شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حولية عيد الفطر المبارك سنة 1370هـ (1)
ياليُمنِ أشرقَ في ذراكَ "هلالها"
وبجانبيك تزاحمتْ آمالُها
تحظى بلثم يمين "خيرِ مُمَلَّكٍ"
في "راحة" غمر الرُّبى شلاَّلها
تهفو إليك بها الخوافِقُ - قبلمَا
تحبو إليك سهولَها وجبالها
هي أُمة يمشي إليك غدُوُّهَا
رغداً، وتهتف غبطةً آصالها
نشوى بمخضَلِّ النعيم - يمدهَا
عَبْرَ الفَجاج، حبورهَا، ونضالَها
تفتنُّ في الإعراب عن إخلاصها
ولأنت منهَا، رمزُهَا، ومثَالهَا
وتفيض نحوك بالوَلاءِ - مُرَقْرَقاً
عذباً، يرتل لحنه من هواك زُلالَها
غنيت عن الوشْيِ المزَوَّر واجْتَزَت
بالحب، وامتزَجت به أوصَالَها
لو كوبِرَتْ فيه، لكان دليلها
رغم المكابِرِ - خزيُهُ، وصقَالَها
* * *
سلخت ليالي "الشهر" عاكفةٌ به
وإلى "المساجد" قَبلُها، وَقَبَالُهَا
تتلمسُ الغفران في "قُرُبَاتِهَا"
ويَغَصُّ - من عبراتها - إعوالها
ترجو وتخشى الله - من أعماقَها
وبها (الوجوه) عنت إليه سِبَالَها
وكأنما ارتفعت بهَا - أرجَاؤها
صُعُداً إليه، وَبدَّلت أسمَالَها
وكأنما (أرواحها) عُلْوِيَّةٌ
وَ(جسومُها) ارتحضتْ بها أوجالَها
لله ما بذلت، وما هي قدمت
وإليه مَرْجعَها، وفيه وصالَها
هُدِيتَ بشرع (مُحمَّدٍ)، وتنافست
في الباقيات، وقومت أنوالَها
ومنارها الأعلى (سَوِيُّ صِراطه)
شرَعاً به - أقوالها - وفَعالُهَا
(السيف) منهَا - و(الكتاب) قلائدٌ
هذا (الدليل) وذلك استدلالهَا
آمنت به مما تخاف، وقد مضت
فيها (الحدود) وزانها استمثالها
نشرت بظل "أبيك" بعد خمودهَا
وبه استجيب من الإلهِ سؤالهَا
نادى بهَا و(العنكبوتُ) بيوتها
وَهَنَاً، وأسبابُ الهلاك محالُهَا
عاشت بها المحن العقام، وغربلت
منها العظام، وعزَّهَا استئصَالُهَا
تشكو، وتجأرُ، وهي غرقى في الدجى
ومن "الثقاف" - مهلهلاً - سربَالهَا
فوضى طرائقها، مقيت رجعها
يصمي المقاتل، جهلهَا وضلالهَا
فأهَابَ بالأجداثِ ينفضُ ردمَها
والريحُ تعصف غيلَةً أغوالهَا
ومن (اليقينِ) عليه درعٌ سابغٌ
دُكّتْ به، وتحطمتْ أغلالهَا .
