عظيمة |
ووطأ أكنافاً كؤود عقابها |
* * * |
وما فتئت كفَّاه تغمر بالندى |
رعيته؛ حتى توشّى ترابها |
محا الفقر منها بالغنى، وتطلعت |
إلى حيث يستهوي الشعوب وثابها |
وأنهلها (بالعلم) نوراً - فأقبلت |
تخب إليه، صاديات (سغابها) |
وها هي تلقاء (الغد) اليوم بوركت |
(بصائر) يذكي الفرقدين اشتبابها |
يفديه منها كل أروع باسل |
به (الأُسدُ) في الآجام يزخر غابها |
أولئك (أشبال العرين) إذا الوغى |
أهابت بهم، بل هم نِعمَّا جوابها |
ترى (الفوج) منهم في السماء محلِّقاً |
(صقوراً) على متن الرياح ركابها |
إذا ما الفتى منهم تأشيَّ (بمشعل) |
فما هو إلا للمنايا شهابها |
وما الشعب إلا (العيش) وهو (رمة) |
تصدى لها من كل فج ذئابها |
وكل حياة لا تُصانُ بقوةٍ |
مهددة، مهما تمطيَّ كذابها |
* * * |
وما الجيش تصغير الخدود (مخيلة) |
ولا (الهام) في الأشهاد يضي انتصابها |
ولكنه (مر الحفاظ) و(رجفةٌ) |
تميد لها من كل أرض هضابها |
بدارٌ إلى (الجليّ) ذياد عن (الحمى) |
و(تضحية) هيهات منها غلابها |
بلى! هو في (ذات الإله) عقيدة |
إليه - ومنه، بثها، وثوابها |
* * * |
ومن راح يستجدي البقاء تسولا |
فأحرى به (حلمى الدُّمى) وحجابها |
* * * |
كأني بالأرض الفضاء - تمخضت - |
(فيالق) يدحو المصطلين انصبابها |
ومن فوقها الأجواء وهي كواسر |
(طرائق) رقراق الأثير - (عرابها) |
إذا انطبقت في (العاصفات) تغلغلت |
(صواعق) من نفث السعير لهابها |
تغيرُ - وأحشاءُ البروج دروعُها |
وتسطو ومِنْ رجعِ (اليقين) إهابها |
تذبُّ عن (الإيمان) كل مجانفٍ |
تحيط به (أصفادها) و(قضابها) |
تحيتهم (إياك نعبد) مخلصاً |
لك (الدين) والدنيا وشيك خرابها |
* * * |
هنالك (وعد الله) بالنصر ناجز |
و(آياته الكبرى) عتيد عتابها |
* * * |
وما خذل الإسلام إلا ادعاؤه - |
وما هلل (الأقوام) إلا ارتكابها |
وما شتت الشمل الجميع سوى الخنا |
ولا نثر الأشلاء - إلا انشغابها |
ولم يمقت الله - العباد على الهدى |
ولكنها الأهواء شتى مصابها |
* * * |
كأن لم يكن (يوم المعاد) خلودهم |
ولا الصحف السوداء آت حسابها |
ولا أن (جبار السموات) باعث |
وأن البرايا (للصراط) مآبها |
وما لم يعذهم من شرور نفوسهم |
رمتهم بأهوال عليهم تبابها |
ومهما تَغُرَّ المبطلين - ظنونهم |
فما ظننا بالله - إلا خيابها |
ولو قدروه (قاهراً) حق قدره - |
لمادت صياصيهم؟ بهم وصقابها |
* * * |
دعوناكَ - يا مَنْ يعلمُ السرَّ خافياً |
وقد رانَ من عدوى الذنوب ضبابها |
دعوناك يا من فيك تعنو وجوهنا |
ومن حولنا الأرزاء طام عبابها |
دعوناك في الأسحار في غلس الدجى |
وكل غداة في (المصلى) اقترابها |
دعوناك؟ لا ندعو سواك تضرعاً |
حُشاشة أمشاج (مثابُها) |
* * * |
نناجيك والأكباد بين جنوبنا |
تكاد بها الأضلاع يبدو اضطرابها |
أجِرْنا من البأساء إذ هي (صيحة) |
ومن نزغات كالسوافي ذبابها |
* * * |
ويا كاشف الضراء (أنت وليّنا) |
و(دياننا) والأرض غي صوابها |
أقلنا من الآثام واغفر ذنوبنا |
وثبت قلوباً في يديك انقلابها |
وَهَبْنا - على ما كان منا - (هداية) |
فأيسر ما يسَّرت منا اكتسابها |
وَبَارِكْ لنا فيما نشِيدُ بشكرِهِ |
من النعم اللاتي إليك ارتغابها |
ومكِّن لمن آثرته ومنحته |
رِضاك وزلفاه لديك احتسابها |
لشمس الضحى (عبد العزيز) مبشراً |
به كلَّ نفس لم يرعها اغترابها |
وأيده (بالنصر الموزَّرِ) وأحبه |
من العُمْر (أعياداً) ملَّتا ربابها |
* * * |
وهنِّئ (ولي العهد) واحفظه قرَّةً |
إلى كلِّ عينٍ من هواه ارتضابِها |
وحَقِّق به الآمال وارفع به الهدى |
(منابر) أوحى ما يكون مجابها |
وهيئ له أسباب كل (تطول) |
به (العرب العرباء) تعلو رقابها |
وقرب به الأبعاد في كل (صالح) |
(الأمنة) حتى يتم (ارتئابها) |
فداء له الأرواح نشوى به (الرؤى) |
وما هي إلا كالرحيق اغتبابها |
* * * |
وضاعف لنا في (فيصل) كل منة |
بطلعته تنمو - ويزكو نصابها |
إذا ما بدا في (موكب) من شعاعه |
تهادت به: (التقوى) وشف لبابها |
به عظمت حقاً يد الله بيننا |
وفي (شبله الميمون) يسري اعتشابها |
عجبت له (بحراً) محيطاً من النهى |
و(أعماقه) في كل قلب قطابها |
فلا زال رمزاً للبلاد وعزها |
و(آل سعود) ما أفاضت شعابها |