أفاضتْ بالشُّيوخِ، وبالشَّبابِ |
فِجاجُ الأرضِ - زاخرةَ القِبَابِ |
تزاحمَ حَولَ قصرِكَ! كُلُّ قَلبٍ |
يزُفُّ ولاءَه، من كُلِّ بَابِ |
مواكبُ كالسُّيولِ إِليكَ أَفضتْ |
تهانِيهَا - كمفْتَرِّ الحبَابِ |
تُصافِحُ في يَمينكَ ما استهلَّتْ |
هُدى "عبد العزيزِ" على اغترابِ |
وتشكُرُ نِعمةً للهِ جلَّتْ |
بِهِ في "الصَّوْمِ" هَامِيةَ الوهابِ |
على بيضاءَ مُشرقةٍ تَجلَّى |
بِها "التَّوحِيدُ" أسفَرَ عن نِقَابِ |
أقَامَ بها الحدودَ - ومدَّ مِنهَا |
ظِلالَ "العَدْلِ" عَاليةَ القِبابِ |
وشيَّدهَا على الأنقَاضِ صَرْحاً |
له استخذى جَبابِرةُ الغِلابِ |
مَشى قُدُماً - وفي الظُّلُماتِ - شقَّتْ |
لَهُ الأقدَارُ - أَستارَ الحِجابِ |
غَدَاةَ الناسِ في هَرْجٍ؛ ومَرْجٍ |
وآفاقُ الجَّزيرةِ - في اضْطِرابِ |
فخَاضتْ خيلُهُ الغَمَراتِ نَقعاً |
وطبَّقَ بالصَّوارمِ كُلَّ رأبِ |
كأَنَّ مَفاوِزَ الصَّحراءِ - ضلَّتْ |
بِها الأرياحُ؛ منها في ذَبابِ |
طَواهَا - واليَقِينُ - لَهُ دُروُعٌ |
ومزَّقَ كُلَّ شَكٍّ وارتِيَابِ |
وما كانتْ - وقد أقوتْ - دُهُوراً |
سِوى الأدغَالِ، كاسرةِ الذبَابِ |
وها هي أمَّةٌ عَزَّتْ، وبَزَّتْ |
بِها العُمرانُ مُنتشرُ الذَّوابِ |
ضُحى العرفَانِ - يمحَقُ - كلَّ جَهلٍ |
ألحَّ بها، ويَمحو كُلَّ غابِ |
وقد نَضَجَتْ - حَواشِيهَا - كُنوزاً |
وثرَّتْ ثروةٌ - تحتَ القِطَابِ |
مرَتْ ذَهباً - وسَالتْ من نُضَارٍ |
وأمرتْ - كَالدُّعاءِ المُستَجابِ |
روافدُ لم تَكنْ - إلاّ سَراباً |
فاعجَبْ بالرَّوافِدِ - في السَّرابِ!! |
أَجلْ! هي آيةٌ - وبها ازدِلافي |
وأَلْقَى اللهَ رَبِّي في المَآبِ!! |
لَعمرُ اللهِ تلكَ حُظوظُ عبدٍ |
بهِ افترعَتْ "مَعَدٌّ" كُلَّ آبِي!! |
تَعالَى اللهُ بالإخلاصِ - ذلَّتْ |
لَهُ الدّنيا - ممهَّدةَ الصِّعابِ |
تَبَاركَ من تخيَّرَهُ "مَليكاً" |
تُنَاطُ بِهِ مقاليدُ الرِّقَابِ |
تَصدَّى للحُتُوف - وما تعدَّى |
وكان فِرندُهُ - فَصْلَ الخِطابِ |
تقحَّمَ كُلَّ ناصِيَةٍ ذُراها |
على العَدَواتِ، أمنعُ من عُقابِ |
تهاوتْ تحتَ أخمصِهِ "عُروشٌ" |
كأَنْ لَمْ تَغنَ - ضاربةُ الوِثابِ |
كأنّي - ما هَتفتُ بِهِ القوافي |
وراءَ الغَيْبِ، بالعَجَبِ العُجابِ!! |
بهِ الأمثالُ تُضربُ وهي تَترَى |
وتُكتبُ عَنهُ بالتِّبْرِ المُذابِ |
وفيه تَوطَّدَتْ، وبِه اسْتَقرَّتْ |
رواسي المُلكِ - بالصُمِّ الصِّلابِ |
تَغنتْ عن عَزائمِهِ المَواضي |
وأغنتْ عن أسَاطيرِ الكِذَابِ |
فِداءُ حيَاتِهِ أكبادُ شَعْبٍ |
إليه تواثبتْ خُللُ الشِّعابِ |
تُمحِّضُهُ تَهانِئها - قلوبٌ |
أباحتْه الشِّغافَ - على اعتِقَابِ |
إذا ذُكرَ اسمُهُ أَثنتْ عليهِ |
مَنابرُ مجدِهِ - الخُفرُ الزَّرابي!! |
فِدىً "لأبيكَ" مَن وقفوا حيَارَى |
وضَلَّ سَبيلُهُمْ - دونَ المَثَابِ |