* * *
خاضَ المعاركَ، وهي بحرٌ من دمٍ
ودحى "العروشَ" فراعَها زلزالُهَا
واستنصرَ "الجبارُ" في الرهطِ الأولى
خسفتْ صوارمُه بهم، ونصالُهَا
وشعارهُ (التوحيدُ) رفّ لؤاؤُه
فوقَ الصياصي، جندلتْ أبطالُهَا
وأفاءَ مجدَ العربِ بالدينِ الذي
هو حصُنها، وعتادُها، وصيَالَها
وأعاد "عصرَ الراشدينَ" بدولةٍ
"سعدُ السعودِ" - وقد تهلل فالُها
وبنى لهَا "الملكُ المشيد" توحدتْ
فيه "البلادُ" وبُورك استقلالُهَا
و(معاهدُ التعليم) في جنباتِه
تنمو خلالَ "فصولها" أجيالُهَا
و(مشاهدُ العمرانِ) بين ربوعها
تترى، ويستهوي العصورَ دلالُهَا
و(منابع الأثراء) تزخرُ في الثرى
(تِبراً)، و(مَاءً) - والحياةُ سجالُهَا
* * *
في (عصرهِ الذهبي) أكبر شأنَها
(بحظوظهِ) وتطورتْ أحوالُهَا
عمتْ مواهِبَه (الرعيةُ) كلهَا
وزكت به - وبعدله أموالهَا
واستمتعت بالخير فيه، وهذه
آثاره الكبرى، همت أنفَالهَا
فإذا البراحُ - حدائقٌ وخمائلٌ
وإذا الصفاحُ - جنوبها وشمالها
وإذا الشبابُ نسوُرها، وأسودُها
وإذا الشيوخُ، أُسَاتَها، ونهالهَا
وإذا الطموحُ بوعيها متوثبٌ
وبها القلوبُ تفتحتْ أقفالهَا
بين (العواصِمِ)؛ والشواطئ؛ والقرى
زمراً تنافسُ في (الفنون) عيالها
تتجاوبُ الأصداءُ عنها في السرى
حمداً، وتحتقب (النبوغ) رحالهَا
عذُبتْ مناهلُها، ورقَّ نسيمُها
وافتر سامرُها بهم وظلالهَا
هي نهضةٌ تمري (المعارف) درها
وتشق أكباد الظلام رعالهَا
* * *
في كل دانيةٍ، وكل قصيّةٍ
هممٌ تناطُ إلى السماء حبالهَا
تتكشف (الملكوت) في استطلاعها
دأباً؛ وترشفُ الشعاع رمالهَا
وغد ستشرقُ شمسُه؛ بكتائبَ
منهم، وفيهم فرقها، وقذا لَها
يتقحمونَ الذودَ عن أوطانِهم
وبهم تباهي رهبة أغيالهَا
* * *
نعمٌ يجلُ على التتابعِ حصرها
والشكر منها؛ حفظها وعقالهَا
لم يحبنا الرحمنُ من بركاتِها
لو لم يكنْ بدعائه استنزالهَا
* * *
مولاي؛ نحنُ من (البداوةِ) جذمها
ومن (الحضارةِ) (ذَبلها)؛ و(ذُبالها)
ما زينة التاريخ في إسفاره
إلا (العروبة) للسلام جدالهَا
حفلتْ بها صفحاتُه؛ وتأرّجَتْ
طِيباً؛ وفي سبل الهدى استبسالهَا
(وعقائدُ الفرقانِ) وهي نياطنا
يمحو الشقاءَ، حرامُها وحلالُهَا
ولقد برانا الله بين عبادِه
(وسطا)؛ وشر بلائنا إهمالهَا
بئس الذَّرَائِعُ دونها ملتاثة
حيرى؛ يمزقُ بعضُها استبدالهَا
(العدلُ) و(الإحسانُ) شرعةُ ربنا
ولديه (حبة خردل) مثقالهَا
وحي السماء الحق غير منازع
وسواهُ، وسوسة يطيش خبالهَا
* * *
جلَّ المهيمن؛ أين من سلطانه؛
(علق) تفطر يابساً؛ صلصالها
إن فرطت يوماً؛ وإن هي أفرطتْ
فلقد يكون لمهلها إمهالهَا
* * *
ومن العجائبِ، في الخليقةِ أنها
تبنى؛ وتهدم، والخصام خصالهَا
شتى النقائض والغرائز ركبت
عكساً؛ وطرداً، شكلها وشكالُهَا
* * *
وأشد من ضجرت بهم؛ وتفزعت
من لم يزعهم؛ قرحها وهزالهَا
يدعونَ للإنصافِ زوراً؛ ويحهم
وبهم طلاع الأرض حق زوالهَا
رجت بهم رجاً، وضاق برحْبِها
