هو (العيدُ) يبدو في هداكَ "سعوده" |
وفي "قصرك المعمور" تشدو "وفوده" |
قضوا حجَهم -واستقبلوك مواكباً- |
تسيلُ بهم - من كلِّ وادٍ - خدوده |
يحيونَ فيك "التاجَ" شعت شموسه |
وعمت أياديه، ورفت بنوده |
* * * |
لقد بادروا الأسفارَ نحوك، والضحى |
شعارُك فيهم، بل عليهم بروده |
إذا شئتَ لم تنظر إلى غيرِ وامق |
ولاء (قوافيه) - ثناء (عقوده) |
ينظم فيك الدرُّ وهو قلائدُ |
وإن قلَّ في شكرِ (المفدى) تضيده |
* * * |
عجبتُ لهذا (الخيفِ) دونك من (منى) |
كأنَّ بسيطَ الأرض منه حدوده |
تهادى به الأمصارُ شرقاً، ومغرباً |
إليك - ويزجي كلَّ جنس شهوده |
(لغاتٌ) بها الأقوامُ شتى! وإنما |
عقائدُها (التوحيدُ)! سِيماك (عيده) |
تباعدَ أوطانا، وتدنو (شعائرا) |
وتطمح للبعث المرجى عتيده |
* * * |
هنيئاً (ولي العهد) –بالعيد– (مشرقاً) |
وفيك ضحاهُ شائع و"سعوده" |
تقدمت، تمشي في ركابك أمةٌ |
ظلال عليها (الأمن) غاب أسوده |
* * * |
وقفت –وللأصوات- حولك ضجة |
إلى الله - في حيأر - تعالى صعوده |
غداة الروابي - والآكام تنشرت |
على عرفات واحتذاك عبيده |
وإذ أنت في الأخْبَات، رأسكَ مطرقٌ |
وقلبك شفافٌ، يضيءُ وريده |
فما زلتَ في زلفى (المناجاةِ) هاتفاً |
تبشر، و(الوسمى) تحدو رعوده |
يرويك من ماءِ السماءِ (طهورُه) |
ويشفيكَ من (حبِّ الغمامِ) بروده |
ينقّى به الله (الخطايا) - وأنه |
لحوض من (الغفران) طاب وروده |
كأنّ ارفضاض (الثلج) منه تجاوب |
من الملأ الأعلى - ولي - حميده - |
* * * |
هنالك! أخلصتَ الدعاء ملبياً |
إلى (الواحدِ القهار) صف جنوده |
وأرسلتَ من "موقيْك" دمعك جارياً |
وما الدمعُ إلا للمطيعِ - سجوده |
تنجزَت وعدَ الله - في نصرِ دينِه |
وسر "المثاني" وعده ووعيده |
تضرع - والأملاك - تخفق رحمةً |
على الخِلق، والرضوانِ يهمي مزيده |
بأن يحفظَ الإسلامَ في خير أهله |
ويمحق بالخذلان رهطاً يكيده |
وأن يتولى بالكلاءة حزبه |
ويحمي حماه، حيث قام عموده |
ولن يتحدى بأسه غير خاسر |
ولو أطبقت بالخافقين حشوده |
* * * |
تكاثفت الأشجان، والموج قد طغى |
وكاد اقتراف الذنب يذكو وقوده |
وشر امرئ في الناس من هو جاهلُ |
واظلم منه من تمادى - جموده |
فنسألك اللهم نصراً مؤزراً - |
وعزا به ترضى وفيك خلوده |
غفلنا طويلاً؛! ثم بؤنا مثابةً |
إليك، ومهما تؤتنا نستعيده |
لجأنا إلى أبوابِ عفوكَ، فاهدنا |
صراطك - يا من حفظنا لا يؤوده |
أعذْنا من الإلحاد، والشركِ، والهوى |
ومن كلِّ هدام - يلج جموده |
* * * |
رجوناكَ، لا نرجو ساكَ؛ وحسبنا |
بأنك (فعالٌ) له ما (يريده) |
* * * |
وعشتَ أبا (فهدٍ) لشعبك قرةً |
وللعرب ذخراً لا يغيض رصيده |
ولا زال مولانا (المليك) مظفراً |
يجددُ مجدَ المسلمينَ وجوده |