سَعِدتُ بأنَّني فيه سَأحيَا |
وأفنى - ثم أُبعثُ في الرِّكابِ!! |
تصبَّاني هَواهُ - فتىً؛ وكَهلاً |
وذَبٌ - دونَه - عِندي التَّصَابي |
فقُلْ لِمُكَابِريهِ - سَلِمتَ - عَشراً |
أقِلّوا - والغنيمةُ في الإيَابِ |
وقُلْ لِمُكاثِرِيه - الرّمد - شَاهتْ |
وجوهٌ؛ أطرقتْ صَرعى الكِبَابِ |
فمنْ كانَ الإِلهُ له نَصِيراً |
فيسَ يُضِيرُهُ - هَزَجُ الذُّبَابِ |
ومن "كَسُعودِنَا" التفَّتْ عليهِ |
حُماةُ الضَّادِ - كالأُسُدِ الغِضَاب |
"وليُّ العهدِ" أكرمُ من أظلَّت |
سماءُ المَجدِ - شَامخةَ الهِضَابِ؟ |
كأَنَّ جبينَه في كُلِّ دَاجٍ |
شُعاعُ الشَّمسِ؛ أو ألقُ القِضابِ |
وأعرَضَتِ اليَمامَةُ واشمَخرَّتْ |
لِمنْ حَجَبتْ سناه على "عكاب" |
مشَى "حضنٌ" إليه بما عَهِدنا |
من الحُبِّ المُصفَّى كالَّجوابي |
رفعناها لتلثُم راحتَيهِ |
عرائسُ في الدِمقْسِ وفي الخِضابِ |
وها هيَ من دمِى صَمَّاءَ خُرسٍ |
ولكنْ مِن ولاءٍ وانْتِسَابِ |
يحيِّيهِ "الحِجازُ" وساكنُوهُ |
على شَغَفٍ؛ وشَوقٍ؛ وارْتِقابِ |
ويحبُوهُ التَهانِيَ عاطراتٍ |
كَزهرِ الرَّوضِ إِبَّانَ السَّحَابِ |
وهذا "فيصلُ" فانظرْ إِليه |
ترَ "الإيمانَ" يَشخُصُ في إِهابِ |
هوَ "ابنُ أبيهِ" ميمونُ النواصي |
و"صِنوُ أخيهِ"، مَضمُون الصَوابِ |
نُرجِّي فيه آمالاً جِساماً |
"مشيَّعةً" -، وتمرحُ في الرِّحَابِ |
بنو "عَبدِ العَزيزِ" غيوثُ مَحلٍ |
بكُلِّ خَميلةٍ - ولُيوثُ غَابِ |
غُذُوا بمكارِمِ الأَخْلاقِ صِواً |
وبالأحسَابِ، والأَدَبِ اللُّبابِ |
كواكبُ فَوقَ متنِ الأرضِ تَمشي |
وتنضحُ بالضِّياء - وبالخِضَابِ |
أمولايَ انطلقتُ فلا تَلُمني |
نَزعتُ حَشاشَتي من فَرطِ ما بِي |
كَلِفتُ بحبِّكُم - فَعصرتُ قلباً |
كأنَّ خُفُوقَهُ عَزفُ الرَّبَابِ |
ولو أنِّي انتهيْتُ إلى مغاري |
نضتني قَبلَ أَنضُوَها - شَبابي |
أأملكُ عَبرَتي - وأَكُفُّ دَمْعِي |
وأشجَانِي - يغصُّ بها - شَرابي؟! |
هُناكَ على التُّخومِ - ثَوتْ صِلالٌ |
رُعافٌ سُمُّها خُضر اللُّعابِ |
عَدَاها الخيرُ قد عَمَيت وصَمَّتْ |
عنِ "الفُرقانِ" - أو "أُمِّ الكِتابِ" |
ولو كانتْ بمفرَدها "يهودُ" |
لما لَبِثْ وأفظِعْ بالمُصَابِ |
ولكنَّ الكَوارثَ - لم تُؤتى |
بغيرِ عَقاربٍ خلفَ الثِّيابِ |
تَغُرُّ ظواهراً - وتروغُ خِلساً |
وتجْنحُ بين ذلِكَ للعقاب؟؟! |
مُسخَّرةٌ بما يُوحى إِليهَا |
كما تُنمى الزَّجَاجُ إلى الحِرَابِ |
تقمصتِ المودة - وهي حَربٌ |
وهادَنَتِ الغُرابَ على الخَرابِ |
تَقضُّ مضاجعَ الإِسْلامِ طُراً |
ولهثٌ للأساوِد - والحرابي! |
وتَعبَثُ في تُراثِ العُربِ نَهباً |
وتَلهجُ بالقُشُورِ عنِ اللُّبابِ |
جَرائِرُها الكبائرُ - والنَّواهي |
وغَايتُها - التَّغَوُّلُ باليباب |
بها حَنَقٌ على التَّاريخِ نَمَّتْ |