من هُمْ عليها؛ واندحتْ أثقالُهَا
قد حمّلوها الجور فاضطربت بهم
أعراضها؛ وتميزت أطوالهَا
* * *
يتدارؤن الحربَ وهي نسيجهم
وهمو الوقود - لها - وهم أهوالها
لولا التكالبُ في الحطامِ لأنقذت
أمم - بواعث سخطها استدلالُهَا
* * *
هم يحسبونَ الخلقَ في تصريفهم
هملاً، وإزهاق الحقوق مطالُهَا
وليعلمن القاسطونَ - مصيرَهم
في (رجفةٍ) حاقت بهم أمثالُهَا
* * *
ونعوذُ بالرحمنِ من خذلانِه
ومن المعاصي - أن يحم وبالُهَا
* * *
إن البقاءَ، وسيلةٌ (لمعادنا)
وجوازُه "الطاعاتُ" واستئْهالُهَا
وأرى الحياةَ حديثَها - كقدِيمها
لكنما هي (لهوةٌ) و(ثفالُهَا)
تقضى على الكلِّ الضعيفِ نكايةٌ
وتمالئ الملأ القوي نبالُهَا
ليستْ كما عهدِ الغفاةُ، أمانياً
وسنى، ولا (سنة الكرى) جريالها
* * *
وإذا النفوسُ نزْت بها شهواتها
حبطْت، وكانت خيبةً، أعمَالُهَا
فإلامَ؟ تصدفنا الذنوبَ بنزعها
وبها العوائقُ تستجنُّ صِلاَلُهَا
* * *
تالله لن تقف الحتوفُ حواجزاً
دونَ الصفوفِ، تحتمت آجالُهَا
هي خطوةٌ، في إثرها ما بعدها
دنيا، وأخرى، والخلود مآلُهَا
(تقوى الإله) و(وعده) (ووعيده)
وبها الفلاحُ، وحسبنا إجمالها
* * *
يا أيها (النبراسُ) عمَّ شَعاعُه
في أمةٍ ضربتْ به أمثَالُهَا
لي فيك (باصرة) وعنك (بصيرة)
هديت حقائقها، وشف خيالها
ها أنت، والأفواجُ حولك (هالة)
ولكل عين من سناك نوالُهَا
ما الشعرُ ما التحليق في كلفي به
إلاَّ (سماتك) حسنها، وجمالُهَا
وأكاد حين أراك أرتجل الضحى
(كلماً) ترنح بالقلوب جزالها
* * *
يغنيكَ عن هذا البيانِ وسحره
لغة ذكاؤكَ لامعاً، سِلْسَالُهَا
فاهنأ (بعيد الفطرِ) وابق لمثلِه
وبكَ السعادة دائم إهلالها
وليحي للإسلام - خير حماته
(تاج العروبة) فخرها وجلالُهَا
(عبد العزيز) فداه كل أخي تقى
لله - ما وسع الشفاه مقالُهَا
هو مأزرَ الإيمانِ بل هو صرحُه
وبه (الشريعةُ) ساطعٌ إقبالها
وليحيى شمس المشرقينَ (سعودنا)
أمل (الجزيرة) ذخرها وثمالُهَا
و"لي عهد التاج" في أعلى الذرى
وأعز من تزهو به أقيالها
وليمرحِ "المنصورُ" في البرِّ الذي
هو رحمةٌ (للمخلصينَ) منالُهَا
وليحيى للجيش المظفرِ - (مشعلٌ)
وبه الجحافلُ، يستقيمُ نزالها
وليحيى أشبال (المليك) وآله
مرآة كل (فضيلة) وكمالها
* * *
وليحيى (عبد الله) شبلك قدوة
وبه (الوزارة) مخصب إمحالُهَا
هي دونه، العبء اليسير، ودونها
يعيا الكثير، وفي حجاه مجالها
وإذا الغواةُ استقبلوا أعيادَهم
نزقاً، فزلفانا بها استقبالُهَا
عادتْ عليك، وأنت منها (غرة)
ولك التهاني، عينها، وحجالُهَا
 
طباعة

تعليق

 القراءات :352  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 61 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور زاهي حواس

وزير الآثار المصري الأسبق الذي ألف 741 مقالة علمية باللغات المختلفة عن الآثار المصرية بالإضافة إلى تأليف ثلاثين كتاباً عن آثار مصر واكتشافاته الأثرية بالعديد من اللغات.