بهِ الزَّفراتُ تَشهقُ في التِهابِ |
ستُجزَى بالذي كَسَبتْ يَداهَا |
بيومِ العَرْضِ تلقاءَ الحِسَابِ |
وبُشرانَا فإِنَّ الوَعدَ حقٌ |
وسَعيُ الغادِرِينَ إِلى تَبَابِ |
فأمَّا نحنُ - فالدُّنيا كفاحٌ |
وليستْ بالمَجانةِ واللِّقابِ!! |
عَلينا واجباتٌ لو تُؤدى |
بَلغنَا المجدَ - مكتملَ النِّصابِ |
ورأسُ الدِّينِ "تقوى اللهِ" حَقاً |
و"بذلُ النُّصحِ" من دون اغتيابِ |
فناءُ الخَلقِ - حَتمٌ لا يُمارى |
وما فوقَ التُّرابِ، سِوى التّرابِ |
دَعانا اللهُ - أن نَدعو إِليه |
وأن لا نَستجيبَ إلى شِغابِ |
وأن نَرِدَ المَنُونَ إليه زُلفى |
وننتَهِزَ البقاءَ على احتسابِ |
وبالمعروفِ نأمُرُ - ثم نَنْهى |
عنِ الفَحشاءِ صَارمة العقابِ |
ونزجُرُ كُلَّ ذي غَيٍّ تَمادى |
وجَاهرَ بالفُسُوقِ وبالسَّبابِ |
ونجهرُ بالمواعِظِ بالغاتٍ |
بردٍ حالمٍ - وبحدِ نَابِ |
وندَّرعُ الحديدَ - على سَواءٍ |
ونعتدُّ العَتادَ - بِلا حِسابِ |
ونقتحمُ الوغى - خيلاً ورجِلاً |
ونعتسف العدوَّ بلا ارتِهَابِ |
ونتخذُ الفنونَ قِوىً تنزَّى |
بها الهبَواتُ غاشيةَ العَذابِ |
فهل قُمنا بذلك واستقمنا |
ولم تَعلَقْ بنا شِيةُ احتقابِ |
سألتُ - وما جَهِلتُ - وكُلُّ نفسٍ |
بِسوقِ شهيدِها - ردّ الجَّوابِ! |
هو الإسفارُ نَلمحُه وشيكاً |
وصبحُ المُدلجينَ - إلى انتصَابِ |
و"إنَّ غداً لِناظِرِهِ قريبٌ" |
ومَرح للعباقرةِ - الشَّبابِ |
كفانا اللهُ عَاديةَ اللَّيالي |
ووقَّانَا - ثعابينَ - الجِبابِ |
أرانا منغضينَ - وأي جدٍ |
بغير الجَّدِ يُدرَكُ - والغِصَابِ؟! |
وبَعضُ خسارةِ الأقوامِ - تُفضي |
إلى ربح يُضاعَفُ - واكتسابِ |
ورُبَّ كريهةٍ جُعلتْ لِخير |
وأَحيتْ بعدَ موتٍ واكتئابِ |
ذنابي الخلقِ "إسرائيلُ" رَهْطٌ |
هُمُو "السرطانُ" والموتُ الصهابي |
تَعاووا واغلينَ - فما عَسَانا |
سنفعلُ؟ والمحاذِرُ في انسيابِ؟ |
هلمَّ لِنصطَبغْ علماً صَحيحاً |
ونصدعُ - بالهِدايةِ - والمَشَابِ |
ونعدو الشرْطَ؛ أو نُطويهِ عَداً |
وطَيّاً - دونَ لَغوٍ أو صخَابِ |
ونكدحُ - للكفاحِ - بكُلِّ حُسنٍ |
لِنظفِرَ - أو لنؤْذنَ بالذَّهابِ! |
"فما نَيلُ المَطالبِ بالتَّمني" |
ولا بالشِّعرِ تُحرزُ - والدُّعابِ |
ولكنْ بالجَّحافِلِ؛ وهي صَفٌ |
وتُزجيةُ القَذائفِ واللِّهابِ |
بأسراب النُّسورِ؛ تؤزُ أزَّا |
بِبيضِ الهندِ بالجُردِ العِواجِ |
بأسبابِ الحَياةِ - بما تواصَتْ |
به الأحياءُ؛ تُمعِنُ في الذوابِ |
و"ناموسُ البقاءِ" أشدُ وطْأً |
وأبعدُ قسوةً من أن يُحابى!! |
ومنطقُهُ الصَّحيحُ - وكُلُّ حيٍ |
سيُصهَرُ في أوانِ "الإنتخابِ" |
ولولا النُّصحُ - ما أهرقتُ قَلبي |
ولا استعجلتْ شَيبي - وانسكابي!! |
بنورِ اللهِ أَستَهدِي - وأهدي |
ومنك كِنانتي - وبك اشتبابي |
وعشْ ما عِشتَ للأعياد عيداً |
وريفَ الظِّلِ مُخضرَّ الجَنابِ |